ذكر شينو في كتابه "Les Saints d'Egypte" ما ترجمته: "مقار الإسكندري.. كان في نحو الأربعين عن عمره وكانت في ذلك الوقت زيارته للقديس أنطونيوس الكبير في طيبابيد(24) التي حددت دعوته دون رجعة، حينما وصل إلي صومعة ذلك الذي كانت شهرته تملأ كل مصر، وجد على الأرض كومة من الخوص كان الناسك قد جمعها وعملها. فقال له: "أيها الأب أعطني بعضًا من الخوص"، أجاب القديس: "يا ابني مكتوب انه يجب ألا تشتهي مال الغير" وللحال تحول كل الخوص كأنه مشوي بالنار - فلما رأى القديس هذه الأعجوبة، وضع يديه على هذا الزائر العجيب قائلًا: يا ابني ان روح الله القدوس حل عليك وقد جعلك وريثًأ لقوتي. "أما القديس مكاريوس فتأثر جدًا بنوع الحياة التي يحياها القديس أنطونيوس وفكر في الشروع في أتباعه واتخذ قراره بترك كل شيء في هذا العالم بسرعة - وباشتياق وسرور استبدل حلاوة مهنته الأولى التي لا طعم لها بحلاوة خدمة الله التي لا ينطق بها وذهب إلى الصحراء المجاورة لليبيا".
وذكر كتاب تاريخ الكنيسة للمتنيح القس منسي يوحنا ص 20 أن القديس مكاريوس الإسكندري انطلق إلي القديس أنطونيوس وتتلمذ له ثم تَرَهَّب بوادي النطرون - في أيام أنبا مكاريوس الكبير.
وقد ذكر "E. Amèlineau" في كتابه "Histoire des Monastères de la Basse Egypte” ص31 أنه يجب التمييز بدقة بين القديس مكاريوس تلميذ القديس أنطونيوس الذي خدمه لمدة خمس عشرة سنة ودفن جثته وبين القديسين مكاريوس الآخرين المصري والإسكندري.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لقد عاش القس مكاريوس تلميذ القديس أنطونيوس في دير "بسبير"(25) بالقرب من البحر الأحمر ومن الصعب تحديد مكانها بالضبط إلا أنه يقال أنها كانت واقعة في الجبال التي تبعد بعض أميال عن الحافة الشرقية للوادي على مقربة من بني سويف - وهي المنطقة التي بدأ فيها القديس انطونيوس حياته الرهبانية الأولى ثم انتقل منها إلي الجبال النائية المطلة على البحر الأحمر، وتبعه إلي pispir وما وراءها عدد هائل من الرهبان.. وقد ازداد عددهم إبان حياته، وفي شيخوخته حتى بلغوا الآلاف (ص157 - مقالة الدكتور عزيز سوريال عطية "كتاب الرهبنة القبطية") في حين أن القديسين مكاريوس المصري والإسكندري عاشا في برية شيهيت والأول كما يؤكد بلاديوس تنيح في الإسقيط والثاني تنيح في القلالي.
إذن يكون القديس مكاريوس تلميذ القديس انطونيوس الذي دفن جسده وخلفه في قيادة الرهبان غير القديس مكاريوس الكبير والقديس مكاريوس الإسكندري، وان تلمذة الأخيرين كانت وقتية، أما الأول فكانت دائمة.
ويذكر تاريخ القديس أنطونيوس أنه لما شعر بقرب نياحته أرسل تلميذيه مكاريوس وأماناس إلي أولاده المحبوبين ليقولا لهم أن يحضروا بسرعة إذا كانوا يرغبون في أن يروه للمرة الأخيرة.. وتنيح بسلام في 17 يناير سنة 356م.
_____
(24) في القرن الرابع كان يطلق اسم "طيبابيد" على كل الجزء من مصر جنوب ممفيس وكانت تنقسم إلي طيبابيد السفلي وطيبابيد العليا.. الأولى كانت تضم الهبتانوميد أو مصر السفلي والثانية كانت تضم الصعيد.. فقد ذكره شينو".
"Au IV siècle on appelait Thébaïde toute la partie de l’Egypte au dessous de Memphis, et on la divisait en Basse Thébaïde et en Haute thébaïde:
La Première renfermant l'Hepta humide ou Moyenne Egypte.
La Seconde, la Haute Egypte”.
(25) بسبير Pispir في الصعيد الأوسط.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/macarius-of-alexandria/st-anthony.html
تقصير الرابط:
tak.la/86ncg75