محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
راعوث: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الآيات (1-2): "وَكَانَ لِنُعْمِي ذُو قَرَابَةٍ لِرَجُلِهَا، جَبَّارُ بَأْسٍ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ، اسْمُهُ بُوعَزُ. فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبْ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطْ سَنَابِلَ وَرَاءَ مَنْ أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ». فَقَالَتْ لَهَا: «اذْهَبِي يَا بِنْتِي»."
بوعز = فيه عز وقوة. جبار بأس = الكلمة في أصلها العبري تشير لأن بوعز غني وصاحب سلطان ومهابة فضلًا عن أن الكلمة تشير أيضًا للقوة في الحرب. وراعوث استأذنت حماتها لتذهب لتعمل في الحقول لتأكل هي وحماتها من ثمر تعبها. وبحسب الشريعة كانت تُتْرك سنابل الحصاد الساقطة من وراء الحصادين للغريب والمسكين. (تث 24: 19-22) ولم تستنكف راعوث من العمل أيًا كان نوعه بل عملت بمنتهى الجدية.
ورمزيًا:- فراعوث تشير لكنيسة الأمم التي التصقت بنعمي (كنيسة اليهود). ونعمي كانت ذا قرابة بالجسد مع بوعز أي أن المسيح جاء بالجسد من كنيسة اليهود. وراعوث أتت إلى حقل بوعز لتلتقط سنابل، هذا يشير للكنيسة التي جاءت في أواخر الأزمنة تجمع ما قد سبق وتعب فيه الآباء والأنبياء (يو 4: 37، 38)، ولاحظ أنها جاءت إلى بيت لحم أي بيت الخبز لتصير راعوث هي أيضًا ليست ذات قرابة لبوعز بل عروسًا لهُ. ونحن الكنيسة عروس المسيح جبار البأس الذي بعز وقوة يسند نفوس عروسته الخائرة ويرفعها فوق الضيق والألم. وراء من أجد نعمة في عينيه = لاحظ أن راعوث تركت تدبير الأمر كله لله والله دبَّر عجبًا.
آية (3): "فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ."
فإتفق نصيبها = هذا ليس مصادفة أو حظ حسن بل هو تدبير من الله، والله يدبر لكل من يترك حمله عليه. ونلاحظ أن هذه الضيقة لم تجعل راعوث ترتد وتعود إلى موآب لبيت أبيها بل عملت في صمت تجمع لتأكل وتشبع حماتها أيضًا. هكذا على كل نفس أن تعمل في كرم المسيح مهما كانت الضيقات ولا ترتد لتعيش وتحب العالم. ومن المؤكد فالشبع والتعزيات سوف تأتي. ونلاحظ أن راعوث لم تقل لحماتها لماذا أعمل أنا وأنت نائمة في البيت وأيضًا لم تطلب أن تلهو مع بنات القرية.
آية (4): "وَإِذَا بِبُوعَزَ قَدْ جَاءَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ»."
لاحظ الطريقة المهذبة في الحوار بين بوعز ورجاله.
آية (5): "فَقَالَ بُوعَزُ لِغُلاَمِهِ الْمُوَكَّلِ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «لِمَنْ هذِهِ الْفَتَاةُ؟»"
لم يقل بوعز مَن هذه الفتاة بل لمن هذه الفتاة = فالعادة في الشرق أن تنسب كل فتاة لرجل بكونها ابنته أو زوجته أو أمته.
آية (6): "فَأَجَابَ ألْغُلاَمُ المُوَكَّلُ عَلَى الحَصَّادِينَ وَقَالَ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ قَدْ رَجَعَتْ مَعَ نُعْمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ،"
هذا هو حال كنيسة الأمم تركت أباها القديم وجاءت بلا عريس، غريبة الجنس محتاجة إلى رجل تنسب إليه وإلى عريس يضمها.
آية (7): "وَقَالَتْ: دَعُونِي أَلْتَقِطْ وَأَجْمَعْ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَجَاءَتْ وَمَكَثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ. قَلِيلًا مَّا لَبِثَتْ فِي الْبَيْتِ»."
استحقت راعوث أن يهتم بها بوعز لأنها جاهدت جهادًا حسنًا. وجهاد راعوث في الحقل هو رمز لجهاد النفس في التوبة والصلاة والصوم. وبجهاد راعوث دخل معها بوعز في حوار محبة. والنفس المجاهدة تلتقي بالإيمان مع السيد المسيح وتشعر بمحبته.
آية (8): "فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «أَلاَ تَسْمَعِينَ يَا بِنْتِي؟ لاَ تَذْهَبِي لِتَلْتَقِطِي فِي حَقْلِ آخَرَ، وَأَيْضًا لاَ تَبْرَحِي مِنْ ههُنَا، بَلْ هُنَا لاَزِمِي فَتَيَاتِي."
