St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   H-G-Bishop-Makarious  >   00-Book-of-Maccabees-Introduction
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

مدخل إلى سفريّ المكابيين - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الأسينيين

 

بينما التزم الفريسيون باليهودية العامة وتآلفوا معها، فانفصلوا عن النجاسات فقط، فقد اتخذ الأسينيون אִסִּיִים موقفًا حادًا بانعزالهم عن اليهود بما فيهم الفريسيين أنفسهم، والذين أعلنوا احتجاجهم على ما يحدث في اليهودية بتوقعهم في مغامرات قمران في حياة شبه رهبانية (ديرية). هذه الطائفة التي أطلق عليها كل من يوسيفوس وفيلو وبلينى Pliny اسم الأسينيين، ويرى البعض أن الاسم مأخوذ عن الكلمة الأرامية "هاسياس" والتي تعنى "الأتقياء" بينما يرى البعض الآخر أن الاسم مأخوذ من الكلمة اليونانية "أجيوس" وتعنى "مقدس" ويرى فريق ثالث أن الاسم جاء من الكلمة "آسى" بمعنى "الطبيب" وهناك اقتراحات أخرى مثل "شريف" و"قوى" وغيرها.

اعتنق الأسينيين نظامًا حياتيًا صارمًا وإن اتصف ببساطة المظهر، فنادوا بضبط النفس والبعد عن اللذات، ورفضوا الزواج في حين قاموا بتربية أطفال الآخرين ولكن بعض المصادر تفيد بأنهم سمحوا بالزواج لمن يريد. وكان الراغب في الانضمام إليهم يأتي بممتلكاته لتصبح جزءا من ممتلكات الجماعة، ثم يمكث فترة اختيار تصل إلى ثلاث سنوات ينضم بعدها رسميا إلى الجماعة بعد أن يؤدى قسم بعدم إفشاء سرها.

يبدأ يوم الأسيني في الصباح الباكر بالصلاة، ثم التفرق كل إلى عمله بكل أمانة، ثم ينالون تمامًا حمامًا ليجتمعوا معًا بعد ذلك على مائدة طعام بسيط، وكانوا ينسخون الأسفار المقدسة ويدرسونها، وكانوا يبيعون ويشترون ويتحركون بين الناس في المدن حيث يلاقوا الترحيب، إذ رأى الشعب فيهم برًا يزيد عن الفريسيين والكتبة والصدوقيين.

وعن معتقداتهم يقول يوسيفوس أنهم آمنوا بالخلود ولكن دون قيامة الجسد، مما يوحى بارتباط ذلك بالمعتقد الوثني بـ"شر المادة" ولذا ركزوا على التطهير وعدم الزواج، كما يوحى معتقدهم هذا بعلاقة بمذهب "الدوسيتية" والذي نادى بأن يسوع لم يكن له جسد حقيقي، لأن المادة شر ولذا فابن الله لا يكون له جسد حقيقي. ومع ذلك فقد نظروا إلى الصدوقيين نظرة شك معتبرين أنفسهم أنهم الإسرائيليين الحقيقيين، ولأن الصدوقيين كانوا مسيطرين على الخدمة الهيكلية فقد اعتبر الأسينيين مجتمعهم المنظم بديلًا للهيكل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكانوا أكثر الفرق اليهودية كافة التزامًا بتقديس السبت، حتى أنهم أنكروا إنقاذ الحيوان متى سقط في حفرة يوم السبت، في حين تساهل الفريسيون أنفسهم في ذلك (متى 12: 11).

وقد بدأ الأسينيين في الانتشار في القرى والمدن من خلال مدارس صغيرة، حيث شجعهم على ذلك علاقتهم الطيبة بهيرودس، فقد سُميت إحدى البوابات في سور المدينة الجنوبي ب (بوابة الأسينيين) كما شغل أحدهم منصبًا في البلاط الملكي، ومنهم من كان قائدًا عند حصار أورشليم سنة 70 م. بل يرجح أن يكون "بار كوكبا" صاحب الانتفاضة الشهيرة، مع الأسينيين، أما عن عددهم فيقول "فيلو" أنهم كانوا في حدود الأربعة آلاف، إضافة إلى تجمعات أخرى هنا وهناك، وأنهم استقروا في شمال "عين جدي" شمال غرب البحر الميت وهي المنطقة التي سميت "قمران".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/H-G-Bishop-Makarious/00-Book-of-Maccabees-Introduction/Makabayan-intro-095-Denominations-4-Asinyeen-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/zxd9sw9