محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
عوبديا: |
هي نبوة ضد شعب أدوم
أدوم | هو عيسو وهو | سعير (لأن الأدوميون سكنوا في جبل سعير) |
↓ | ↓ | |
دموي | ذو شعر كثيف |
وكلا الاسمين عيسو وسعير معناهما ذو شعر كثيف.
استخدام اسم أدوم للنبوة إشارة لدمويتهم.
بسقوط يهوذا في يد بابل، اشترك الأدوميون في نهب المدينة + سدوا الطرق أمام الهاربين + وكانوا يقتلونهم ويبيعونهم كعبيد + حطموا مدن يهوذا شماتة فيهم.
أين أدوم؟
تمتد من جنوب البحر الميت حتى خليج العقبة. وأشهر مدنها تيمان فاشتهرت بهذا الاسم. محصنة بالجبال فانتفخ الأدوميون شاعرين أنه من المستحيل غزوهم. قيل أن 100 قادرين على صَد 10000 (لا 26: 8). قيل من العلماء، كيف كان الأدوميون يصلون لبيوتهم، هل كان لهم أجنحة وذلك لعلو أماكنهم في الجبال.
وإشتهر الأدوميون بالحكمة.
1. متكبرين بسبب حصانتهم الطبيعية
والشيطان تكبر. إذ ظن أنه لا يمكن لله أن يخلص البشر من الموت. ويبدو أن هلاكه كان مرتبطًا بخلاص الإنسان. (راجع أر 49: 16-20).
لذلك يرتعب الشيطان من علامة الصليب.
فنجد أنه بعد أن يقول الله أنه سيهلكهم بسبب كبريائهم نجده يقول:
هَا هُوَ يَصْعَدُ كَأَسَدٍ مِنْ كِبْرِيَاءِ الأُرْدُنِّ إِلَى مَرْعًى دَائِمٍ.. وصغار الغنم تسحبهم.. وأنه الراعي الذي يرعَى شعبه في مرعَى دائم.
2. عيسو وُلِدَ من بيت إبراهيم الذي له العهد ولكنه خسر كل شيء لأنه كان مستبيحًا وباع بكوريته ليعقوب.
3. عيسو في صراع مستمر مع يعقوب من البطن وهكذا إبليس مع آدم وذريته.
4. عيسو دموي وإبليس كان قتالًا للناس منذ البدء (يو8: 44).
5. الأدوميون باعوا اليهود كعبيد وإبليس استعبد البشر.
6. شماتتهم هي نفس شماتة إبليس للبشر.
7. كما نسمع عن دينونة آدوم هنا فإبليس سيدان.
8. يشير آدوم عمومًا لكل أعداء الكنيسة الذين ظلموها بإيعاز من إبليس.
9. آدوم اشتهَى أكلة والشيطان اشتهَى مجد. ولو طلب آدوم من يعقوب أن يشاركه في أكله ما كان يعقوب سيمانع. وإبليس لو طلب المجد عن حب لحصل عليه. ولكن هذا هو القلب الرديء.
10. عيسو هو البكر وفقد بكوريته وإبليس خُلق أولًا وحصلنا نحن على البكورية. بل قيل من الله (كبير يُستعبد لصغير) (تك 25: 23). وهذا حدث فعلًا أن يعقوب (إسرائيل) تَسَيَّد على عيسو (شعب أدوم) طول الزمان فيما عدا فترات قليلة. حتى جاء يوحنا هركانوس من نسل المكابيين وختنهم وجعلهم يهودًا وخرج منهم عائلة هيرودس الملك. وهكذا أعطى الله السلطان للإنسان أن يسود على الشيطان وعلى خطاياه (فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ.. وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا) (تك 4: 7). أما في العهد الجديد فالسيد المسيح أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب.. (لو10: 19).
كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. |
عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ | |
↓ |
↓ |
|
آدوم خربت يهوذا | آدوم ستخرب وتفقد كل مالها | |
الشيطان دمر الإنسان | الشيطان سيدمر تمامًا | |
الإنسان يخلص ويرث المجد | لا خلاص للشيطان |
الله يريد خلاص كل الخليقة. وخليقة الله ملائكة أولًا ثم بشر. الله كان يريد أن تكون الخليقة كلها في وحدة كبيت يبنيه الله ليسكن فيه.
جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو (نش 1: 17).
موسى كان أمينًا في كل بيت الله.. وباني البيت هو المسيح (عب 3: 1-6).
نحن هيكل الله (1كو 3: 16) وكل منا حجر حي في هذا الهيكل (1بط 2: 5).
وسقط بعض الملائكة فصاروا شياطين وأسقطوا الإنسان.
وكان الفداء والخلاص بالمسيح:
فالبناء لا بُد وسيتم، فإرادة الله لا بُد وتنفذ لكن:
مَنْ يقبل عمل الله ونعمته ----< يتحول إلى حجارة حيَّة في البيت.
وَمَن يرفض ----< أيضًا يصير له دور في قصة الخلاص.
أمثلة:
يهوذا: الله يختاره تلميذًا له ويرفض فيكون أداة لتكميل خطة الخلاص.
الشيطان: صار أداة لتأديب البشر كعصا تأديب أو كلب مسعور مربوط في سلسلة يمسك بها الله ويتركه يضرب ويعقر من يريد الله أن يؤدبه. وهذا يتضح في قصة زاني كورنثوس بل بولس نفسه ليحفظه الله من الكبرياء. وأيضًا في أيوب. وحينما ينتهي التأديب يعود الله ويجذب السلسلة بل أن التأديب في الحدود التي يسمح بها الله.
ويستمر بناء البيت الذي يريده الله كما خطط منذ البدء،
إلى أن تُبْنَى أورشليم السمائية التي قيل عنها:
هوذا مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 3).
وهناك لا ألم ولا دموع.
كما كانت الحجارة تصقل في الجبال بالمعاول ولا يسمع صوت معول في مكان بناء الهيكل (1مل 6: 7).
إذًا صار الشيطان في يد الله أداة للتأديب:
1. ليس حرًا في حركته ضد البشر.
2. كسَّر المسيح بصليبه يديه (حز 30: 24) فذهبت عنه قوته وقال عنه الآباء "صار قوة فكرية".. فلماذا نستجيب لدعوته لنا بارتكاب الشر؟!
3. قيل عنه في إرميا (إر 46: 17) He is but a noise هو قد يثير الخوف ولكنه غير قادر على إيذاء أحد (مسدس صوت).
4. الرب يسوع قيده ووضعه في قفص، ومن يدخل بنفسه لهذا القفص أي يقبل خطية من يد الشيطان يصيبه الضرر. وهذا التقييد كان بالصليب
ولكن لمدة 1000 سنة تنتهي بالأيام ما قبل النهاية.
5. هو قوة مدمرة لمن يدخل إلى قفصه بإرادته مستجيبًا لأفكاره بل يدفع للغرق والنار.
6. كان مخلوقًا جميلًا نورانيًا وبعد سقوطه صار في الظلمة بشعًا فجماله كان انعكاس لجمال الله ونور الله عليه. وأورشليم السمائية ستكون في نور المسيح (رؤ4:22) وكل من هو خارجها يكون مع إبليس في الظلمة الخارجية أي خارج أورشليم السمائية.
7. البحيرة المتقدة بالنار هي أصلًا معدة له ولجنوده (مت 25: 41) وصارت لمن يتبعه (رؤ 20: 10، 15).
8. لماذا الخوف من الشيطان بعد كل ذلك؟ الخوف من الشيطان والأعمال والحسد... إلخ هو عبادة للشيطان. هو كذاب وأبو الكذاب (يو8: 44) يجعلنا نعتقد أن له قوة وسلطان ولكن لا شيء له من كل هذا. وبحسب وعد السيد المسيح فهو تحت الأقدام. والحسد هو حسد الشيطان للقديسين فيدبر لهم شرًا ويحوله الله للخير (راجع قصة يوسف وأخوته).
