هؤلاء بمركبات وهؤلاء بخيل
(هؤلاء بمركبات، وهؤلاء بخيل، ونحن باسم الرب إلهنا ننمو).
ماذا تكون قوة المركبات والخيل، أمام اسم الرب؟! لا شيء.
يُذَكِّرنا هذا بقول داود لجليات الجبار:
(أنت تأتي إلى بسيف ورمح وبترس. وأنا آتي إليك باسم رب الجنود) (1صم 17: 45) نعم، ما قيمة كل هذه الأسلحة، السيف والرمح والترس أمام اسم رب الجنود، وجبروت خلاص يمينه؟!ّ
لقد خاف جيجزي تلميذ أليشع النبي، لما رأى (خيلا ومركبات وجيشا ثقيلا) يحيط بالمدينة. ولكن النبي العظيم طمأن تلميذه بقوله (لا تخف، لان الذين معنا أكثر من الذين معهم وصلى أليشع ففتح الرب عيني الغلام (فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع) 2 مل 6: 14-17) إنها القوات المقدسة التي أرسلها الرب للحماية، إذ أرسل له عونًا من قدسه.
داود رجل الخبرات، لم يخف من خيل ومركبات العدو.
قد ترمز الخيل والمركبات، إلى الشيطان وكل قواته.
لان أعداءنا الشياطين أقوياء. والشيطان مثل أسد يزأر، ويجول ملتمسا من يبتلعه هو. انه عنيف وقوى. وفي قصة أيوب الصديق، أنزل فحرقت الغنم والغلمان، وريحا شديدة صدمت زاويا البيت فسقط 0(أي 1) انه ملاك فقد طهارته ولكنه لم يفقد قوته. وفي الأيام الأخيرة سيعين (المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها) (بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة) (2تس 2: 9).
ولكننا ننظر إلى كل قوة الشياطين ونقول (هؤلاء بمركبات وهؤلاء بخيل، ونحن باسم الرب إلهنا ننمو).
 |
البعض يخافون المركبات والخيل، لان اسم الرب ليس معهم.
يقفون وحدهم في القتال، ولا يأخذون اسم الرب معهم. ولكن الكتاب يعلمنا أن يشوع كان يحارب، وموسى كان يرفع يديه إلى الله يصلي. وقد كسب يشوع الحرب بقوة هاتين اليدين المرفوعتين، إذ بهما دخل الله إلى ميدان الحرب (والحرب للرب) (1صم 17: 47).
لا يجوز أن ننظر إلى قوة العدو، وننسى قوة الله.
لا تنظر فقط إلى جليات، دون أن تذكر اسم رب الجنود. ولا تنظر إلى البحر الأحمر، وتنسى عصا موسى. ولا تفكر فقط في البرية القفرة، دون أن تتأمل السحابة التي تظللك نهارا، وعمود النار الذي يرشدك ليلا. لا يرعبك الجب المملوء بالأسود الجائعة، إنما تأمل ملاك الله وهو يسد أفواه الأسود. إن المزمور حينما يقول (عجيبة هي أهوال البحر) يقول بعدها مباشرة (الساكن في الأعالي هو أقدر) (مز 92).
إن أليشع النبي ما زال يصلي صلاته المشهورة: افتح يا رب عيني لغلام ليرى أن الذي معنا -أي الملائكة- أكثر... وموسى النبي ما زال واقفًا بعصاه، يقول للخائفين (لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب... الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون) (خر 14: 14).
الذين لا يملكون خيلًا ولا مركبات، يملكون اسم الرب.
الرب الذي (اختار ضعفاء العالم ليخزي بهم الأقوياء) (1كو 1: 27) اختار حصاة داود الملساء ليخزي بها سيف ورمح جليات. اختار الصيادين الجهلاء، ليخزي بهم كل حكمة وفلسفة الأمم...
تذكر أن قوتك ليست في الخيل والمركبات، إنما في الله نفسه لذلك قُلْ باستمرار مع المرتل:
قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ماذا كانت قوة القديس مارمرقس، حينما دخل ليكرز في أرض مصر؟!
ما أكثر الخيل والمركبات التي وقفت ضده: كانت أمامه آلهة الفرعونية برئاسة رع، وآلهة اليونان التي دخلت أيام الإسكندر والبطالمة وكبيرهم الإله زيوس، وآلهة الرومان التي دخلت أيام أكتافيوس قيصر، وكبيرهم جوبتر... وكانت هناك أيضًا الديانة اليهودية المنتشرة في حيين من أحياء الإسكندرية.
ووقفت أمام مارمرقس أيضًا الفلسفة الوثنية، قوة الفلاسفة وإقناعهم، ومدرسة الإسكندرية الوثنية، ومكتبة الإسكندرية التي كانت تضم مئات الألوف من الكتب... وكانت هناك أيضًا السلطة الرومانية بكل قوتها وعنفها وحمايتها للوثنية... حقًا هؤلاء بمركبات، وهؤلاء بخيل... ومع ذلك أدى مارمرقس رسالته، ونشر الكلمة ووقف يقول (ونحن باسم الرب إلهنا ننمو).
مثال آخر هو ارميا النبي، الذي أرسله الله على الرغم من صغر سنه، ليشهد بكلمة الحق (لملوك يهوذا، ولرؤسائها، ولكهنتها، ولشعب الأرض) (أر 8: 18) فيحاربونه ويقف أمامهم. ولكن هؤلاء يا رب بمركبات، وهؤلاء بخيل، وأنا لا أعرف أن أتكلم لأني ولد (أر 1: 6). فقال له الرب: لا تقل إني ولد... لا تخف من وجوههم... هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود جديد وأسوار نحاس على كل الأرض) (أر1) وهكذا شهد أرميا للرب وأمامه: (نحن باسم الرب ننمو)..
هكذا أنت أيضًا لا تخف من كل قوة العدو. فالرب يسندك.
إن الشياطين إن رأتك مرتعبًا، تهجم عليك، وتعرف أنك قد وقعت (فريسة لأسنانهم). أما إن رأتك قوي القلب، فإنها تخاف الإيمان الذي فيك وقوة الله التي معك.
وبهذه القوة، وبهذا الإيمان، تنتصر وتقول: هم عثروا ونحن قمنا واستقمنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/we-will-remember-the-name.html
تقصير الرابط:
tak.la/d86f83v
