ولما كتب هذا الخطاب في السادس عشر من شهر أبيب، أمر أن يخرجوا الطوباوي من السجن؛ وكانت يداه وراء ظهره، وكان مقيدًا وسلموه إلى أربعة جنود أخذوه نحو النهر وألقوه في قاع المركب ويداه ورجلاه مربوطة.
وظهر له الرب يسوع المسيح فوق سحابة نورانية وقال له: "تشجع، أنت لي، أيها الأب ديديموس. أنا يسوع ملكك، لا تخف. أني معك في كل مكان تذهب إليه. ولسوف أعطيك مجدًا عجيبًا على الأرض. وأجعلك تشترك في الذبيحة الأبدية". ثم أعطاه السلام وصعد إلى السموات في مجد عظيم.
ولما وصلوا إلى الإسكندرية سلموا الخطاب للحاكم فقرأه وأمر أن يحضروا إليه الطوباوي أبا ديديموس مقيدًا. وقال له: "أنت ديديموس الترشيبى، يسلمونك إلى مثل ساحر فأطع أوامر الملوك خشية أن تجلب على نفسك عذابات عديدة وتموت ميتة بائسة". فرد أبا ديديموس وقال: "أنا ديديموس الترشيبى، ولكني لست ساحرًا، إني خادم ربي يسوع المسيح". فاغتاظ الحاكم الكافر وأمر أن ينزعوا أظافر يديه ورجليه؛ ثم أنهم أحضروا خلا ورمادًا ساخنًا فسكبها على جراحاته. ولكن لم يكد الشهيد النبيل ينطق اسم ربنا يسوع المسيح، حتى وافاه ملاك الرب ولمس يديه ورجليه فشفى. فأمر الحاكم في الحال أن يحضروا نصف عامود. كان عشرة رجال يرفعونه بالجهد الكبير، وأن يضعوه على بطن الصديق. وإذ نطق اسم يسوع المسيح سقط العامود من عليه واصطدم بساقي الحاكم وكسرهما.
وعند ذلك اغتاظ الشرير جدًا وصرخ قائلًا: "بخلاص سادتنا الملوك والآلهة الأمجاد أبولو وارتيميس، سوف أحرقك حيًا! أني سمعتهم يقولون أن هذه الأعمال السحرية كلها يصنعونها باسم يسوع،. فرد أبا ديديموس قائلًا: "بما أنك تجدف على اسم يسوع المسيح هذا الذي مع أبيه والروح القدس خلق السماء والأرض، فليحكم عليك ربي يسوع إلهي أن تكون أخرسًا". وفي الحال انعقدت شفتاه ولم يستطع الكلام.
ولما رأى الجمع ذلك، صرخوا جميعًا: "لا يوجد إله آخر غيرك يا إله القديس ديديموس". حينئذ رجا الحاكم القديس يوليوس لكي يشفع لدى أبا ديديموس لكي يشفيه. فذهب يوليوس ليترجاه من أجل الحاكم فقال له الشهيد النبيل: "بصلوات القديسين! لن يتكلم قبل أن يأخذ حبرًا وورق البردي ويكتب أمام كل هذا الجمع: - لا يوجد إله آخر غير الأب والابن والروح القدس الإله الواحد - ففي الحال أحضر الحاكم ورق البردي والحبر وكتب أمام الجمع كما قال له القديس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حينئذ تقدم الطوباوي أبا ديديموس نحو الحاكم وقال له: "باسم ربي يسوع المسيح الذي فتح فم زكريا في الهيكل، ليفتح فم الحاكم!، وفي الحال انفتح فمه وانحلت عقدة لسانه وصرخ كل الجمع: "لا يوجد إله آخر غير إله القديس ديديموس!".
حينئذ تقدم يوليوس نحو الطوباوي ديديموس وقال له: "يا أبي أطلب مني خدمة حتى أصنعها لك" فقال له: "إني أرغب حينما يحكم علىَ أن تعتني بجسدي لكي تبقى بركة الرب معك إلى الأبد". فقال له يوليوس" حي هو الرب يسوع! سوف ألف جسدك بإكرام، وأسلمه لخدامي لكي يحملوه إلى المكان الذي يعينه الرب لك. وكل مذكراتك سوف أكتبها وأضعها في بيتي، لكي تبقى بركتك معي إلى الأبد. لكن أرجوك يا أبي القديس، اذكرني في الأماكن التي أنت ذاهب إليها" فقال له أبا ديديموس "ليسمعك ربي يسوع المسيح، وألقاك في ملكوته الأبدي، وأرجو ألا يرى أحد في نسلك حتى الجيل الثالث والرابع الحكم المميت". وبعد ذلك صرخ الجمع إلى الحاكم قائلين: "عظيم هو إله هذا الرجل البار يسوع المسيح ربنا".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/sts-sarabamon-dedemos/confess.html
تقصير الرابط:
tak.la/h7k888z