الاختصار: دا = DA.
الرب في مملكته، هدف الحياة، المثابرة، أمانة الرب.
الله ضابط التاريخ.
ترقب مجيء المسيح.
الحكومات المتتالية والآتون والجب.
إدانة الظلمة بالنور.
دانيال والفتيان الثلاثة - نبوخذنصر - بيلشاصر.
بابل.
يكشف لنا هذا السفر أن الله ضابط التاريخ كله يعمل لحساب بنيان مؤمنيه المخلصين أينما وجدوا وأنه يتمجد في القلة القليلة جدًا المخلصة أنه يبعث الرجاء في النفوس الجريحة.
أنه سفر الصداقة الإلهية القادرة وحدها أن ترفع قلب المؤمن إلى الحياة السماوية الفائقة حتى وإن عاش في أرض الغربة كمسبي.
أنه سفر " المعرفة الإلهية " التي يقدمها الله لمختاريه ومحبوبيه، هذه المعرفة التي تنبع عن الإيمان الصادر من قلب متسع بالحب الإلهي، هذه المعرفة توهب خلال خبرة الضيق الشديد واحتمال الآلام من أجل الله وشعبه.
أخيرًا فإنه موجه إلى كل مؤمن من الشعب ليعرف دوره الحي في حياة الكنيسة كما في حياة البشرية كلها.
كاتب السفر هو دانيال النبي وولد غالبًا في أورشليم وسبي إلى بابل وهو صبي صغير سنة 606 ق.م، مثل حزقيال (حز1:1 - 3) غير أن الأول سُبي في الغزو الأول أيام يهوياقيم. أما الثاني فسُبي في الغزو الثاني.
غالبًا ولد في أورشليم وسُبي إلى بابل وهو شاب (دا 1: 3)، تعلم الكلدانية مع الثلاثة فتية حننيا وميشائيل وعزريا، يرى البعض أنه عاش حوالي 84 عامًا (618 - 534 ق.م.).
أعطاه الله حكمه ونعمة فخدم في أيام الممالك الثلاثة بابل، مادي، فارس، ومع أمانته في خدمته لملوك وثنيين بقى أمينًا لله، لم يأكل من أطايب الملك المقدمة للأوثان وكان شجاعا في تفسير الرؤى والأحلام للملوك دون مجاملة.
عاش في أيام تاريخية حاسمة فقد عاصر ملوك عظماء مثل نبوخذنصر البابلي وكورش الفارسي لم يكن ممكنا في أيامه أن يتحدث إنسان مع هؤلاء الملوك الجبابرة ولو بشيء من اللطف أما دانيال الغريب الجنس والمسبي فتحدث معهم بصراحة وجسارة مع تواضع مواجهًا الملوك بأخطائهم.
فسر دانيال حلم نبوخذنصر وفسر الكتابة على الحائط لبيلشاصر ونجا من جب الأسود في عصر داريوس الملك ومن أتون النار في عصر نبوخذ نصر (دانيال 3) ويرجح العلماء أن السفر كتب في بابل وحمله عزرا معه عند عودته إلى أورشليم.
نبي انشغل بالإدارة، لم يمنعه مركزه الإداري كرجل دولة عظيم له مكانته في أكبر إمبراطورية في ذلك الحين وهي وثنية، من أن يشهد لله الحقيقي ويحفظ شريعته بروح الحكمة والحب والشجاعة.
خدم شعبه بروح القداسة والتواضع مع الحب لكل الشعوب.
الرائي: رأى المستقبل بعمل روح الله فيه، قدم لنا اللقاء مع المسيح الذي يحرر من سبي الخطية ويدخل بنا إلى أمجاده، كما نراه قادمًا في نهاية الأزمنة يقيم من مؤمنيه كواكب منيرة على صورته.
أب التاريخ الأممي، سجل لنا نبوات دقيقة عن الممالك التي تتعاقب خلال خطة الله، فسفر دانيال هو السفر الوحيد في العهد القديم الذي تنبأ بالتفصيل عن ملوك وممالك، حدد بعضها بالاسم مثل فارس واليونان.
نبي الأحلام والرؤى الذي تمتع بعطية إلهية وحكمة سماوية.
النبي الذي حدد أزمنةً لأحداث الخلاص ونهاية العالم وانشغل بأزمنة الأمم.
