أخيرًا كان من بواعث الألم لأورسيسيوس خسارته في تيودوروس، وقد اضطر أن يتسلم مقاليد الإدارة وحده. لقد كان تواضعه يجعله يعتبر زميله أجدر منه على قيادة الآخرين، واشتهى أن يفديه بنفسه، وطلب ذلك من الله بدموع كثيرة وأنين. كان يقول وهو ساجد ووجهه إلى الأرض:
"يا رب ها أنك مزمع أن ترفع أبانا عنا، وهو الذي أعطيته أفضل موهبة لإعادة الهدوء في نفوسنا المضطربة بتجارب متنوعة. فمن تأتمنه بعد على العناية بأرواحنا؟ ارفعني بالحري من هذا العالم، وامنح الاخوة من يكون أجدر مني لاقتيادهم إلى الكمال".
كان تيودوروس قد سبق أن أخطره بذلك، وكان قد نال من الله بصلاته فوق قبر أبيه القديس باخوم انه لن يبق طويلًا على الأرض. وهكذا يموت تيودوروس اضطر أورسيسيوس ان يأخذ على عاتقه كل حمل الرئاسة، وقد أعلنت له إرادة الله بواسطة اشارة القديس أثناسيوس إليه عندما كتب إلى رهبان طابنيسى ليعزيهم في وفاة أبيهم القديس، وبقوة أعظم واستنارة أكبر اعطاهما له الرب في فهم الكتب المقدسة.
ظل مدة طويلة بعد ذلك يحكم المؤسسة الديرية وينعم بالهدوء، وأخيرًا تنيح في سلام الرب، ولا يعرف في أي سنة ولا في أي يوم كان ذلك.
والمعتقد انه أضاف مع القديس تيودوروس بعض البنود إلى القانون الذي وضعه القديس أنبا باخوم، حسبما رأيا ذلك لازمًا بالنسبة للظروف، ولذلك نجد أن عنوان القانون الذي ترجمة القديس "جيروم" (أيرونيموس): وصايا وضعها ثلاثة من القدماء.
ويقول عنه "جناد" Gennade أنه استوعب من الكتب المقدسة تمامًا، وأنه عندما اقترب وقت نياحته، ترك لرهبانه بحثًا في النسك، كوصية روحية، مصلحًا بملح إلهي، يحتوي بالإيجاز على كل ما كان قد وجده في العهد القديم والعهد الجديد مما يناسب احتياجات الرهبان على وجه الخصوص.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/sts-petronius-horsiesius/leadership.html
تقصير الرابط:
tak.la/3wv6bga