لعل الإسكندر هذا هو أكثر من أساء إلى اليهود، فقد مضى في سياسته التوسعية أيضًا حتى وصل إلى عكا، فاستغاث أهلها بملكهم بطليموس الثامن في مصر وكان هاربًا من كليوباترا التي خلعته من الحكم، فاستعان الإسكندر بدوره بكليوباترا، واشتعلت الحرب بين الخصوم ولم تسفر عمليًا عن نتيجة. وأكمل الإسكندر توسعاته، غير أن اليهود ناصبوه العداء بسبب إهماله خدمة الكهنوت لانشغاله بالحروب، وزاد في ذلك بزواجه من امرأة أخيه سالومى، وهو ما يتنافى مع الشريعة، وفي ذات يوم أخطأ في طقوس عيد المظال (ويقال عمدًا) فقذفه الشعب بالسعف وثمار الأثراج، فثار حينئذ وأمر بقتل اليهود في الهيكل، فقتل كثيرون منهم فكرهه الشعب ورجعوا عنه، وهكذا وصل الحال بأسرة المكابيين!!
بل وأكثر من ذلك أنه دخل في حرب مع أبيداس "عوبيداس" ملك العرب بسبب طمعه في التوسع فهزمه وجلده، واستطاع الهرب وجاء إلى أورشليم ولكن الشعب رفضه، فغادر المكان واستعان عليهم بالمرتزقة !! واستعان الشعب في المقابل بديمتريوس الثالث (ستة 88ق.م.) فجاء بجيش قوى وهزمه فهرب إلى الجبال. ومن المحزن أن أبناء الحسيديين يطلبون أبناء أنطيوخس ابيفانيوس المساعدة في مواجهة أبناء المكابيين!!
فلما هدأ الحال وعاد ديمتريوس إلى دمشق، رجع الإسكندر وصنع وليمة للصدوقيين فرحًا بنصره، وقام بصلب ثمانمئة من وجهاء أورشليم الفريسيين، ثم قتل زوجاتهم وأولادهم ذبحًا قدامهم وهم ما يزالون أحياء على صلبانهم. ثم دخل في حرب مع ملك العرب ثانية فهزم واضطر إلى الصلح بشروط مهينة، وفي سنة 76ق.م. مات بينما كان يحاصر قلعة "راجايا" شرق الأردن، وقبيل موته أوصى زوجته إسكندرا (سالومى) بأن تهادن الفريسيين وتستعين بهم، ويقال أن ذلك جاء في توبته على فراش الموت.
المكابيون بقيادة
ألكسندرا |
مدخل إلى سفريّ المكابيين
قسم
تفاسير العهد القديم |
أرسطوبولس الأول من
الحشمونيين |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9mqszgz