رجل الحكمة، ضرب به الوحي الإلهي المثل في ذلك (حز 28: 3).
يذكر يوسيفوس أنه كان حاذقًا في المعمار صمم مبني برج شوشن (شوشن القصر).
1 - يعتبر سفر دانيال من الكتب المسماة أسفار رؤى، فهو سفر رئوي، نبوي، أخروي، سلوكي، روحي، يقدم لنا صورة حيَّة للحياة الإيمانية العملية مع ترقب للحياة الأخرى.
2 - هذا السفر في مجمله هو إعلان عن قوة الله وحكمته في ضبط العالم حتى نهاية الأزمنة لتحقيق خطة إلهية، فيقدم لنا قدرة الله الفائقة في قيادة كل قوَى الطبيعة وتاريخ الشعوب وقدرات الملوك لتحقيق خطته لخلاص شعبه لذلك تكررت كلمة مملكته 57 مرة في هذا السفر.
3 - عالجت نبواته موضوع "الله يدين شر الوثنية" وكان ذلك يطابق معنى اسمه "الله ديان"، وبتفسيره الرؤى والأحلام أعلن أن الله يدين الممالك الوثنية بظهور المسيا ليملك روحيًا على القلوب.
1 - الله هو سيد التاريخ وملك الكون، ليس شيء مخفي عن عينيه، يوجه الممالك الوثنية مع تقديره للحرية الإنسانية. ليس شيء ما يحدث في العالم بغير توجيه إلهي، سجل لنا السفر اعتراف ملوك وثنيين عظماء لسلطان الله على كل البشر في كل جيل (دا 2: 47؛ 4: 37؛ 6: 26).
2 - الله هو ملك السماء (دا 4: 37)، وإله السماء (دا 2: 44)، إله الآلهة (دا 2: 47؛ 11: 36)، ورب الملوك (دا 2: 47)، يعزل ملوكًا ويقيمهم (دا 2: 21)، وهو رئيس الجيش الخفي (دا 8: 11)، الرب الوحيد المجيد في المسكونة (دا 3: 45)، العظيم والمخوف (دا 9: 4)، سلطانه إلى جيل فجيل (دا 4: 34 ).
3 - يعلن الله لأتقيائه عن حكمته الخفية وقدرته، هو معلن الأسرار (دا 2: 47)، وواهب الحكمة والمعرفة (دا 2: 23)، المخلص (دا 14: 42)، يقيم مملكته الأبدية في قلوب البشر (دا 7: 18)، حافظ العهد (دا 9: 4)، ملكوته يتحدى الزمن (دا 7: 14)، هو إله آبائنا (دا 3: 26).
4 - مقابل هذا يعلن السفر ضعف الآلهة الوثنية وفشلها: عجزت عن كشف الحلم للمجوس والسحرة (دا 2)، وعن حرق الثلاثة فتيه في أتون النار (دا 3)، وإنقاذ نبوخذنصر من طرده ليعيش كحيوان البرية (دا 4)، وإثارة الأسود الجائعة لالتهام دانيال النبي (دا 6).
5 - يقدم لنا السيد المسيح بكونه الحجر المقطوع بغير يد (دا 2: 35)، (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا). يصير جبلًا يملأ كل الأرض، وهو ابن الله (دا 3: 92)، قديم الأيام (دا 7: 9)، ابْنِ إِنْسَانٍ [ابن البشر] (دا 7: 13)، رب مملكته (دا 7: 14)، رئيس الرؤساء (دا 9: 25)، الكلي القداسة (دا 9: 24)، الْمَسِيحِ [المسيا] (دا 9: 25)، ملكوته جامعي وأبدي (دا 7: 14؛ لو 13: 28؛ في 2: 9 - 11).
6 - تحدث السفر عن مجيء السيد المسيح، مُحددًا موعدًا لميلاده، وأيضا لصلبه، كما تحدث عن مجيئه الثاني، وما يسبقه من ضيقة عظيمة يثيرها ضد المسيح، وأيضًا عن خدمته على الأرض (دا 9: 20 - 26)، وعن مملكته الروحية (دا 2: 44، 45؛ يو18: 36).
7 - عالج هذا السفر موضوع " إدانة الله لشر الوثنية " ويطابق ذلك معنى اسم "دانيال" وهو "الله ديان" لقد دان هذا السفر:
العادات الوثنية (دا 1).
