بعد أن يضع المرتل خطيته أمامه كل حين، يقول: لك وحدك أخطأت...
لا شك أن داود قد أخطأ إلى كثيرين، من بينهم بثشبع وأوريا الحثي (2صم11). ومع ذلك فإنه يقول للرب "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". فما هي المشاعر التي تختفي وراء عبارة "لك وحدك"؟ لعلنا نذكر من بينها ثلاثة اعتبارات هي:
1- في شعوره بأن الخطية ضد الله، تتصاغر وتتضاءل كل الاعتبارات الأخرى كأن لا وجود لها.
إنه أخطأ ضد وصية الله، وهكذا تمرد عليه وكسر وصاياه. وأخطأ ضد محبته وضد إحساناته الكثيرة... الله الذي أخذه من وسط الغنم، ورفعه ورقاه... الله الذي حفظه من كل مؤامرات شاول وباقي أعدائه... الله الذي باركه ببركات عديدة... الله الذي خلقه، والذي منحه هذه الحرية التي أستخدمها ضده.
إنه أخطأ إلى عين الله الطاهرة التي رأت خطيته.
من أجل هذا قال أيضًا والشر قدامك صنعت ".. نوع من الاستهانة وعدم الخجل، أن يخطئ الإنسان تحت سمع الله وبصره... أمامه، بلا حياء... أمامه كأب، وقدوس! ولذلك عندما عرضت الخطية على يوسف الصديق، فزع أمام خطورة هذا الأمر وقال "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله" (تك9:39).. ولم يقل "وأخطئ إلى فوطيفار أو إلى زوجته" وإنما قال "أخطئ إلى الله".. الله الموجود في كل مكان، ويرى كل شيء...
يقينًا أن الإنسان وهو يخطئ. لا يجعل الله أمامه!
لا يفكر وقتها أن الله يرى ويلاحظ ويسمع-يشعر أنه واقف أمام الله، الله القدوس... وكل هذه خطايا أخرى، أن يكون ناسيًا لله، وغير حاسب أي حساب لوجوده. وهذا الأمر نفسه لام داود عليه أعداء الله حينما قال "الغرباء قد قاموا على، والعتاة طلبوا نفسي... ولم يجعلوا الله أمامهم" (مز3:54). ولذلك فإن الإنسان الذي يجعل الله في فكره باستمرار، من الصعب أن يخطئ، لأن الله أمامه، لا حصر له، "استحياء الفكر".
داود كان وقت الخطية، في فترة استرخاء، بعيدًا عن الصلة بالله!
لم يكن مشغولًا بالرب، لم يكن في مشاعر الحب الإلهي التي يقول فيها "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز119).. يقينًا لو كان في ذلك الوقت يتلو في اسم الله المحبوب لديه، ما كان قد أخطأ...
ولكن كما يقول الكتاب، وكان في وقت المساء، أن داود قام عن سريره، وتمشي على سطح بيت الملك، فرأى.." (2صم2:11). ترك الشعب يحارب في الميدان، ونام هو في بيته، وخرج يتمشَّى على السطح... رفاهية جديدة لم يعشها من قبل، حين كان ينزل إلى الحرب مع جنوده. وفي نفس الوقت لم يقم عن سريره ليصلي، مثلما كان يقول "كنت أذكرك على فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك ".. وحينما أتته التجربة، لم يكن الله أمامه، فأخطأ إليه...
إن الشيطان يعرف الوقت الذي يضرب فيه ضربته.
ينتهز الفرصة التي يكون فيها الإنسان بعيدًا عن صلواته ومزاميره وتأملاته، بعيدًا عن الوسط الروحي، وليس أمامه، وحينئذ يضربه وهو غير محصن... الله ليس في فكره، ولا في قلبه... وهنا، حينما قال داود للرب "لك وحدك أخطأت"، إنما يقصد أمرين: أخطأت أولًا إليك، حينما ابتعدت عنك، وعن مناجاتك، ولم أجعلك في فكرى وقلبي وحينئذ أخطأت في الثانية، فسقطت وكسرت وصاياك.
أخطأت إليك، لأني أحزنت قلبك المحب...
