St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   shenouda-vs-satan
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مهاجمة القديس العظيم أنبا شنوده "رئيس المتوحدين" للشيطان - المقدس يوسف حبيب

2- التعريف بالقديس أنبا شنودة

 

الأنبا شنودة شخصية قوية جبارة ساطعة الضياء قوية الإشعاع مثل الشمس في رابعة النهار، ذكره مكرم وعزيز في قرارة كل قلب نقي.

اختبر القديس الرهبنة ومارَس ضروب النسك داخل الأديرة مذ كان صبيًا، وكان خاله الآب بيجول، مدبرًا للأديرة.

اختبر القديس أيضًا التوحد في مغائر الأرض وشقوق الصحراء والجبال ولذا لقبوه، ((برئيس المتوحدين)). وقد عاش في الرهبنة أكثر من مائة عام وعمر طويلًا فقد دخل دير خاله ولم يزل فتي صغيرًا، وقد تكون هذه المدة التي سلكها في الرهبنة أطول مدة لم يقض مثلها سواه.

إلى جانب هذا كان متمكنًا في الأمور اللاهوتية وشرح غوامِض الكتاب المقدس، وكان خطيبًا بارعا وواعظا ممتلئًا غيرة وقوة، بليغًا في كتابته قويًّا في حجته. هذا وقد ترك مجموعات وافرة من التفاسير والعظات والأقوال تتعلق بجوانب متعددة من الثقافة والتوجيه الديني والإرشادات والحكمة.

St-Takla.org Image: Saint Shenouda the Archimandrite, with the signature of His Holiness Pope Shenouda III (117). صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، مع إمضاء قداسة البابا شنوده الثالث 117.

St-Takla.org Image: Saint Shenouda the Archimandrite, with the signature of His Holiness Pope Shenouda III (117).

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، مع إمضاء قداسة البابا شنوده الثالث 117.

وقد بذل مجهودًا كبيرًا في محاربة الوثنية واقتلاع جذور خرافاتها من الكنيسة كالسحر والتعاويذ والدجل الطبي والبدع الاجتماعية المختلفة، وجاهد زمنًا طويلًا في المجامع في أعوام 431، 449، 451 م.

أما عن آثاره التي وصلت إلى القدماء فقد اهتم القديس أنبا بطرس أسقف البهنسا -في القرن الثالث عشر- بنشر بعض عظات القديس تقال في أسبوع الآلام، وهي الوحيدة التي ترجمت من القبطية للعربية (وهي مختصرة عن أصولها القبطية)، ولولا ذلك لما كان للكنيسة القبطية أية آثار من كنوز هذا القديس والنبي العظيم، وظلت هذه الآثار مدفونة في بطون المخطوطات القبطية المتضمنة أعمال القديس. وقد كان عمل القديس أنبا بطرس الأصلي شاقًا إذ قام بترتيب قراءات أسبوع الآلام المعمول بها حاليًا، ولو كان متفرغًا لنشر مؤلفات القديس لارتوت نفوسنا الظمأى من أقوال وتفاسير وعظات كثيرة نافعة ولكانت هناك فرصة ثمينة نادرة تخرج فيها مؤلفات القديس إلى عالم النور، فالمخطوطات كانت موجودة والقائمون بأعمال الترجمة كانوا متوفرين.

وقد تتبعنا ما نشر من أقوال القديس في الكتب والمجلات الأثرية فوجدنا أنه نشر في مجلة الآثار القبطية(1) سنة 1961-1962.

" Bulletin de la Societé D' Archéologie Copte "

Tome XVI (1961-1962).

مقالًا باللغة القبطية الصعيدية مع ترجمة بالفرنسية له منشورة في الصفحات من 17-54 ووضعت لها مقدمة علمية تحت عنوان.

"مهاجمة أنبا شنودة للشيطان". أما ناشر هذا المقال النفيس فهو العالم P. Du Bourguet S. J. إلا أن النص الذي نشر ما هو إلا جزء من الكتاب الذي نشره، كما أوضح الناشر في مقدمته E. Chassinat.

تحت عنوان

" Entretiens et Epitres de Shenouti CM. I. F. A. O. 1-23

نقلًا عن كتاب

Sinuthi Archimandritea, Vita et Opera Omnia (C. S. C. D., Script. Coptici, Ser. 2. 1. 1V, Paris, Poussielgue 1908).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وموضوع هذا الحديث هو على شكل رسالة إلى الشيطان مبينًا عجزه الكامل عن إيقاع الأذى بالمسيحيين الأمناء. انه يتقدم في سرد موضوعه بواسطة مجموعات من الصور، وبفضل غزارة علمه ومقدرته يربط كل واحدة منها بالكتب المقدسة وعلم اللاهوت. وبذلك يكشف خطط الشيطان المرذولة وحيله المفضوحة ويحذرنا من فخاخه.

ووضع قديسنا هنا يختلف عن الكثيرين من قديسي الكنيسة إذ انه كان يحيا في عصر وفي بيئة تفشت فيها بقايا رذائل الوثنيين القديمة كالسحر والتعاويذ والدجل الطبي... الخ، ولذلك صرف همه بكل شدة وقوة في مقاومة تلك العادات مستخدمًا ما يناسب أهل عصره من أفكار.

لذلك فإنه من الملاحظ على عظاته انه كان فيلسوفًا في سلوكه أكثر منه فيلسوفًا في فكره الأمر الذي دعاه إلى صياغة تشبيهات عادية وبسيطة لكنها عميقة ومؤثرة كما سترى في هذا الكتاب.

والجانب الآخر البارز في شخصية قديسنا انه كان ملتصقًا بالشعب فكان يعلمه بعاطفته وإحساسه شاعرًا بمشاعرهم وما يكدر حياتهم الروحية اليومية ويقدم لهم العلاج الملائم. كان يفتح باب ديره صباح كل أحد وفي هذه الفرص كان يوجه الشعب ويرشده ويقوم تفكيره ويحثه على التخلي عن العادات البالية القديمة(2).

كنا قد أصدرنا الجزء الأول من كتابنا "عظات أنبا شنودة" ونفذت النسخ المطبوعة ووعدنا بنشر الجزء الثاني من أقواله، وقد رأينا أن نكتب عن هذه الرسالة القبطية الأثرية، طالبين أن يحفظنا الرب من العدو الشرير ويخلصنا من فخاخه المنصوبة المرئية وغير المرئية بالمسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى الأبد آمين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: اسم المجلة "مجلة جمعية الآثار القبطية".

(2) ذكرنا شيئًا من هذا في كتابنا الجزء الأول من أنبا شنودة، وأثبتنا إحدى مقالاته عن عادات الموالد في أعياد الشهداء والقديسين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/shenouda-vs-satan/hagiography.html

تقصير الرابط:
tak.la/9fm723t