الفلسفة والحكمة الوثنية (دا 2).
الكبرياء الوثني (دا 3).
العبادة الوثنية (دا 4).
الرجاسات الوثنية (دا 5).
الاضطهاد الوثني (دا 6).
لم يدن دانيال العالم الوثني بالهجوم عليه، لكن حياته التقوية غلبت الشر وأدانته، كذلك بتفسيره الرؤى والأحلام أعلن أن الله يدين الممالك الوثنية بظهور المسيا ليملك روحيًا على القلوب.
8 - أوضح هذا السفر أن رجال الله المطيعين لوصيته يتمتعون بالأتي:
النجاح في العالم (دا 1: 9، 20، 2: 48، 49).
معرفة الأسرار الإلهية (دا 2: 19، 22، 47).
التعزية بحضرة الله وسط الضيق (دا 3: 24، 25).
الشهادة ضد الشر (دا 4: 30 - 37).
9 - كثيرًا ما يهاجم العالم العدالة الإلهية، لكن التاريخ يكشف على المدى البعيد عدله وحكمته الفائقة. الله هو سيد التاريخ يستخدم حتى المقاومين له لتحقيق أغراضه الإلهية المقدسة:
(1) من جهة الكنيسة: بينما كان دانيال في السبي إذا بالله يعلن له عن اهتمامه الخاص بالكنيسة ورعايته لها:
أ - سمح لشعبه بالسبي لمدة 70 سنة، فإنه يجب أن ينتظر سبعة في سبعين من السنوات ليرى عودته من سبي الخطية بمجيء المسيا.
ب - إذ كان البعض يسخرون بالمؤمنين الذين صدقوا العودة بعد 70 عامًا من السبي جاءت الرؤى تؤكد أن أحزانًا كثيرة تنتظر الكنيسة قبل مجيء المسيا وبعده عبر الأجيال، حتى يتهيأ كل مؤمن لملكوت المسيح السماوي.
ج - يصف السفر مجيء المسيا، وما يتبع هذا من إبطال حرف الناموس وظلاله إذ يحل الحق ويتمتع المؤمنون بالروح.
(2) - من جهة العالم: الله يُقيل ملوكًا من عروشهم في الوقت المناسب، لقد تنبأ عن كنيسة العهد الجديد كمملكة روحية أبدية تسحق ممالك العالم بمسيحها، الحجر المقطوع بغير يدين الذي يملأ الأرض كلها.
10 - الملائكة: تعامل دانيال مع كثير من الملائكة خاصة رئيس الملائكة جبرائيل.
11 - القيامة: تظهر فكرة قيامة الأجساد بوضوح، والدينونة العامة بوضوح (دا 12: 2)، والدينونة العامة للأبرار والأِشرار.
12 - المعرفة الإلهية: تحدى دانيال بهذه المعرفة كل حكمة الكلدانيين والسحرة والمجوس هذه التي تدربوا عليها خلال الدراسة وحدها أما معرفة دانيال فهي هبة إلهيه حتى في يوم الرب العظيم يمجد الله أصحاب المعرفة، "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد" (دا 12: 3) وعدنا الله بالمعرفة المتزايدة " والمعرفة تزداد" (دا 12: 4).
جاء السفر يحمل اتجاها تاريخيا نبويا، بخصوص العالم الأممي، من عصر نبوخذنصر حتى مجيء ضد المسيح وإلى نهاية العالم.
ينقسم السفر إلى قسم تاريخي لا يخلو من رؤى ونبوات، وقسم نبوي رئوي لا يخلو من جوانب تاريخية.
أولًا القسم التاريخي:- ليلة تاريخية مظلمة دا 1 - 6:
يمثل هذا القسم ليلة تاريخية مظلمة بالفساد مع العنف، خلالها تقوم إمبراطورية على أنقاض إمبراطورية أخرى، والكل يقاوم عمل الله، لكن الله الذي يسمح للشر أن يتسلط إلى حين؛ يدينه بكل وسيلة من أجل القلة المختارة، وقد جاءت هذه الإصحاحات التاريخية تدينه.
1 - نسك دانيال يدين الترف الوثني دا 1، إن كان دانيال قد رفض أطايب الملك وصام (بأكل قطاني أي أطعمه نباتيه) فبالحياة التقوية مع الله صار أفضل في صحة الجسد والمعرفة والحكمة.