أحزنت روحك القدوس الذي من جهته أصرخ إليك قائلًا "روحك القدوس لا تنزعه مني" (مز11:51). وهكذا حطمت حياة الشركة التي تربطني بك، وانفصلت عنك بخطيتي، وفقدت الدالة التي بيني وبينك. وفي ضوء العهد الجديد، يمكن أن يقول المصلي "نجست هيكلك المقدس، الذي هو جسدي" (1كو16:3،17). وهكذا أكون قد أخطأت إليك. وأيضًا في خطيتي، أكون مقاومًا لروحك القدوس وعمله في (أع51:7)، وأيضًا في خطيئتي يقف أمامي قول الرسول "لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم" (أف30:4).. إن حزنك هو أعظم خطية أرتكبها. لك وحدك أخطأت...
والشر قدامك صنعت، في كل تفاصيل الخطية:
تفكيري في الخطية، وانفعالي الداخلي بها، كان أمامك، وإن لم يره أحد... وتنفيذي للخطية كان قدامك أيضًا، وكذلك كانت أمامك كل محاولاتي لإخفاء الخطية والهروب من نتائجها. وفي كل تلك المراحل كان ضميري نائمًا قدامك أيضًا، وكانت الخطية تتعدد وتتطور من خطوة إلى أخرى. وأنت ترى، ويكتب أمامك سفر تذكرة (ملا16:3).
أخطأت أمامك كإله، وأيضًا كقاض وديان:
حقًا ما أبشع أن يرتكب الإنسان الذنب أمام قاضية، بلا خوف، ولا حياء... أخطأت أمامك وأنا أعرف تمامًا أنني سأقف أمامك أيها الديان العادل. ولا يحتاج إثبات ذنبي إلى شهود. فالقاضي نفسه هو الشاهد!
ولكن لعل هذا الأمر لم يكن في ذهني في ذلك الوقت! ولكن عدم وجوده في ذهني هو خطية أخرى... أن أتجاهل الله! نعم أخطأت إليك أيها الديان العادل. أخطأت إلى هيبتك الإلهية، كما أخطأت إلى محبتك الأبوية...
ولست أجد علاجًا لكل هذا، سوى قولي أخطأت إليك وعبارة أخطأت إليك ليست علاجًا، إنما هي صرخة... إلى رحمتك.
أخطأت إليك وحدك، على الرغم من خطيئتي إلى غيرك؟
2-وذلك لأن هذا الغير ليس منفصلًا عنك، بل كل من أخطأت إليهم هم خليقتك، وهم أولادك، منتمون إليك... والخطأ إليهم يعتبر في نفس الوقت خطأ إليك وحدك وأنت نسبت كل ما يفعل إليهم إليك، فقلت: مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم (متى40:25)، سواء كان خيرًا أو شرًا... بل إن مجرد عدم عمل الخير إلى الناس، يعتبر خطية موجهة إليك، كعدم إطعام الجائع، وعدم زيارة المريض، فتعاقب هؤلاء قائلًا "الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا" (متى45:25).. كم إذن خطية الاعتداء والإساءة والتدنيس!
كم إذن الخطية إلى أشخاص هم أعضاء في جسدك؟!
ألست أنت هو الرأس، وهم أعضاء في جسدك. وكما يقول الرسول عنك "لأننا أعضاء جسمه، ومن لحمه ومن عظامه" (أف30:5). فالكنيسة هي جسد المسيح. من يخطئ إلى عضو فيها، إنما يخطئ إلى المسيح نفسه ويقول له: لك وحدك أخطأت. هو الكرمة ونحن الأغصان (يو5:15). من يجرح غصنًا، إنما يجرح الكرمة ذاتها...
3- حتى خطيئتي ضد نفسي، هي موجهة إليك أيضًا...
فأنا منك، ابن لك. وعندما يخطئ أولاد الله، إنما يسيئون إلى الأسرة كلها، وإلى الأب نفسه. وهكذا فإن الرسول يقول "الذي تفتخر بالناموس، أبتعدي الناموس تهين الله؟ لأن اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الأمم" (رو23:2،24). فإن كان اسم الله يجدف عليه بسببك، إلا تقول له "لك وحدك أخطأت"؟ كم بالأولى إذن داود الذي كان يعتبر مسيحًا للرب؟! لذلك قال له ناثان موبخًا "قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون" (2صم14:12). هي إذن خطية موجهة إلى الرب، جعلت أعداءه يشمتون.
4- هناك اعتبار رابع نقوله في مفهوم الفداء في العهد الجديد:
لك وحدك أخطأت، لأن كل خطية أرتكبها، ستحملها أنت عني، لكي تمحوها بدمك الكريم. فأنا إنما أخطئ بها إليك وحدك، لأنك أنت وحدك الذي تحملها، وأنت وحدك الذي تدفع ثمنها للعدل الإلهي. وذلك كما قال اشعياء النبي "هو مجروح من أجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا... كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه... والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش5:53،6).
