وقبل أن ندرس هذه الأعياد بالتفصيل... نتأمل أولًا في التذكارات في كنيستنا القبطية:
التذكارات في الكنيسة القبطية: وهي عدة أنوع لعل أولها الذكري التاريخيةHistorical) ).
النوع الأول:
الذكرى التاريخية: أي التي تخص القديسين المعترف بهم بصورة رسمية في الكنيسة...
إذ تسجل سيرهم المقدسة في السنكسار الكنسي cuna[arion والدفنار أيضًا وهما كتابان رسميان في الكنيسة يذكران حياه القديسين المسجلين فيهما... فنتعرف على أسلوب حياتهم وجهاداتهم والمستويات الروحية الفائقة التي وصلوا إليها... بل يصل الأمر أن الكنيسة رتبت قراءات القداسات اليومية في كتاب القطمارس الدوار (القطماروس) Ⲕⲁⲧⲁⲙⲉⲣⲟⲥ بحسب أعياد قديسي كل يوم... إيمانًا من الكنيسة أن حياتهم كانت تنفيذًا لتعاليم الكتاب المقدس... حتى لا يظن أحد أن المسيحية ديانة نظرية كما يدعى البعض، لما يشتهر عنها من مبادئ سامية يصعب على البعض تنفيذها...
في هذه التذكارات نلمس من خلال القراءات الكنسية المختارة فكر هؤلاء القديسين، وكيف انتصروا في حروبهم الروحية، وما هي عوامل القوة في حياتهم، وكيف ثبتوا أمام كل التجارب التي سمح الله أن يمروا بها... إلخ... إنه تاريخ حافل بالسيرة الروحانية المقدسة وطاعة الوصية الإلهية ومحبتهم الكاملة لله وللكنيسة وأعمالهم المملوءة بالخير للجميع...
إنها ذكري تاريخية من حيث أنها دخلت بطون التاريخ ولكنها لا زالت تؤثر في كل من يسمعها ويختبرها... إن حياتهم مستمرة ولم تنتهي بانتهاء وجودهم على الأرض بل مستمرة في كل من يسير على هديهم منتفعًا بخبراتهم الحية المختزنة لصالح الكنيسة كلها...
النوع الثاني:
التذكارات التعبدية: المعروفة بالليتورجيات... (Liturgical)
وهي العبادات المرتبطة بأحداث تخص السيد المسيح سجلت في كتب العبادة مثل الأجبية المقدسة والأبصلمودية السنوية والكيهيكية... والتي فيها نعبد الله متذكرين أحداث صنعها لأجلنا... ففي كتاب الأجبية المقدسة نصلي سبع صلوات كل يوم متذكرين في كل ساعة حدثًا معينًا يستحق التسبيح والتمجيد من جانبنا نحو الله...
فمثلًا الساعة الأولى نذكر القيامة، الساعة الثالثة نذكر حلول الروح القدس، الساعة السادسة نذكر صليب الرب، الساعة التاسعة موت السيد المسيح على الصليب، الساعة الحادية عشر نزول جسد السيد المسيح من على الصليب، الساعة الثانية عشر دفن جسد المسيح في القبر، وكل ساعة لها مزاميرها وإنجيلها وطلباتها تذكارات تعبدية نعيشها خلال اليوم، طول اليوم ننشغل بالسيد المسيح، وهناك صلاة نصف الليل التي تذكرنا بالمجيء الثاني.
الأبصلمودية نتذكر عبور موسى النبي والشعب في البحر الأحمر على مثال خلاص المؤمنين بالمعمودية، عبور موسى بالشعب على مثال المعمودية وعصا موسى تشير إلى خشبة الصليب التي بها عبرنا من الهلاك إلى الخلاص، وهذا نسميه (الهوس الأول).
قصة رعاية الله لشعبه في البرية في (الهوس الثاني) ونجاة الثلاث فتية من الأتون في (الهوس الثالث) وهكذا.
وانتصار داود على جليات وتسابيحه في (الهوس الرابع).
خلاصة هذا الجزء: أنها أحداث تحولت إلى تسابيح لأنها تعكس عمل الله العجيب بين شعبه.وهذه هي الأعياد السيدية التي نذكرها، ومهم أن نعرف إنه إذا أردت أن أشبه التذكارات السيدية أشبهها بالمثلث له ثلاث رؤوس، الرأس العُليا المناسبة الأصلية والرأس الثانية الأحداث التي صاحبت المناسبة، والرأس الثالثة القراءات أو الطقوس التي نمارسها، وهناك ثلاث أضلاع، الضلع الأول الخلفية اللاهوتية والضلع الثاني الأهداف الرعوية والضلع الثالث الفوائد الروحية لكل عيد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). نحن ندرس المناسبة وما لها من أحداث رافقت المناسبة والقراءات التي تحكي لنا عن هذه المناسبة.
أما نقاط دراستنا نتعرض للخلفية اللاهوتية للعيد والأهداف الرعوية من دراسته والفوائد الروحية من معايشة هذا العيد.
النوع الثالث:
التذكارات السرائرية: (Sacramintal & Syntifical)
وكلمة سرائرية أي فوق الزمن، وهي ما تعرف بالذكري العينية والتي فيها ننال العطية ذاتها كما في سر الأفخارستيا وأحيانًا يسميها بعض اللاهوتيين دعوة للوجود بنفس القوة (Recalling)... ففي القداس الإلهي ننعم بحلول الروح القدس لتحويل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه بطريقة فائقة سرائرية، وهما نفس الجسد ونفس الدم الذين سلمهما الرب لتلاميذه الأطهار في يوم الخميس الكبير الذي فيه أتم الرب عمل العشاء السري مع تلاميذه الأطهار...
النوع الرابع:
التذكارات السيدية: (For The Lord):
أي الأعياد السيدية السيدية التي تخص السيد المسيح له المجد كإله متجسد صنع خلاصنا على الصليب...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/459bjws