كان أورسيسيوس ممتازًا في كل الفضائل، ولاسيما في التواضع بصفة خاصة. ومع انه لم يكن من تلاميذ القديس أنبا باخوم الأولين، فقد استفاد جدًا من قيادته، حتى استحق أن يختاره ضمن كثيرين آخرين ليدير دير "كنوبك"(1)(2) (1) Chenobosque. وقد تعجب بعض القدماء من ذلك قائلين أنه ما زال شابًا. فرد عليهم القديس أنبا باخوم انه حاز تقدمًا عظيمًا في الحياة الروحية، مما جعله يعتبر سراجًا وهاجًا يتألق في بيت الرب.
وكان حاضرًا مع رؤساء الأديرة عندما عينه بترونيوس خلفًا له، كما ذكرنا. وقد رحب الجميع بهذا الاختيار فيما عدا هو نفسه، فقد اعترض وهو يئن ويبكي كثيرًا، بأن الحمل الذي يريدون أن يفرضوه عليه أكبر من قوته، ولكنهم لم ينظروا لا إلى دموعه ولا إلى اعتراضاته، وأضطر أن يحنى عنقه تحت النير.
وإذا كان قد درس تمامًا سلوك أبيه القديس أنبا باخوم، اقتفى أثره، وأحيا ذكراه في وداعته وحميته ويقظته ومثابرته المنتظمة، وبالأخص في زياراته الكثيرة للأديرة. وما كان قد أخذ بعد من الله نفس الاستنارة الروحية التي كانت للقديس أنبا باخوم في حديثه عن الأمور الروحية، ولكنه كان يستعيض عن ذلك بالمقارنة وبالأمثال التي كانت تجعل الناس ينصتون غليه بسرور.
_____
(1) قصر الصياد بمركز دشنا بمحافظة قنا.
Chénsbouque، وتم تصليحها من قِبل الموقع إلى Chenobosque.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/sts-petronius-horsiesius/horsiesius.html
تقصير الرابط:
tak.la/8hqr86y