فأنا أخطأت إليك وحدك، لأنني حملت كل آثامي:
ما أخطأت به إلى بثشبع، وإلى أوريا، لم تحمله هي، ولا هو ولا أنا، وإنما حملته أنت. أنت القدوس، الذي بلا خطية وحدك، قد وضع عليك إثم جميعنا. وحينما أقول لك "ومثل كثرة رأفاتك تمحو إثمي"، إنما أقصد أن تمحوه بدمك، تضعه عليك، وتدفع ثمنه نيابة عني، وتكون أنت الفادي الذي تبذل ذاتك عني. لذلك أنا أعترف بخطاياي لكي تحملها عني، كذبيحة خطية... إذن فأنا "لك وحدك أخطأت" أيها الفادي الحنون...
لا يقل أحد إذن: أنا لم أخطئ، لأني لم أسيء إلى أي إنسان..!
سواء أسأت إلى إنسان أو لم تسيء، فأنت قد أسأت إلى الله... مثال ذلك: خطايا الفكر، أو النية، مجرد رغبات القلب الخاطئة... أنت لم تضر بها أي إنسان، ولكنك تقول عنها لله "لك وحدك أخطأت" - أخطأت إليك يا فاحص القلوب وقارئ الأفكار... أخطأت إليك، لأني رفضت شركتك أثناء أخطاء الفكر والقلب هذه. لأنك نور، وهذه الأفكار ظلمة "ولا شركة للنور مع الظلمة" (2كو14:6)..
الخطية أصلًا موجهة إلى الله، قبل أن تتجه إلى أحد من الناس...
منذ بدايتها في الفكر وفي القلب، وقبل أن تخرج إلى حيز العمل والتنفيذ، هي تمرد على وصاياه، وعلى محبته... هي ضد الله في عملها، وفي نتائجها أيضًا، لأنها توجد خصومة بين الله والإنسان. ولذلك قال الرسول عن عودة الناس إلى التوبة، إنها خدمة المصالحة ".. فقال "وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ... إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ" (2 كو 18:5، 20).
ما هو شعورك إذن، حينما تدرك أنك في خصومة مع الله؟
بغض النظر إن كانت الخطية ضد الناس أو ضد نفسك، إنما هي خصومة مع الله وانفصال عنه... وقد شرحنا لك هذا الأمر وبالتفصيل في كتابنا [ الرجوع إلى الله ].. إذن فأنت محتاج إلى أن تعود إلى الله، وتجدد علاقتك معه وارتباطك به. وتبدأ ذلك بقولك له "لك وحدك أخطأت".
نقول هذا أيضًا حتى عن خطايا الجهل:
إننا نطلب في صلاة الثلاث تقديسات أن يغفر الله لنا سيئاتنا التي فعلناها بمعرفة والتي فعلناها بغير معرفة. لأنها سواء كانت بمعرفة أو بغير معرفة، هي كسر لوصايا الله، وبعد عن حياة الكمال. كما أن الجهل أيضًا أيضًا قد يعتبر خطية. فالمفروض فينا أن نعرف وأن ننمو في المعرفة، سواء بقراءة الكتب المقدسة أو عن طريق الصلاة، قائلين للرب "عرفني يا رب طرقك، فهمني سبلك". وإن كنا لا نقرأ الكتب التي تحكمنا للخلاص (2تي 15:3) فإنه ينطبق علينا قول الرب "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (متى29:22).
حقًا إنك تخطئ إلى الله، حينما تهمل كتبه وتهمل معرفته.
المفروض فيك أن تسعى إلى معرفة الله، وأن تجد لذة في معرفة وصاياه، وأن تنمو يومًا بعد يوم في المعرفة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتعتبر رفض هذه المعرفة خطية. أتراك تستطيع أن تقول: لا أريد يا رب أن أعرفك ولا أريد أن أعرف طرقك! إنك لا تجرؤ طبعًا أن تقول هذا، ولكنك تفعل ذلك عمليًا، حينما لا تستخدم الوسائل التي توصلك إلى هذه المعرفة... فإن قصرت في معرفة الله، ولم تهتم بهذا الأمر، ألا تقول له "لك وحدك أخطأت".