2 - حكمة دانيال السماوية تدين حكمة العالم الوثني دا 2، تمثال نبوخذنصر العظيم، فشل فلاسفة العالم وحكماؤه في إعلان الحلم للملك، أما دانيال التقي، فأعلنه وفسره (الحجر الصغير كان إشارة للسيد المسيح الذي أخلى ذاته فصار جبلا وملأ الأرض كلها محطما التمثال، الذي رأسه من ذهب "بابل"، وصدره وذراعاه من فضه "مادي وفارس"، وبطنه وفخذاه من نحاس "اليونان"، وساقاه وقدماه من حديد وخزف "السلوقيون من رومان ويونان").
3 - شجاعة الفتية المسبيين تدين نار الظلم دا 3، الثلاثة فتية في أتون النار، النار حلت القيود، وأعلنت عن المسيح الذي في الداخل، وقدمت كرازة للملك.
4 - عفة نفس دانيال تدين إمكانيات نبوخذنصر دا 4، تأديب نبوخذنصر المتكبر، رأى نبوخذنصر شجرة كبيرة "ذاته"، وحثه دانيال على التوبة.
5 - نقاوة دانيال تدين دنس بيلشاصر(ابن نبوخذنصر) دا 5، بيلشاصر والكتابة الخفية، رأى بيلشاصر الكتابة على الحائط إذ كان ينجس آنية مذبح الرب.
6 - أمانة دانيال تدين الظلم دا 6، ألقي دانيال في الجب وسط الأسود لأنه يعبد الله فنال:
خلاص جسده... فلم تقترب إليه الأسود الجائعة.
صار مع الملائكة التي جاءت تسد أفواه الأسود، وكأنه في السماء.
صار شاهدًا للحق أمام الملك الذي أدرك قوة الله .
صار رمزًا للسيد في القبر (ألقي ظلمًا)، فرافقته الملائكة، وجاءه الملك صباحًا (المجدلية)، ثم خرج من الجب حيا.
ثانيًا: القسم النبوي الرئوي (نهار نبوي) دا 7 - 12:
يحمل هذا القسم رؤى ونبوات كشقة تبعث الرجاء وسط الضيق والألم، حتى يجتاز المؤمنون العالم إلى شركة المجد السماوي.
قدمت نبوات زمنية هامة تحدد ميلاد السيد المسيح وتاريخ صلبه وأيضًا أحداث انقضاء الدهر، فكما تحدث عن تأسيس مملكة السيد المسيح أوضح مقاومة عدو الخير لها خاصة في الأيام الأخيرة بظهور ضد المسيح، كما تنبأ عن مجيء السيد المسيح الثاني ومجد القديسين الأبدي ودينونة الأشرار، ويضيف إليها البعض خراب الهيكل على يد تيطس الروماني. هذا بجانب النبوات الخاصة بتاريخ اليهود والإمبراطوريات الأربع أي البابلية والفارسية (مادي وفارس) واليونانية والرومانية في شيء من التفصيل، لقد دعي "نبي الأزمنة الأخيرة" الذي وهبه الله أن ينطلق قلبه لا ليرى أحداث العالم المقبلة فحسب بل يعبر إلى ما وراء التاريخ ليتأمل الأبدية، بهذا تحقق القول الإلهي "سر الله لخائفيه".
7
- الوحوش المفترسة الأربعة والقرن الصغير دا 7.في الإصحاح الثاني ظهرت الممالك الوثنية كتمثال علامة آلهتهم التي هي أصنام، أما هنا فتظهر كوحوش بسبب طبيعتها المفترسة بالرموز الآتية:
- الأسد رمز بابل.
- الدب رمز مادي وفارس.
- النمر رمز اليونان.
الأربعة القرون تشير إلى انقسام مملكة اليونان، أحدهم (السلوقيين) الذي داس الثلاثة بظهوره،
- أما القرون العشر (الملوك العشرة من السلوقيين) فهم:
انطيوكوس الأول سوتير.
انطيوكوس الثاني ثيؤس.
انطيوخس الثالث الكبير.
انطيوخس الرابع أبيفانيوس.
انطيوكوس الخامس أوباطور.
ديمتريوس الأول.