9. أسماه المسيح "رئيس هذا العالم" (يو 14: 30) فالشيطان أسلحته ملذات وخطايا هذا العالم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومن يقبل هذا من يده يأتي ليطلب ثمن عطاياه من الإنسان ساعة موته لذلك قال السيد المسيح عن ساعة موته "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو 14: 30) إذ لم يقبل منه خطية. أما أولاد الله فيستقبلهم الملائكة والقديسين بل هم يصلون للعذراء الأم "وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي ولمؤامرة الأعداء إهزمي ولأبواب الجحيم أغلقي". لأن من يقبل خطية صغيرة من يده يأتي إبليس له يطلب نفسه ثمنًا لها ليلقيها معه في الجحيم.
10. الله في حبه العجيب يرثي الشيطان بل يرثي لكل مَن يسير وراءه.
(أش14): يحول الكلام عن ملك أشور إلى الشيطان، فملك أشور كان محاربًا قويًا يدمر كل البلاد حوله، فهو رمز لإبليس في قوة تدميره.
(حز 28): يحول الكلام عن ملك صور إلى الشيطان، فملك صور غني جدًا وله مواني كثيرة في البحر المتوسط. إشارة للشيطان رئيس هذا العالم.
فالشيطان قوي ومخادع (حية) ولذلك نجده في (سفر الرؤيا 13) في صورتين:
1. وحش البحر: قوي قوة عنيفة.
2. وحش الأرض: مُخادِع.
وهذا ما عمله مع المسيح، فهو حاول خداعه على الجبل ولما فشل حرك مؤامرة الصليب. وكان الله يضحك على مؤامراته، بل مؤامرة كل الأشرار. إذ بأعمالهم ينفذون إرادة الله (مز2: 4) فهم أداة في يد الله. فالله دائمًا قادر أن يخرج من الجافي حلاوة وأخرج من اضطهاد الكنيسة كرازة وانتشار للملكوت.
11. لا تقبل مِن يده شيئًا، فهو مثل كلب تحت المائدة كلما قبلت منه شيئًا يستمر في الحرب ضدك، أما لو لم تقبل منه شيء يتركك. مثل الكلب الذي لا تلقي له أي فتات يترك المائدة ويمشي.
12. من خداعه يصل لظهوره في شكل ملاك نور.
13. يسمَّى المشتكي فهو يشتكينا لله إذا أخطأنا، ويشتكي الله في أذاننا لو مرت بنا تجربة مدعيًا بالكذب أن الله قاسيًا في أحكامه. (راجع رو 8: 33، 34).
14. كل هذا يفسر قول معلمنا بولس الرسول أن الخليقة أسلمت للباطل بسبب الخطية، والباطل هو الشيطان، ليؤدبها وهذه هي التنقية، فالله ينقي الأغصان لتأتي بثمر أكثر ولذلك قيل أن الخليقة أخضعت للباطل.. على الرجاء (رو 8: 20).
والنهاية:
يوم تُبْنَى هذه الكنيسة بيت الله، وينتهي البناء يعاقب إبليس في البحيرة المتقدة بالنار. ويكون الرب ملك الأرض كلها، فحتى الآن:
لسنا نرى الكل بعد مخضعًا له (عب 2: 8).
لكن الآن فحتى القديسين لهم أخطائهم، لكنهم يقدمون توبة، فالصديق يسقط في اليوم سبع مرات ويقوم أما في السماء يكون الله الكل في الكل (1كو 15: 28).
وهذا هو معنى اسم عوبديا = المتعبد ليهوه.
وبهذه الآية ينتهي السفر
ويكون الملك للرب
آمين تعال أيها الرب يسوع
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
الإصحاح
الأول |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wdcrqr8