إن تاريخ الرهبنة المصرية في عصورها الأولى كان ولم يزل موضوع دراسات مستفيضة، وشملت هذه الدراسات أديرة نتريا (وادي النطرون) والإسقيط، أما أديرة الفيوم فقد مر عليها المؤرخون مرورًا عابرًا ولم يذكروا عنها إلا النزر (القدر) اليسير، مع أن المسيحية وجدت طريقها إلى الفيوم في نفس الوقت الذي دخلت فيه إلى الوجه البحري أو بعده بقليل.
وإذا نظرنا إلى هذه المنطقة من الناحية الجغرافية من حيث الموقع وكثافة السكان نجد أن نسبة عدد المسيحيين كانت قليلة بالقياس إلى منطقة الدلتا أو في شواطئ النيل، وبالتالي كان الرهبان والمتوحدون أقل نسبيًا، وثمة (هناك) سبب آخر وهو أن الوثائق المتصلة بأديرة الفيوم لم تظهر إلى النور سواء عن طريق شرائها أو اكتشافها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بسبب تدهور الحالة الاقتصادية لإقليم الفيوم في العصور الوسطى التي كان لها رد فعل على الأديرة، فأخذ سراجها يخبو تدريجيًا، حتى الأديرة الغنية كانت مسرحا للنهب ولهجمات الغارات.
فضلًا عن ذلك فإن الفيوم لم يكن لها نصيبها من الرحالة الأجانب الذين زاروا المناطق الأخرى حتى يقدموا لنا إيضاحات ومعلومات غنية عن هذه الأديرة.
قد تكون هذه بعض العوامل عن غموض تاريخ كنائس وأديرة الفيوم والحاجة إلى الكتابة حوله، وإننا إذ قنعنا بهذا فسوف لا يظهر إلى النور تاريخ هذه البقاع وينكشف، كما أن ما سبق نشره وهو ما يحتاج إلى تحقيق والوثائق سواء بالقبطية أو العربية المتفرقة في المكتبات الأجنبية المختلفة وفي المتاحف تنتظر ولا ريب من يفك ختومها فيكتب تاريخ هذه المناطق كما ينبغي أن يُكتب.
_____
(عن كتاب The Monasteries of the Fayum "Nabia Abbot" والفيوم مأخوذة من كلمة إفيوم القبطية معناها البحر وورد في كتاب The churches and Monasteries of Egypt B.T.A Evetts 1895 ص49 أن الفيوم كان اسم أحد أولاد قفط بن مصرايم Al Fayum was the name of one of the sons of Kift, the son of Misraim who built it for one of his daughters ...)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/monastic.html
تقصير الرابط:
tak.la/7nqkjcm