القرن القوي من العشرة داس الثلاثة ممالك أي الثلاثة ملوك الأخيرين هو انطيوكوس أبيفانيوس.
تحدث عن مجيء السيد المسيح وظهور ملكوته الأبدي .
8 - الكبش والتيس دا 8:
للكبش قرنان (مادي وفارس).
التيس رمز مملكة الإسكندر الأكبر.
الأربعة قرون رمز انقسام مملكته.
القرن الصغير العظيم رمز مملكة السلوقيين التي ظهر منها انطيوكوس أبيفانيوس الذي اضطهد القديسين (عصر المكابيين).
9 - سبعون أسبوعًا دا 9:
70 أسبوعًا مضروبًا في 7= 490 يومًا إشارة إلى 490 عاما تبدأ بإعادة بناء الهيكل وتنتهي بظهور السيد المسيح.
في وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة (ع27)، إذ يصلب السيد المسيح بعد خدمة 3 سنوات (وسط الأسبوع).. فتبطل الذبيحة الدموية والطقس اليهودي.
10 - رؤية مجد الله دا 10:
رأى دانيال الرب ليسنده، (ع10- 15 ظهر له ملاك يكلمه).
11 - الرؤيا الثالثة (دا 11):
نبوات عن فارس والمملكة اليونانية ونهاية العالم.
في هذا الإصحاح يعرض النبي حوادث مفصلة للمستقبل ولقد تمت بكل دقة الأمر الذي يبعث على الدهشة.
يذكر دانيال النبي أنه سيقوم ثلاثة ملوك بعد كورش العظيم في بلاد فارس (ع2) وهم قمبيز، سميردس، داريوس الأول، يتبعهم رابع احشويرش ذات الغنى الوفير.
(ع 3، 4) قيام الإسكندر الأكبر وانكساره وموته فجأة في شبابه ولن يخلفه أحد من أولاده، وتقسم المملكة اليونانية بين قواد جيشه الأربعة.
(ع5) الحرب الأولى بين ملك الجنوب (مصر) بطليموس الأول، والرئيس الآخر سلوقس نيكاتور ملك الشمال (سورية والشرق). وبعد مرور خمسين سنة على ذلك.
(ع6) تزوجت ابنة بطليموس الثاني (مصر) من انطيوخس الثاني ملك سورية، لكنها طُلِّقَت ثم قتلت، وانتقم لها أخوها بطليموس الثالث بمهاجمة سورية الحرب الثانية وحمل غنائم كثيرة جدًا من ذهب وفضة (ع7-9)، والآيات (10-13) تعكس الحروب التي دارت بين هاتين القوتين في أواخر القرن الثالث ق.م.، حينذاك اتحد اليهود مع انطيوخس الثالث ملك سوريا للتغلب على المصريين (ع14-15)،
وقد تحقق لهم التحرر من نير مصر (ع16) , وللمهادنة أعطى انطيوخس الثالث ملك سوريا ابنته لبطليموس الخامس ملك مصر (ع17) ثم غزا انطيوخس أسيا الصغرى واليونان لكنه هزم في مغنيزيا عام 190 ق.م.
(ع18-19)، أما جابي الجزية (ع20) فكان سلوقس الرابع ابن انطيوخس الذي ما لبث أن خلفه أخوه انطيوخس الرابع مضطهد اليهود.
والآيات (21-24) تصور شخصيته وسياسته تصويرا دقيقا. فبواسطة خيانة رجال بطليموس (مصر) استولى انطيوخس على مصر في زمن قصير عام 173 ق.م. وفي طريق عودته غزا أورشليم وقتل 80 ألف من اليهود
(ع29-30) فأرتد ثانية إلى أورشليم ودنس الهيكل (ع31) وقد ناصره ومالأه بعض اليهود فيما رفض الآخرون أن يساوموا على إيمانهم ، وهو ما عرضهم للاضطهاد والقتل (ع32-33)
ويذكر أن يهوذا المكابي آثار مقاومة ناجحة فأعان المضطهدين (ع34-35)، هذه أحداث مفصلة بسفري المكابيين.
فجأة تحولت الرؤيا إلى نهاية الأزمنة ومجيء ضد المسيح في تفصيل عن شخصه وأعماله الشريرة (36 - إلخ.) التي تكون معاناة اليهود تحت حكم انطيوخس ظلًا لها.
