 |
ولما رأى الحاكم الكافر أنه بالرغم من التفنن في تعذيب القديس، لم يكن ليستطيع أن ينتصر عليه، تساءل ما عسى أن أصنع به، فإنه إلى الآن لا أستطيع شيئًا ضده. أرسله إلى الإسكندرية إلى أرمانيوس الوالي. ان عنده ساحرًا كبيرًا يستطيع أن يفسد هذا المسيحي. وأمر أن يطرحوه في السجن إلى الغد، ثم قام للعشاء. وفي الصباح قام الحاكم كلكيانوس Culcien، وكتب إلى ارمانيوس والي الإسكندرية خطابًا هكذا:
"ها اننا نرسل إليك مسيحيًا ساحرًا كبيرًا، عند أهل هذا البلد، فإن كل آلات العذاب باتت مثل قطع القش. انهم يتقدمون نحو المحكمة بجرأة عظيمة وبرباطة جأش، طالبين الموت بدلًا من العيش معنا. سيوفنا قد غلظ حدها من كثرة عدد المسيحيين الذين نقتلهم كل يوم. ومن بينهم جميعًا امتاز أحدهم ويدعى آبا آري كاهن الإله الذي صلبه اليهود. لقد جربناه بكل نوع من أنواع العذاب لنثنيه عن عبادة إلهه ليعبد الآلهة. ولكنه لم ينكر أسلوبه في الحياة ولا فكرته الجريئة أن الحديد والنار مثل الهواء أمامه، وبالرغم منها لم استطع أن أقنعه بآرائنا. وعلاوة على ذلك. فقد تقدم نحو ستمائة رجل إلى المحكمة وشجعهم على ذلك الاقتداء به والسلوك مسلكه، وبناء على أمرى قد ذبحوا في وسط سيرك المدينة، والآن أرسل آبا آري لسلطانك مع أربعين مسيحيًا آخرين لكي تحاكمه علانية وتعامله بما يستحق جزاء عناده وكما يأمر الملك. كن معافى في حفظ الآلهة".
وبعد أن كتب كلكيانوس، حاكم بشاتي الخطاب، سلمه لأربعة حراس ومعهم آبا آري المكبل بالقيود وأربعين شهيدًا آخرين. فأركبوهم مركبًا وأرسلوهم إلى الإسكندرية. فلما وصلوا إلى الإسكندرية، سلموا الخطاب إلى أرمانيوس الوالي ففي الحال أمر أن يقتادوا إلى السجن في انتظار القرار في اليوم التالي. وحينئذ جلس على منصة الحكم وأمر أن يحضروا إليه مقيدين. وأعلن الحراس الوالي: "إن الذين ينتمون إلى شيعة المسيحيين الشريرة هم وقوف أمام محكمتك يا سيدنا الوالي".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/st-ary-of-shatanouf/armanius.html
تقصير الرابط:
tak.la/j4pdk3b
