بسبب خطاياهم سقط شعب الله في سبي بابل. وأخذ ملك بابل شعب اليهود وأسكنهم في مستعمرات في مملكة بابل مثل [تل أبيب (حز 15:3)، تل ملح وتل حرشا (عز 59:2)، كسفيا (عز 17:8)] وكان لهم بعض الراحة والحرية هناك فبنوا بيوتًا وغرسوا جنات (أر5:29) واقتنوا عبيدًا وإماء (عز65:2) وبعضهم جمعوا مالًا وفيرًا (عز65:2، 69) + (زك10:6، 11). ولكن بعضهم احتمل كثيرًا من الأتعاب ومشقات العبودية وكان هذا للأغلبية.
وفي زمان السبي توقفت خدمة العبادة لأن بيت الله في أورشليم كان خرابًا. وأرض بابل التي كانوا ساكنين فيها نجسة (عا 17:7). وهم بحكم الناموس لا يمكنهم إقامة هيكل لله خارجًا عن أورشليم. لكنهم استمروا في حفظ السبت وممارسة الختان.
+من نهاية سفر أخبار الأيام الثاني إلى بداءة سفر عزرا. وهي المدة من خراب الهيكل وخراب أورشليم حتى العودة من السبي بإذن من الملك كورش مدة 50 سنة.
+ انتهى السبي لما سقطت مملكة بابل بيد كورش ملك فارس. وكان كورش ملكًا كريمًا شجاعًا. وقد زاد تقديره لليهود ولإلههم يهوه بسبب حادثة دانيال مع الأسود التي لم تؤذه، ويقال إن دانيال أرَى كورش النبوات الخاصة به والتي تذكره بالاسم (أش 45،44) ونبوات إرميا الخاصة بمدة السبي وسقوط مملكة بابل. فاعتبر كورش هذه النبوات دعوة له لإطلاق اليهود (عز2:1) فمن فوائد السبي أن هؤلاء الوثنيون عرفوا يهوه.
+الذين رجعوا من السبي لم يفقدوا رعوية ملك فارس بل ظلوا خاضعين له وكان هناك والي من قبل ملك فارس يحكم أورشليم وما هو جوارها. وكانت أحوال الشعب في فترة ما بعد السبي صعبة جدًا. فكان حولهم أعداء مقاومون يغتنمون كل فرصة ليشتكوا الشعب للحكومة. وكان عليهم أن يؤدوا الجزية والخراج للملك (عز 24:7= نح 4:5) مع المطلوب منهم لحاكم المكان. وكان أكثرهم فقراء وأرضهم غير مخصبة فالتزم بعضهم أن يستدينوا من أخوتهم (نح 3:5، 4). ومن جهة أخرى سمح كورش بالحرية الدينية للشعب فسمح لهم ببناء الهيكل وإقامة مذبح وتقديم ذبائح حسب ما يقضي به الناموس وشريعة إلههم.
تميزت عبادة اليهود بعد السبي عما كانت قبله في أنهم تركوا عبادة الأوثان تمامًا وزاد اعتبارهم للناموس والفرائض الدينية ربما لأن إتحادهم الشعبي كان بالفرائض الدينية إذ لم يكن لهم ملك. المهم أنهم استفادوا من ضربة السبي فقد كانت عبادتهم للأوثان وإهمالهم للعبادة بل استهتارهم بها سبب كل الآلام التي لحقت بهم.
+ لقد عاد اليهود من السبي ولكن كان التاج قد سقط عن رؤوسهم فقد رجعوا بلا ملك. حقًا لقد زال عنهم نير السبي وتحسنت حالتهم ومظهرهم العام عمّا كانوا عليه أثناء السبي، ولكن كانوا أقل بكثير عمّا كانوا عليه قبلًا. لقد عادت العظام الميتة ولكن في صورة خادم أو عبد لملك فارس، لقد زال النير ولكن هناك بعض الأثار له ما زالت في رقابهم.
+ كان أنبياء ما بعد السبي قليلين (حجي وزكريا وملاخي). ولم يكن للشعب ملك وكان هذا انتظارًا للملك الحقيقي والنبي العظيم، المسيح المنتظر.
