كان القديس مكاريوس الإسكندري صديقًا للقديس بلاديوس، في صلات روحية وثيقة تعلم فيها الكثير عن الرهبنة المقدسة، وكان شابًا في حوالي الثلاثين من عمره، وهو الذي كتب سيرته.
كان أيضًا على صلة قوية بالقديس مكاريوس الكبير فقد كانا صديقين يتزاوران ويذكر عنهما التاريخ قصصًا كثيرة من بينها القصة التالية:
بعد بضع سنوات من حياة الرهبنة ذهب مكاريوس الإسكندري -وكان قد رُسِمَ قسًا- إلي الإسقيط لزيارة سميه الشهير مكاريوس الكبير وكان الاستقبال رائعًا للغاية والترحيب أكثر ما يكون قلبيًا. وقد امتدت الآفاق بأحاديث تقية وصلوات لا تتوقف وأعمال بناءة متبادلة.
وقد كانت محاربة دائمة لبطلي التقشف في التواضع. وأرادا يومًا عبور النيل فركبا معًا سفينة كبيرة وجلس معهما رئيسان عسكريان بملابس التشريفة، كانت عربتهما من النحاس ولجام خيولهما من الذهب، وكان بصحبتهما حاشية بهية من العبيد يحملون الأحزمة وحلي الرقبة مرصعة بالأحجار، وعندما رأيا هذين القديسين جالسين على حدة كأنهما خجلان وويشعان سرورًا وسماحة شعر الرئيسان بتقدير غير اعتيادي لهما وقررا علنًا أن حياتهما الفقيرة أفضل من حياتهما أنفسهما وقال أحدهما: "أنتما طوباويان لأنكما فكرتما حسنًا بازدرائكما بالعالم واحتقار كماله، فرد مكاريوس الإسكندري: "أنتما على حق، فنحن قد خدعنا العالم، ولكني أخشي كثيرًا أن يكون العالم هو الذي يخدعكما أنتما الذين يستبقيكما في أغلاله، وكان مكاريوس قد احتفظ من حالته الأولى بميله الظاهر للحلويات، ولكن في الصحراء كانت الفواكه وحدها هي التي تستطيع أحيانًا أن تشبع رغباته البريئة وكان هذا معروفًا عنه في "سيليا" وكان يجب مع ذلك أن يعمل حساب التقشف الذي كان يعيش فيه، وكان يعرف كيف يتفوق في الحيلة حتى على مجاملات إخوانه. وقد نفيا سويًا إلي جزيرة أنس الوجود كما سبق بين(26).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كان أيضًا صديقًا للقديس أرسانيوس الكبير:
ذكر الأنبا دانيال أحد تلاميذ القديس أرسانيوس عنه أنه ما كان يجدد ماء الخوص إلا دفعة واحدة في السنة فكلما نقص الماء أضاف إليه قليلًا منه وهكذا صارت له رائحة كريهة جدًا ونتن لا يطاق وكان يعمل الضفيرة..
وحدث أن زاره الأب مكاريوس الإسكندري فلما اشتم الرائحة قال له "يا أبانا أرسانيوس لم لا تغير هذا الماء لأنه قد أنتن؟ فأجابه أنبا أرسانيوس قائلًا: "الحق أني لا أستطيع أن أطيقها لكنني أكلف نفسي باحتمال هذه الروائح الكريهة وذلك عوض الروائح الزكية التي تلذذت بها في العالم، فلما سمع الإخوة ذلك انتفعوا(27).
_____
(26) يقول O'leary في كتابه The Saints of Egypt ص185 إنه رسم قسًا بعد القديس مكاريوس الكبير وانه كان رئيسًا لمنطقة القلالي، وان الرسائل التي تبودلت بين أمونيوس إلى تاوفيفس توضح أنه كان في نتريا في سنة 355م.
(27) من كتاب بستان الرهبان الجزء الأول ص44 طبعة سنة 1951م
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/macarius-of-alexandria/the-great-arsenius.html
تقصير الرابط:
tak.la/vzbrbt5