St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   36-Sefr-Obedia
 

شرح الكتاب المقدس - القمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر عوبديا - المقدمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب عوبديا:
تفسير سفر عوبديا: مقدمة سفر عوبديا | عوبديا 1 | دراسة في نبوة عوبديا

نص سفر عوبديا: عوبديا 1 | عوبديا كامل

1. عوبديا كلمة عبرية معناها عبد يهوه أو المُتَعَبِّد ليهوه.

 

2. بعد أن سقطت أورشليم في يد البابليين. تحالف الأدوميون مع البابليين في إلحاق أكبر أذى بالشعب. فاشترك أدوم في نهب المدينة، وسدوا الطرق أمام الهاربين، وكانوا يمسكونهم ويقتلونهم أو يبيعونهم كعبيد. ومع أن المفروض أن أدوم هو أخو يعقوب إلاّ أنهم شمتوا في بليتهم وساندوا أعداءهم واشتركوا معهم في تحطيمهم بكل الطرق.

 

3. هذه النبوة القصيرة موجهة ضد أدوم وملخصها "كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ".

 

4. تمتد أدوم من جنوب البحر الميت حتى خليج العقبة، والجزء الجنوبي من أدوم يسمى تيمان، ويستعمل اسم تيمان كتعبير عن كل أدوم. وأشهر مدنهم هما بصري وسالع (بترا). واشتهرت أدوم بمناعة حصونها الطبيعية. فأكثر أرضها جبال. وعاصمتهم في وادٍ ضيق بين الجبال العالية. والطريق الوحيد لهذا الوادي طريق ضيق وعرضه ما بين 4-13 ذراع فقط. وعلى الجانبين جبال واقفة، ويقال أن مئة من أهل البلاد قادرين أن يردوا 10000 مهاجم، ولذلك تكبَّر قلبهم، وهذه هي خطيتهم الأساسية.

 

St-Takla.org Image: Prophet Obadiah - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: عوبديا النبي - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Prophet Obadiah - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عوبديا النبي - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

5. أدوم هو عيسو. وفي (تك8:36) نسمع أن عيسو سكن في جبل سعير وصار اسم سعير مرادفًا لأدوم. وسعير = ذو شعر كثيف. وأيضا عيسو تعني كثير الشعر. وأدوم = دموي أو من الأرض. والنبي يستخدم اسم أدوم هنا لدمويتهم ضد شعب الله.

 

6. اِتُّخِذَ أدوم رمزًا للشيطان كما أن يعقوب هو رمز للكنيسة شعب الله:

 أ‌- لأن أدوم متكبر.

 ب‌- أدوم أو عيسو وُلِدَ في بيت إبراهيم وإسحق، البيت الذي في عهد مع الله أي وُلِدَ داخل حدود العهد، لكنه كان مستبيحًا وباع بكوريته، وبهذا أخفق في تقرير ما كان امتيازًا له بالولادة فخسر بركته، وهكذا كان إبليس ابنًا لله، ولكن لأجل خطاياه خسر كل شيء.

 ت‌- إبليس كان قتالًا للناس منذ البدء (يو44:8) وأدوم يعني دموي. وشعب أدوم كانوا يقتلون شعب الله الهاربين من أمام جيش بابل.

 ث‌- هناك عداوة تقليدية بين عيسو ويعقوب منذ كانا في البطن أي منذ البداية. وشعب أدوم امتنع عن السماح بمرور الشعب وسط أرضهم (عد14:20-21) بل وحاولوا أن يحاربوهم، وهذا سبب لهم ضيقات كثيرة. وحرب أدوم المستمرة ضد شعب الله وعداوته التقليدية، جعلت أدوم رمزًا لإبليس.

 ج‌- ظن الأدومين كان خطأ، فهم تصوروا أن لا شيء سوف يصيبهم لأن حصانتهم الطبيعية وجبالهم سوف تحميهم ، هكذا إبليس ظن أنه في حماية وأن لا شيء من الدينونة سوف يصيبه. لأن عقوبة إبليس كانت مرتبطة بخلاص الإنسان من الموت، وكان الشيطان متصورا أن خلاص الإنسان من الموت هو شيء مستحيل.

 ح‌- استعبد إبليس الإنسان، والأدوميون باعوا شعب الله كعبيد.

 خ‌- شماتة الأدوميون في شعب الله = شماتة إبليس في سقوطنا.

 د‌- كما نسمع عن دينونة أدوم هنا، سيدان إبليس في يوم الرب.

 ذ‌- يشير أدوم أيضًا لكل أعداء الكنيسة الذين ظلموها كالرومان وكان إبليس يحركهم.

 

7. النبوة تشير لخلاص الشعب (رمزًا لخلاص الكنيسة). وتكون صهيون مركز نجاة روحية، ومقدسًا للرب وميراثًا له. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونارًا ضد الأعداء. وينتهي السفر بهذه الآية الرائعة ويكون الملك للرب. فالمعنى الروحي للسفر هو خراب مملكة الشيطان، وتكون الكنيسة نارًا ضده، وخراب كل أعداء الكنيسة وتأسيس ملكوت الله. فيتعبد الناس للرب يسوع فقط (يهوه). وهنا نجد تطابق بين اسم النبي وموضوع نبوته.

 

8. هناك شبه تطابق بين (أر14:49، 16) مع عو1-4 + أر9:49، 10 مع عو5،6 + أر7:49، 22 مع عو8، 9). ولا عجب في ذلك، فالروح القدس الذي أوحى لإرميا وأوحى لعوبديا هو واحد. فالكتاب كله موحى به من الله وبهذا فهناك شاهدين بنفس الكلمات والتحذيرات يرسلهما الله ليشهدا لأدوم بالخراب الآتي، لعل أدوم تتوب.

 

9. كان خراب أدوم على مراحل، وقد تنبأ عن خرابهم كل من إرميا وصفنيا وحزقيال وعوبديا. وضربتهم بابل ولكن خرابهم النهائي كان على يد تيطس الروماني فتمت فيهم نبوات الأنبياء. ولقد استطاع يهوذا المكابي إخضاعهم وجاء بعده يوحنا هركانوس وأرغمهم على التهود وختنهم سنة 125 ق.م. فصاروا كشعب واحد مع اليهود. ومن الأدوميين جاءت عائلة هيرودس.

 

10. ما فعله الأدوميون في اليهود أثناء محنتهم على يد نبوخذ نصَّر، ظل اليهود يذكرونه بأسى وهم في السبي في بابل. كانوا يذكرون غدرهم في يوم خرب نبوخذ نصر أورشليم. ورتلوا في السبي هذا المزمور "أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم، القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها" (مز7:137). وكأن هذا هو قول الأدوميون لجيش بابل ليدكوا أورشليم.

 

11. سقوط أورشليم كان سنة 586 ق.م. ولا نعرف متى تنبأ عوبديا بنبوته هذه غير أن ملك بابل نبوخذ نصر بعد أن حطَّم أورشليم بزمن قليل استدار على أدوم وحطمها هي الأخرى. وهناك احتمال أن تكون النبوة بعد خراب أورشليم وقبل خراب أدوم، فهي موجهة لأدوم لعلهم يتوبون. وقد تكون قبل خراب أورشليم فالأنبياء يرون المستقبل كأنه حادث أمامهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات عوبديا: مقدمة | 1

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/36-Sefr-Obedia/Tafseer-Sefr-Obedya__00-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/p42sybz