12 - ختام النبوات دا 12 (نهاية العالم): الضيقة العظيمة والقيامة.
ثالثًا: تتمة دانيال (الفصلان 13، 14 من الأسفار القانونية الثانية)
إن سفر دانيال ينتهي بحسب النسخة العبرية بالإصحاح الثاني عشر، وأما الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر وكذلك الأعداد من (عدد 24- 90) التي تتخلل الإصحاح الثالث لا توجد في النسخة العبرية الآن، ولكنها وجدت في الترجمات الأخرى كالسبعينية وخلافها لا سيما ترجمة ثاؤدوسيوس وقد قبلتها كل الكنائس (الرجاء الرجوع إلى صفحة تتمة دانيال بقسم الأسفار القانونية الثانية في موقع القديس تكلاهيمانوت).
ويكاد الإجماع ينعقد أن هذه الأجزاء كلها كتبت في الأصل باللغة العبرية.
جاء في الترجمة السبعينية تكملة لسفر دانيال (تتمة سفر دانيال) وتحوي:
نص تسبحة الفتية الثلاثة وهم في أتون النار.
دانيال وكهنة الصنم بال (البعل).
أولًا تسبحة الثلاثة فتية القديسين (دا 3: 24 إلخ.)
[باركوا الرب أيها القديسون والمتواضعوا القلب سبحوه وزيدوه علوًّا إلى الأبد] (دا 3: 87).
تسبحة رائعة تترنم بها الكنيسة كل يوم في تسبحة نصف الليل (الهوس الثالث أي السبحة الثالثة) حيث ترى يد الله المترفقة بها على الدوام رغم وجودها وسط الأتون... أنها تسبح لأن يسوعها يتجلى فيها ويحل قيودها كما فعل مع هؤلاء الفتية القديسين (راجع سيرة هؤلاء الفتية في سفر دانيال).
اعتادت الكنيسة في أيقوناتها أن ترسم هؤلاء الفتية وسط اللهيب لكن السيد المسيح يحوط حولهم بذراعية ويحملهم في حضنه... أما هم فيفرحون.
إذ تقضي الكنيسة ليلة سبت النور والفرح مسبحة للرب الذي صلب عنها ودخل إلى الجحيم ليخلص الذين ماتوا على الرجاء... تدرك أن مخلصها يتجلى فيها ويضمها بين ذراعين ويقيمها ممجدة فيه بقوة صليبه ومجد قيامته وكأن ما حدث للفتية الثلاثة يحمل رمزًا لعمل المسيح الخلاصي.
ثانيًا: سوسنة العفيفة (دا 13):
تبرز قوة العفة الحقيقية فقد رفضت السيدة الشابة أن تسلم جسدها لشيخين نجسين، معرضه نفسها للموت لكن الله أنقذها في الوقت المناسب وسلم الشيخين للهلاك الأرضي والأبدي.
الله الذي يرعى الأطهار ويحميهم يهب حكمة لأولاده حتى وأن كانوا شبانًا فوهب الشاب دانيال حكمة، بها افتضح كذب الشيخين ونجاسة قلبيهما.
تحمل قصة سوسنة وهي واقع تاريخي رمزًا لحال الكنيسة في السبي البابلي فسوسنة أي زهرة السوسنة ترمز لشعب الله الحقيقي والشيخان يشيران إلى رجاسات الوثنية في بابل والارتداد عن الإيمان، هذان هما الشيخان اللذان حكم عليهما دانيال رجل الله بالإعدام لينقذ سوسنة المحبوبة لدى رجلها (الله) والجميلة في عينيه.
تُتْلَى هذه القصة في ليلة "أبوغالمسيس" أي ليلة سبت النور، إذ ترى الكنيسة خلال عمل المسيح الخلاصي (صلبه وقيامته) أنه يردها إليه عروسا مقامة من الأموات جميلة وعفيفة محبوبة لديه كالعفيفة "سوسنة" التي رجعت إلى يوياقيم رجلها.
كانت سوسنة دائمًا تتمشى في حديقة زوجها في الظهيرة وهناك كانت تغتسل... فما هذه الحديقة إلا الكتاب المقدس الذي فيه نستريح من حر التجارب وظهيرة هذا العالم، دخلنا إلى مياه المعمودية وتمتعنا بالغسل الداخلي ومع ذلك فالشيخان (حروب الشيطان) لا يتركانها!
