مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الجزء الأول): الوصايا الأربع الأولى - البابا شنوده الثالث

23- الصور في العهد القديم

 

St-Takla.org Image: Ark, Lampstand, Table, and Altar of Incense: The Ark of the Covenant, the table with the bread of presence, the lampstand, and the altar of incense: (Exodus 25) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: التابوت والمنارة والمائدة ومذبح البخور: تابوت العهد والمائدة التي بها خبز الحضور (خبز الحضرة) والمنارة ومذبح البخور: (الخروج 25) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

أما من جهة الصور فنحن لا نستطيع أن نسير بمبدأ الآية الواحدة، فنأخذ آية من الكتاب ونترك الباقي. فإن الله الذي أمر في سفر الخروج قائلًا: "لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما.." هو نفسه الذي أمر موسى النبي في نفس السفر قائلًا: "وتصنع كاروبين⁽¹⁾ من ذهب، صنعة خراطة تصنعها على طرفيّ الغطاء (=غطاء تابوت العهد). فاصنع كاروبًا واحدًا على الطرف من هنا، وكاروبًا آخر على الطرف من هناك... ويكون الكاروبان باسطين اجنحتهما إلي فوق، مظللين بأجنحتهما على الغطاء، ووجهاهما كل واحد إلي الآخر". وهكذا كان شكل ملاكين من طغمة الكاروبيم يظللان على غطاء تابوت العهد في خيمة الاجتماع. ولم يجد الله في ذلك أي تناقض مع الوصية الثانية.

وقد نَفَّذَ موسى النبي هذه الوصية وصنع الكاروبين من ذهب (خر 37: 7). ومسحهما بالدهن المقدس مع جميع الآواني المقدسة -كما أمره الرب- فصارا قدس أقداس للرب (خر 30: 22-29، خر 40: 9، 16).

ما فعله موسى النبي في خيمة الاجتماع، فعله سليمان الحكيم في الهيكل أيضًا. فصنع كاروبين من خشب الزيتون، وغشاهما بالذهب. وكان علو الكاروب عشر أذرع، وطول جناحه خمسة أذرع (1 مل 6: 23-27).

وزاد سليمان في الصور العديدة التي زين بها بيت الرب. "وجمع حيطان البيت في مستديرها، ورسمها نقشًا بنقر كاروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج... وكذلك فعل بمصراعي الباب... ورصع بالذهب الكاروبيم والنخيل وبراعيم الزهور" (1 مل 6: 29-35). "وغشي البيت أخشابه وأعتابه وحيطانه ومصاريعه بذهب ونقش كروبيم على الحيطان" (2 مل 3: 7). ولم ير الله ما يخالف وصيته الثانية في كل ما تحلي به الهيكل من صور الملائكة والنخيل والزهور، بل بارك كل هذا، وحل مجده على البيت (2 مل 7: 1-3).

نضيف إلي هذا أمر الرب لموسى بصنع حية من نحاس وبوضعها على راية ورفعها "فكانت متى لدغت حية إنسانًا ونظر إلي حية النحاس، يحيا" (عدد 21: 9).

ولم تكن هذه الحية النحاسية للعبادة، ولا كانت ضد الوصية الثانية، إنما كانت رمزًا للسيد المسيح الذي قال: "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع إبن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 14، 15).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إذن ينبغي ألا نفهم الوصية الثانية بمعنى مطلق، أو بمعنى حرفي، وإنما في حكمة ندرك روحها وقصدها.

وكما أعطانا الرب مثال الكاروبين والصور التي زين بها الهيكل، كذلك أعطانا مثالًا آخر في تابوت العهد الذي كانت له مكانة عظمي في العهد القديم. والذي سجد أمامه يشوع هو وشيوخ إسرائيل، ليس سجود عبادة، إنما سجدوا تذللًا أمام الرب لما هزموا في عاي.

ونحن نعرف أن داود النبي العظيم رقص أمام تابوت العهد بعد أن أعاده بمجد عظيم (2 صم 6: 15، 16). ولم يكن ذلك منه عبادة أصنام، إنما تكريم لتابوت عهد الرب.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) الكاروب هو مفرد كاروبيم أو شاروبيم، وهم طغمة من الملائكة. وهكذا كان شكل ملاكين من ذهب فوق تابوت العهد.

صور لها معاني روحية، وصور أو التماثيل للعبادة

الوصايا العشر 1: الوصايا الأربع الأولى كتب البابا شنوده الثالث

لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا

---