ما يُقال عن السفر الأول يُقال عن الثاني، من حيث حتمية رجوع الكاتب الأصلي وكذلك الملخص إلى الوثائق الرسمية وسجلات الهيكل وغيرها، ومن هذه المراجع:
1. تاريخ ياسون القيرني (القيرواني): يذكر كاتب سفر المكابيين الثاني، اعتماده على المجلدات الخمسة التي وضعها "ياسون" ويصف عمله هو كمخلص بأنه حذف الأمور المسهبة وغير المهمة، وكيف أن ذلك كلفه مشقة كبيرة، وأنه ترك التفاصيل والأرقام الكثيرة للمؤرخين. ويظن بعض الشُّرَّاح أن "الملخِّص" أضفى الروح الدينية على عمله، ولكنه يجب أن يُوضع في الاعتبار أن ياسون نفسه كان يهوديًا تقيًا، مطّلع ومدقق يزخر تاريخه بالعديد من التفاصيل، والتي تجاوز "الملخص" الكثير منها، كما أن إضفاء بعض السمات على السفر تأتى من خلال ثقافة الكاتب وشخصيته
وكما قلنا سابقًا في التفاسير السابقة، فأن الله يترك لكاتب السفر صياغة الوحي بحسب أسلوبه وثقافته، كما يرى علماء آخرون أن "الملخِّص" قد أسهب في سرد بعض الأحداث، لا سيما عند عرض سير الشهداء (أصحاحيّ 6 و7) ولكن عرض سير الشهداء لا يُعدّ مسهبًا إذا تأملنا حقيقة ما تعرضوا له بالنظر إلى السطور القليلة التي عرضته في السفر، كما يرى أولئك العلماء أن أخبارًا أخرى قد ضُغطت وعُرضت بشكل عاجل في حين أنها كانت مدونة في كتب ياسون بشكل مفصّل، مثل (13: 22، 26) لما حذف الملخص قصة باكيديس في تنصيب ألكيمس رئيسًا للكهنة قابل (1 مكا 7: 5-7، 25) مع (2 مكا 14: 4-10) بل أورد فقط إرسال نيكانور فيما بعد لإعادة تنصيب ألكيمس (2 مكا 14: 11-27) قارن مع (1 مكا 7: 26-32).
وينقسم السفر إلى خمسة أجزاء متمايزة ربما يقابل كل جزء منها واحدًا من كتب ياسون الخمسة (لما سبق الإشارة) وينتهي بعبارة مختصرة تحدد النهاية بشكل واضح، لاحظ: (3: 40 و7: 42 و10: 9 و13: 26 ب).
2. الوثائق الرسمية: أضاف كاتب المكابيين الثاني بعض الوثائق، مثل رسالة اليهود في فلسطين إلى اخوتهم في مصر، يحثوهم فيها على الاحتفال بعيد المظال، الذي يعيّد فيه بتذكار تطهير الهيكل، وهما رسالتان:
الأولى: بشأن اشتراك يهود مصر في الاحتفال بعيد التطهير (2 مكا 1: 1-9) وكتبت في (سنة 188 سلوقية = 124 ق.م.) وهذه الرسالة تشير إلى رسالة سابقة (في الآيتين 7، 8) والتي كتبت في (سنة 169 = 143 ق.م.) أرسلها يهود أورشليم أيضًا إلى يهود مصر في عهد ديميتريوس
والثانية: والتي تبدو أنها أقدم من السابقة حيث تؤرخ بسنة 148 سلوقية (= 164 ق.م.) أي قبل ما يقرب من أربعين عامًا، يشرح فيها اليهود سبب الاحتفال بعيد التجديد (2 مكا 1: 10 - 2: 18) وقبل أول احتفال بعيد المظال (وعيد التجديد)
3. سجلات الهيكل: لا بُد وأن الكاتب كان مطّلعًا على سجلات الهيكل والتي من الضروري أن تكون صور أو أصول بعض الوثائق مثل:
* رسالة أنطيوخس الملك إلى اليهود (2 مكا 9: 19-27) يلاطفهم فيها ويعقد معهم صُلْحًا.
* رسالة ليسياس إلى اليهود ردًا على رسالتهم، وعقد صلح معهم (2 مكا 11: 16-38)
وربما كان من بين سجلات الهيكل أيضًا بعض الوثائق وسجلات رؤساء الكهنة السابقين للحشوميين وتحمل معلومات عن "حونيا (أونيا) وياسون ومنلاوس" ومن المحتمل أيضًا أن تنقل بعض الأخبار عن التقليد، ولا بُد أن ياسون قد زار الأرض المقدسة ووقف على الكثير مما كتبه من تاريخ
4. مصادر تاريخ ياسون: نقل الملخص عن ياسون، ولكن من أين استقى ياسون نفسه مادة كتبه الخمسة؟ (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). إنه من البديهى أن يكون قد أعتمد على نفس المصادر التي استقى منها كاتب المكابيين الأول، مثل:
أ. مسيرة يهوذا (كما سبق وأشرنا)
ب. التاريخ السلوقى: وهو التاريخ المدني والذي يؤرخ لأحداث المملكة السورية، ومن تعاقب عليها من ملوك لا سيما السلوقيين المعاصرين لهذه الفترة، ويرى بعض العلماء أنه من المحتمل أن يكون المصدر الذي استقى، منه غير المصدر الذي استقى منه كاتب السفر الأول، حيث يذكر عددًا مختلفًا من الجنود الذين اشتركوا في الحروب عن العدد المذكور في السفر الآخر.
سفر المكابيين ومخطوطات
قمران | نشأة جماعة الأسينيين |
مدخل إلى سفريّ المكابيين
قسم
تفاسير العهد القديم |
مصادر سفر المكابيين
الأول |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7vwk42g