يا بنتي = هذه تشير لأنه كان كبير السن. وتشير لمحبته الأبوية واهتمامه بها. لا تذهبي لتلتقطي في حقل أخر = وعد منه برعايتها. ولقد صِرنا أبناء لله بالمعمودية وهو كأب يعتني بأولاده. ووصية بوعز هي وصية الله لا تبرحي من ههنا = لا تتركي الكنيسة لازمي فتياني = أي نكون في شركة مع القديسين ننعم كلنا بمحبة الله التي يحصرنا بها (نش 1: 8). وعلينا أن نلتصق بالكنيسة حتى ينتهي الحصاد (حصاد هذا العالم هو في نهاية الأيام).
آية (9): "عَيْنَاكِ عَلَى الْحَقْلِ الَّذِي يَحْصُدُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ. أَلَمْ أُوصِ الْغِلْمَانَ أَنْ لاَ يَمَسُّوكِ؟ وَإِذَا عَطِشْتِ فَاذْهَبِي إِلَى الآنِيَةِ وَاشْرَبِي مِمَّا اسْتَقَاهُ الْغِلْمَانُ»."
عيناك على الحقل = بوعز يشعرها أنها لا تأخذ مجانًا بل هي لها عمل، فلم تصبح غريبة بل عاملة في الحقل كأنه حقلها. والنفس الأمينة في علاقتها مع الله يعطيها كرامة الخدمة. وفي جهاد النفس تعطش فيرويها المسيح الذي فاض بروح قدسه لكي يروي كل نفس تقبله (يو 4: 14؛ 7: 37). لقد صارت النفس في حماية المسيح لا يؤذيها أحد = لا يمسوك.
آية (10): "فَسَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَيَّ وَأَنَا غَرِيبَةٌ؟»"
هكذا على كل نفس تذوقت عطايا الروح القدس أن تنحني لتسجد علامة شكر للمسيح.
آية (11): "فَأَجَابَ بُوعَزُ وَقَالَ لَهَا: «إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ بِحَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ رَجُلِكِ، حَتَّى تَرَكْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَأَرْضَ مَوْلِدِكِ وَسِرْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ."
المسيح يذكر لنا إيماننا به ويشجعنا على ذلك، المسيح يشجع كنيسة الأمم التي تركت إبليس أباها لتلتصق به. سرت إلى شعب لم تعرفيه = هذه الآية فيها إشارة إلى إبراهيم. وأيضًا لكل نفس تركت العالم بخطاياه لتلتصق بالسمائيين الذين كانوا غرباء عنها.
آية (12): "لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ»."
أجركِ كاملًا = ما هو الأجر الكامل الذي حصلت عليه راعوث أكثر من أن يكون بوعز عريسها بل المسيح حفيدها. وهذا نفسه بالنسبة للنفس مع المسيح.
آية (13): "فَقَالَت: «لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ يَا سَيِّدِي لأَنَّكَ قَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، وَأَنَا لَسْتُ كَوَاحِدَةٍ مِنْ جَوَارِيكَ»."
ربما كان بوعز هو أول يهودي يكلمها كلمة طيبة. ولاحظ انسحاق راعوث.
الآيات (14، 15): "فَقَالَ لَهَا بُوعَزُ: «عِنْدَ وَقْتِ الأَكْلِ تَقَدَّمِي إِلَى ههُنَا وَكُلِي مِنَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَلِّ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ فَنَاوَلَهَا فَرِيكًا، فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَضَلَ عَنْهَا. ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلًا: «دَعُوهَا تَلْتَقِطْ بَيْنَ الْحُزَمِ أَيْضًا وَلاَ تُؤْذُوهَا."
الخل = الكلمة تشير إلى نوع من "الصوص اللذيذ" sauce. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هو شراب من النبيذ المخمر الممزوج بالزيت وهذا له خاصية الإنعاش والترطيب. الفريك = يحمص في المقلاة فيصير طعمه لذيذًا. والمسيح من محبته كعلامة لإتحاده بنا أعطانا أن نأكل جسده (الخبز) ونشرب دمه (الخل = النبيذ) ونحيا بحياته التي عاشها متألمًا عنا (الفريك) الفريك هو حنطة محمصة في النار. والمسيح هو حبة الحنطة الذي عاش في الأرض متألمًا.
فجلست بجانب الحصادين = الحصادين يشيروا للملائكة الذين سيأتوا مع المسيح الديان يوم الحصاد يحصدون النفوس المقدسة لحساب ملكوته. فالمسيح وهبنا جسده ودمه لننعم بحياته فينا لنصير شركاء للملائكة في حياتهم السماوية.