هوذا السيد يقول عن تلاميذه في مناجاته للآب:
"عرَّفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به. وأكون أنا فيهم" (يو26:17)..
إذن معرفة الله تؤدي إلى محبة الله. لأنه كيف تحب الله إن لم تعرفه؟! لا شك أنك كلما تعرفه أكثر، حينئذ تحبه أكثر. فالذي يقصر في معرفة الله، إنما يقصر في محبته، أو في الوسائل التي توصله إلى محبته. ألا يقول له حينئذ "لك وحدك أخطأت".. أو كما قال له أوغسطينوس "تأخرت كثيرًا في حبك أيها الجمال الفائِق الوصف".
هناك أمران يعطلان عبارة "لك وحدك أخطأت":
أ- أولهما عدم إحساسنا بالخطايا الموجهة إلى الله. فنحن نسعى إلى أن نصطلح مع الناس حينما نحس أننا قد أخطأنا إليهم. ولكننا نادرًا ما نبذل جهدًا للصلح مع الله، لأننا لا نحس أننا أحزنا الله بخطايانا. بينما العهد القديم يشعرنا بهذا الأمر وخطورته، فيجعل المحرقة هي أول الذبائح (لا 1)، وهي ترمز إلى مصالحة قلب الله الغاضب على خطايانا، واستيفاء العدل الإلهي. بينما الخطايا إلى الناس وإلى أنفسنا تمثلها ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم. فمصالحة الله أولًا، ثم خلاصنا من العقوبة بعد ذلك...
إن أخطأنا إلى إنسان، نفكر كيف نصالحه. ولكننا لا نفكر في نفس الوقت كيف نصالح الله!!
كما لو كانت الخطية موجهة فقط ضد الناس، وليس ضد الله. هنا تصحح تفكيرنا عبارة "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". لذلك أجعل مشاعرك حساسة جدًا من نحو الله. وفي كل خطية ترتكبها. فكر أولًا كيف أنك أسأت فيها إلى علاقتك بالله. ولا تجعل مشاعرك نحو الله في المرتبة الثانية. وليملك عليك الشعور بأنك أغضبت الله، أكثر من شعورك بأنك استحققت العقوبة. الله أولًا: أو كما قلنا: ذبيحة المحرقة أولًا، قبل ذبيحتي الخطية والإثم...
ب- المشكلة الثانية هي أننا نكتفي بالاعتراف، بدون الشاعر:
كل همنا أن نعترف، ونستريح بهذا تمامًا، كما لو كان الأمر قد انتهى... نذكر خطاياك، دون أن نفكر في أن نصطلح مع الله! دون أن نعتذر إليه، ودون أن نفكر في أن نصطلح مع الله! دون أن نعتذر إليه، ودون أن نندم على أننا أحزنا قلبه المحب، ودون أن نقارن بين إحساناته إلينا، وإساءتنا إليه. ونقول له في ندم وفي انسحاق قلب "نحن يا رب كنا ناكرين لجميلك. وما فعلناه هو خيانة لك ولمحبتك. ماذا نقول؟ إننا في خجل منك..".. لذلك أسأل نفسك:
هل أنت حزين لأنك أخطأت، أم أحزنت قلب الله؟
هل كل ما نفكر فيه هو التخلص من عقوبة الخطية، أم أنت تريد إرجاع علاقة الحب بينك وبين الله؟ هل الاعتراف هو علاقة بينك وبين الآب الكاهن: أنت تتكلم وهو يسمع ويقرأ لك الحل؟! أم أنك تعترف على الله في سمع الكاهن، وتسمع المغفرة من الله من فم الكاهن؟ والاعتراف على الكاهن هو علاقة بينك وبين الله أصلًا، تقول له فيها "لك وحدك أخطأت".
لا تفصل اعترافك عن التوبة وعن الله.
إن سر الاعتراف يُسَمَّى في الكنيسة "سر التوبة" فاذهب إلى الاعتراف بقلب منكسر، نادم حزين على أنه أغضب الله وأنفصل عنه. وفي سر الاعتراف حاول أن تصطلح مع الله وترجع إليه وكل اعتراف تقوله، اشعر أنك تقول لله في سمع الكاهن، وتقول له فيه "لك وحدك أخطأت" وليكن خجلك من الله أكثر من خجلك من أب الاعتراف.
بعد قوله "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت".. قال:
لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/against-you-only.html
تقصير الرابط:
tak.la/2f8mtwb