ثالثًا: دانيال وكهنة الصنم (دا 14) الله مخلص طالبيه (دا 14: 42)
أعطى الله حكمة لدانيال ليكشف للملك خداع كهنة البعل له... يأكلون ما يقدم للصنم ويدعون أن الصنم أكله كما قتل التنين معبودهم.
قتل الملك كهنة البعل وحطم الصنم كما مات التنين... فثارت الجماهير ضد الملك وحسبته قد صار يهوديا لذلك أسلم لهم دانيال، حيث ألقوه في جب أسود جائعة لمدة ستة أيام... وقد أرسل الله إليه حبقوق النبي محمولًا بواسطة ملاك الرب ليقدم له غذاء... وفي اليوم السابع اخرج الملك دانيال وألقي الذين سعوا به في الجب فالتهمتهم للحال.
"عظيم أنت أيها الرب إله دانيال ولا إله غيرك" [دا14: 40: (تتمة دانيال 3: 40)].
1 - لمحة عن شخصية دانيال دا 1.
2 - رؤى الملوك يفسرها دانيال دا 2 -6.
نبوخذنصر دا 2 - 4.
بيلشاصر دا 5.
داريوس دا 6.
3 - رؤى دانيال يفسرها الملاك دا 7 - 12.
4 - تتمة دانيال 13، 14 (الأسفار القانونية الثانية).
رافقاهما ملاك ليفسر لهما أكثر الرؤى (دا 7: 16؛ 8: 16؛ 9: 22؛ رؤ 11: 1؛ 17: 7؛ 22: 8).
استخدما لقب "ابن الإنسان" (دا 7: 13؛ رؤ 1: 13؛ 14: 14).
دعي دانيال بواسطة الملاك " الرجل المحبوب " ثلاث مرات (دا 9: 23؛ 10: 11، 19) ودعي القديس يوحنا الحبيب " التلميذ الذي كان يسوع يحبه " خمس مرات (يو 19: 26؛ 20: 2؛ 21: 7، 20).
كتب دانيال وهو أسير وكتب القديس يوحنا رؤيته في النفي (رؤ 1: 9).
دانيال هو السفر الخاص بغلبة مملكة المسيح على الإمبراطوريات الأربع، كما هو سفر أخروي. والرؤيا هي سفر الكنيسة المتألمة في العالم والمنتصرة التي تترقب مجيء مسيحها، وهي أيضًا سفر أخروي.
يكشف السفران عن ختوم يفتحها الرب ليعلن أسراره لخائفيه، لكن تبقى بعض الأمور مختومة (دا 12: 4؛ رؤ 5؛ 10: 4).
وصفا السيد المسيح بأن رأسه وشعره أبيضان (دا 7: 9؛ رؤ 1: 14).
تشابه السفران في وصفيهما للعرش الإلهي وحوله ربوات ربوات وألوف ألوف من الملائكة (دا 7: 9 ,10 رؤ 4: 2، 9؛ 5: 11).
أدان الله في دانيال بيلشاصر (دا 5: 22، 23) بنفس السبب الذي به أدان البعض في سفر الرؤيا (دا 9: 20).
رأى دانيال النبي والقديس يوحنا رجلًا واقفًا على البحر يرفع يده إلى السماء ويقسم بالحي إلى أبد الآبدين (دا 12: 7؛ رؤ 10: 5، 6).
تحدث كليهما عن مدة الزمان والزمانين والنصف زمان (ثلاث سنوات ونصف أو 1260 يومًا) (دا 7: 25؛ 12: 7؛ رؤ11: 3؛ 12: 16).
تصوير إبليس بتنين ذَنَبهُ يجر ثلث نجوم السماء ويطرحها إلى الأرض (رؤ12: 4) يشبه ما ورد في دانيال (دا 8: 10).
حديث السفرين عن ضد المسيح متطابق.
وصف السفرين ليوم الدينونة متشابه (دا 7: 10؛ رؤ 20: 12).
← تفاسير أصحاحات دانيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14
السفر السابق سفر حزقيال |
فهرس قسم ملخص
أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القس أنطونيوس فهمي |
السفر
التالي سفر هوشع |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7bcr7tj