ولما سمع الوالي اغتاظ جدًا. فأمر أن يعلقوه على الهنبازين وأن يعذبوه إلى أن ينفتح جنباه، فكان القديس يتحمل هذه الآلام برباطة جأش عظيمة وكان يقول: "يا ربي يسوع المسيح أعني لا تتركني ولا تحتقرني يا إلهي يا مخلصي، لأننا في كل يوم نسلم للموت من أجلك وينظرون إلينا كأننا خراف المذبح".
كان يتكلم هكذا، وكان الجنود يعذبونه ويقولون له: "أيها الإنسان: ارحم نفسك وقُل: سأذبح، لكي تنجو". حينئذ رد القديس قائلًا: "ما كان لي أن أترتك خالقي، المسيح، لكي أخدم تماثيل من الخشب والحجر والذهب والفضة لا روح لها، وسف تهلك معكم وكل الذين يعبدونها".
وكان الحاكم يتأمل في رباطة جأشه وحربة كلامه وجرأته مندهشًا. فأمر ان يحضروا مشاعل ملتهبة وأن يضعوها على جنبيه إلى أن يسيل شحم وسطه على الأرض. وكان القديس يتحمل كل هذا بشجاعة من لدن المسيح الذي كان يقويه، إذ يصلي إليه في قلبه قائلًا: "خلصني يا رب من يد أعدائي ومن الذين يريدون قتلي. لأنه لا يخزَى الذين يتكلون عليك".
وأمضَى الوالي النهار كله وهو يعذب القديس في غير ما شفقة، مفتكرًا في كبريائه أنه سينتصر عليه، إذ كانوا يقتادون القديس من عذاب إلى آخر. وبينما هو على منصة المحكمة سلموه خطابًا من الملك بخصوص مسائل أخرى تتعلق بالضرائب، فقام وكله غضب وأمر أن يقتادوا القديس وزملاءه إلى السجن في انتظار سماعه لهم في تحقيق آخر.
فربطوا الكاهن القديس واقتادوه إلى السجن حيث عكف على الصلاة ساهرًا ومعه الأساقفة وجمع كثير من الاكليروس يصلون ويبتهلون إلى الله أن يهلك الملوك الكفرة عبدة الآوثان، وينتزعهم من أرض الأحياء.
وفي هذه الأيام استشهد أيضًا بالإسكندرية مثلث الطوبى حقًا، القديس الأمجد، الأنبا ماكرب أسقف مقاطعة بشاتي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/st-ary-of-shatanouf/torture-in-alexandria.html
تقصير الرابط:
tak.la/2gct5q8