ذكر "شينو" (قديسو مصر) ما ترجمته:
كان مرقص عمره 41 سنة حينما ترك العالم(28) لأجل الوحدة بالإسقيط، كان قصير القامة وأصلع وبدون لحية تقريبًا ولكن لست أعلم أي نور كان يخرج من نظرته وجهه - كان جم النشاط وله علم غزير جدًا، يعرف الكتب المقدسة معرفة عميقة ويستطيع أن يتلوها من الذاكرة ووصل إلي درجة في الفضيلة، وتشهد مؤلفاته المملوءة بالمعرفة ووجهات النظر السامية على الحياة الداخلية المتوقدة فيه، وكان لطفه واعتداله مضرب الأمثال في الإسقيط عند النساك الذين لا يحصي عددهم وكانوا يسكنون هناك في ذلك الوقت - وهناك التقي بالقديس مكاريوس الإسكندري حيث كان يخدم القداس، أبولس الصغير والقديس موسي القوي - وشاء الله أن يكافئه في هذا العالم على طهارة قلبه بأعجوبة يكاد لم يسمع بمثلها أحد - ويشهد القديس مكاريوس بها. فكل يوم في ساعة التناول كان ملاك ينزل من السماء. ويظل الرسول السماوي محجوبًا عن أعين الحاضرين الذين لم يكونوا يبصرون غير ساعده ويده تقدم للقديس مرقس الجسد والدم الأقدسين على الملعقة الذهبية الصغيرة. من يعجب بعد ذلك إذا كان الله قد وهبه نعمة عمل المعجزات؟. وقدم مرقس الذي كان يخدمه في شيخوخته اليه (القديس مكاريوس الإسكندري) إبن الدوق وكان مؤمنًا فجاء إلي الشيخ الذي يسكن في الجبل المقدس مشتغلًا بعمله اليدوي، يأكل من تعبه ويحسن إلى الغرباء. قال التلميذ: قال لي أبي مكاريوس: رأيت رؤيا، لم أعط البركة مرة إلى مرقس الناسك، ولكنه لما حضر ليأخذها رأيت ملاكًا يعطيه إياها بيديه.
وكان الأنبا مكاريوس كاهنًا للكنيسة، وكان مرقس شابًا قد حفظ أغلب العهدين القديم والجديد وكان لطيفًا جدًا وحكيمًا..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إن تاريخ المتوحدين في الإسقيط ونتريا يضع هذا القديس في صفوف أكثر الشخصيات كرامة. فهو يضعها على حد سواء وسيرابيون الكبير والقديسين مكاريوس الإسكندري والمصري. كان معاصرًا للقديس أنطونيوس الذي كان يرى فيه الرأي الصائب ويقول عنه أنه يستطيع أن يكون عاملًا على خلاص نفوس كثيرة.
مكث أكثر من 24 سنة في الوحدة ولم يكن يهتم بالملبس فلم يلبس قط ثوبين مهما كانت شدة البرودة في ليالي الشتاء. وكان الروح القدس قد أعطاه موهبة معرفة أسرار الكتب المقدسة، وبالرغم من أنه لم يقم بدراسات فقد كان معروفًا كأبرع مفسر في الصحراء.
ويقول O'leary في كتابه The Saints of Egypt ص221 إن هذا القديس هو الذي استقي منه يوحنا كاسيان المعلومات عن مكاريوس الإسكندري، ومن المرجح أنه نفي أيضًا مع القديسين مكاريوس المصري ومكاريوس الإسكندري.
ويجب عدم الخلط بين القديس وسميه القديس بفنوتيوس الذي خلف القديس مكاريوس الكبير في قيادة الرهبان وهو المعروف ببفنوتي الناسك.
عدا ذلك كثيرون بهذا الاسم منهم القديس بيفنوتي الشماس والشهيد، والقديس بفنوتيوس أسقف طيبة، وبفنوتيوس الناسك بدير القديس مكاريوس (980-1006م) وبفنوتيوس رئيس الرهبان قرب هراكلوبوليس (اهنا سيا).
_____
(28) سيرته شبيهة بسيرة معلمه فقد ترك العالم وعمره 41 سنة.
(29) من "شينو" الجزء الثاني ص514.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/macarius-of-alexandria/saints-mark-pafnuti.html
تقصير الرابط:
tak.la/fwft4w7