St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   thanksgiving-psalm-50
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في صلاة الشكر والمزمور الخمسين - البابا شنوده الثالث

42- لأني أنا عارف بإثمي وخطيئتي أمامي في كل حين

 

إنه لا ينكر خطيئته، ولا يخفيها، ولا يبررها، ولا يتهرب منها. بل هو يعترف بها علانية أمام الله، وقد أعترف بها أمام ناثان النبي... ويعترف بها أمام الجميع وأمام التاريخ في هذا المزمور... ويقول كل ذلك باقتناع داخلي، وبندم وحزن ودموع... إنه عارف بإثمه. انكشفت نفسه أمامه وأمام الله. فإذا هي تحتاج إلى غسيل وإلى تطهير... وهو يضع خطيئته أمامه كل حين. وكما قال القديس أنطونيوس:

إن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله. وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله.

St-Takla.org Image: Jonah inside the whale, by jeffjacobs1990. صورة في موقع الأنبا تكلا: يونان النبي داخل الحوت، لجيفجيكوبز1990.

St-Takla.org Image: Jonah inside the whale, by jeffjacobs1990.

صورة في موقع الأنبا تكلا: يونان النبي داخل الحوت، لجيفجيكوبز1990.

فأنا أقول لك يا رب ككثرة رأفاتك أمح إثمي. أما أنا فلا أمحوه أبدًا من ذاكرتي، إنه أمامي كل حين... أما يسحق نفسي، ويعلمني الاتضاع، ويجذبني إلى أسفل كلما ارتفعت. إنه أمامي حينما يشتمني شِمْعِي بْنُ جِيرَا، فأقبل منه شتيمته لأني أستحقها بسبب خطاياي، وأقول في انسحاق "الرب قال له سب داود" (2صم10:16). خطيئتي أمامي تجلب لي الدموع وتشعرني بضعفي، وتجعلني أشفق على الساقطين، حتى على أبشالوم.

حسن أن يضع الإنسان خطاه أمامه كل حين، ماعدا تفاصيل الخطايا الانفعالية والشهوانية.

هذه التي إن ظل يفكر فيها، قد تعود إليه. إنما يكفي أن يشعر بخطيئته، دون أن يذكر تفاصيلها. يضع خطاياه أمامه حتى لا يدين أحدًا، لأن الذي بيته من خارج، لا يقذف الناس بالحجارة، وبالتالي لا يقسو على أحد، ولا يشهر بأحد... ويتذكر خطاياه، يحترس في المستقبل ولا يتهاون.

داود يقول إثمي، وخطيئتي... ولا يذكر عثرة للمرأة.

إنه يركز على خطيئته، ولا يلقى بمسئوليتها على أحد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... لا يفعل مثل أبينا آدم الذي قال للرب "المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني فأكلت" (تك12:3). فلم يقبل الرب ذلك منه، لأن كل إنسان مسئول عن فعله أمام الله... حسن أن داود عارف بإثمه، وليس بإثم غيره...

متى يمكننا أن نعرف أنفسنا ونعرف خطايانا؟

ألا يحتاج هذا منا، أن نجلس إلى أنفسنا، ونفحصها جيدًا بغير تحيز ولا مجاملة، وندرك ما هي فيه من ضعف ومن سقطات، ونعرضها أمام الله... ويقول له كل منا في انسحاق قلب: "أغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيتي طهرني... لأني أنا عارف بإثمي، وخطيئتي أمامي في كل حين".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/i-am-conscious-of-my-iniquity.html

تقصير الرابط:
tak.la/tzvhfr6