آية (16): "وَأَنْسِلُوا أَيْضًا لَهَا مِنَ الشَّمَائِلِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا»."
انسلوا لها من الشمائل = الشمائل هي الحزم. وأنسِلوا لها من الحزم أي تظاهروا بأنكم نسيتم الحزم في الحقل فتصبح من حق راعوث، هذا كرم المسيح في عطاياه فهو الذي يعطي بسخاء ولا يُعيِّر.
الآيات (17-18): "فَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ إِلَى الْمَسَاءِ، وَخَبَطَتْ مَا الْتَقَطَتْهُ فَكَانَ نَحْوَ إِيفَةِ شَعِيرٍ. فَحَمَلَتْهُ وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةَ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ. وَأَخْرَجَتْ وَأَعْطَتْهَا مَا فَضَلَ عَنْهَا بَعْدَ شِبَعِهَا."
خبطت ما إلتطقته = خبطت بعصا لتفرز الحبوب من التبن. إيفة شعير = حوالي 15 كجم، هي ثمر جهادها مع كرم بوعز. لقد جاهدت وتعبت ولكنها فرحت وشبعت وتعزت بكلام ومحبة بوعز. فرأت حماتها ما إلتطقته = النفس التي تشبع تحمل للآخرين ليشبعوا، وكما قالت السامرية لأهلها تعالوا وانظروا ذهبت راعوث لتشبع حماتها.
آية (19): "فَقَالَتْ لَهَا حَمَاتُهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ؟ وَأَيْنَ اشْتَغَلْتِ؟ لِيَكُنِ النَّاظِرُ إِلَيْكِ مُبَارَكًا». فَأَخْبَرَتْ حَمَاتَهَا بِالَّذِي اشْتَغَلَتْ مَعَهُ وَقَالَتِ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي اشْتَغَلْتُ مَعَهُ الْيَوْمَ بُوعَزُ»."
أين إشتغلت = هي عرفت من الكمية التي أتت بها راعوث أن هناك من أحسن إليها. خصوصًا حين رأت علامات الفرح على وجهها.
الآيات (20، 21): "فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يَتْرُكِ الْمَعْرُوفَ مَعَ الأَحْيَاءِ وَالْمَوْتَى». ثُمَّ قَالَتْ لَهَا نُعْمِي: «الرَّجُلُ ذُو قَرَابَةٍ لَنَا. هُوَ ثَانِي وَلِيِّنَا». فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «إِنَّهُ قَالَ لِي أَيْضًا: لاَزِمِي فِتْيَانِي حَتَّى يُكَمِّلُوا جَمِيعَ حَصَادِي»."
بوعز يبدو أنه كان صاحب أفضال سابقة على عائلة نعمي زوجها وولديها وهم الآن أموات وها هو صاحب فضل على الأحياء أي نعمي وراعوث. وبوعز هو الولي الثاني لراعوث ونعمي. وكلمة ولي من نفس مصدر فادي. ولقد تطلعت نعمي إلى بوعز ليرد لها أملاك زوجها الموروثه وليكون زوجًا لراعوث.
والمسيح هو الذي تبارك فيه الجميع الموتى والأحياء. فهو الذي أطلق الموتى من الجحيم إلى الفردوس. والأحياء امتلأوا رجاء فيه. فإحسان المسيح كان مع الجميع وما زال مستمرًا. وهو تقدم كولي ثان لنا بعد أن شاخ الناموس وعجز عن إشباعنا.
آية (22): "فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «إِنَّهُ حَسَنٌ يَا بِنْتِي أَنْ تَخْرُجِي مَعَ فَتَيَاتِهِ حَتَّى لاَ يَقَعُوا بِكِ فِي حَقْلِ آخَرَ»."
وصية نعمي لراعوث تأكيد لوصية بوعز. أن تلازم راعوث فتياته. وهي وصية الناموس والعهد القديم لنا أن نلازم الكنيسة والقديسين. حَتَّى لاَ يَقَعُوا بِكِ = إن تركت راعوث حماية بوعز (وحماية الكنيسة) يقع بها الفتيان الأشرار (الشياطين).
آية (23): "فَلاَزَمَتْ فَتَيَاتِ بُوعَزَ فِي الالْتِقَاطِ حَتَّى انْتَهَى حَصَادُ الشَّعِيرِ وَحَصَادُ الْحِنْطَةِ. وَسَكَنَتْ مَعَ حَمَاتِهَا."
حصاد الشعير = حصاد العهد القديم. وحصاد الحنطة هو حصاد العهد الجديد. وبعد نهاية الحصادين نلتقي مع الرب يسوع في السماء كعريس للكنيسة الجامعة.
← تفاسير أصحاحات راعوث: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير راعوث 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير راعوث 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d6wkb4s