+ أسفار عزرا ونحميا وإستير تجري أحداثها في سنوات خضوع الشعب لحكم ملوك فارس المختلفين. لذلك لا بُد من أن نستعرض سريعًا ملخص مختصر لملوك فارس لنفهم أحداث الأسفار المقدسة.
مملكة مادي وفارس: الماديون هم نسل مادي بن يافث (تك 2:10). وإتحد الماديون والفرس في مملكة واحدة بواسطة كورش الملك. وعواصم المملكة المعروفة برسبوليس [بَرْسَابُولِيس] (2مك 2:9) وشوشن (سوسا) نح 1:1+ إس 2:1 واكبتانا (أحمثا/أَحْمَتَا) (عز 2:6). وقد حكمت مملكة مادي وفارس شعب إسرائيل 207 سنة من سنة 536 ق.م. حين عاد الشعب لأورشليم وحتى سنة 332 حين إحتل الإسكندر كل أملاك مادي وفارس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان اليهود خاضعين كجزء من ولاية عبر النهر لوالي يعينه ملك فارس ليحكم اليهود/ سوريا/ فلسطين/ فينيقية/ قبرص.
1- كورش: هو مؤسس دولة مادي وفارس. أصدر نداء بعودة الشعب لأورشليم سنة 536 ق.م. (عز 2:1) فعاد الشعب وبدأوا في بناء الهيكل (عز 8:3-13) وكان ذلك سنة 535 ق.م. وبدأت مقاومة الأعداء (عز5:4) وتوفي كورش سنة 529 ق.م.
2- قمبيز (أرتحشستا): هو ابن كورش وملك بعد وفاة كورش. وقد نجح الوشاة في إقناع الملك بوقف العمل في بناء المدينة والهيكل فأصدر أمرًا بذلك (عز17:4-24) وظل العمل متوقفًا طوال مدة حكم هذا الملك وتوفي سنة 522 ق.م. أثناء حربه في مصر.
3- داريوس هستاسب: كان لكورش ولدان قمبيز وسمردس. وذهب قمبيز ليحارب مصر وتولى أخوه سمردس الحكم أثناء غيابه. وجاء محتال يشبه سمردس وتملك بدلًا منه 7 شهور. ومات قمبيز في أثناء عودته من حملته على مصر فجاء داريوس هستاسب هذا وكان صهرًا لكورش، وقتل هذا المحتال وملك هو على العرش. واغتنى هذا الملك جدًا وامتد ملكه من الهند حتى الأرخبيل الإفريقي وحتى نهر الدانوب. وهو استولى على العرش سنة 521 ق.م.، وفي أيامه بدأ النبيان حجي وزكريا يحثان الشعب للعمل في بناء الهيكل (عز 24:4). وقد حكم 36 سنة ومات سنة 486 ق.م.
4- زركسيس الأول (أحشويرش): هو زوج إستير. ظل يجمع جيشا لمدة 4 سنين حتى صار جيشا عظيما قوامه نحو2/1 2 مليون جندي. وكان هذا العدد الضخم سبب في هزيمته حين حاول غزو اليونان وهُزم في معركة سلاميس سنة 480 (سبب الهزيمة أن الأوامر لا تصل للجند بسهولة) وكان ملكًا مستهترًا وأُغتيل سنة 465 ق.م.
5- ارتحشستا لونجيمانوس: أي طويل اليد. وهذا لاطف اليهود وسمح لعزرا بأن يعود بعدد من اليهود إلى أورشليم وسمح لنحميا بإعادة بناء أسوار المدينة (عز 11:7-13)+(نح 1:2-10). وتوفي سنة 424. وفي عهده سنة 457 صدر الأمر بإعادة بناء أورشليم (دا 25:9).
6- ثم تعاقب على العرش عدد من الملوك كان آخرهم داريوس قدمانوس الذي تغلب عليه الإسكندر الأكبر سنة 331 ق.م. لتبدأ الإمبراطورية اليونانية حكم معظم العالم.
ما قبل الميلاد + ثورة
المكابيين |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
أسفار قانونية ثانية |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6k62kpx