الباب الرابع عشر: الإنسان الروحي يحيا بمبدأ: إن عشنا فللرب نعيش:
كتب القديس بولس الرسول إلى أهل رومية يقول "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا أو متنا، فللرب نحن" (رو 14: 8).
ليس المهم إذن أن نحيا أو نموت، إنما المهم أن نكون للرب في حياتنا وفي موتنًا.
إن أكلنا، فللرب نأكل، لكي نأخذ طاقة للجسد نستطيع بها أن نعمل ما يرضيه، وإن صمنا، فللرب نصوم، لكي تقوى الروح، وتكون في صلة قوية بالله إذن طاقة الجسد من أجله، وقوة الروح من أجله. تمامًا كما قال الرسول "فمجدوا الله في أجسادكم، وفي أرواحكم التي هي الله" (1كو 6: 20).
كذلك إن تكلمنا، فللرب نتكلم. وإن صمتنا فللرب نصمت.
من أجله نتكلم، ومن أجله نصمت. ومن أجله نتكلم، فنشهد للحق وللإيمان وللملكوت، ونعلن وصاياه للناس، ونعزى الآخرين ونقويهم، وننطق بكلام الحكمة النافع للبنيان... وكما قال الكتاب "فم الصديق ينبوع حياة" (أم 10: 11). ومن أجل الله نصمت، عاملين بقول الكتاب "كثرة الكلام لا تخلو من معصية. أما الضابط شفتيه فعاقل" (أم 10: 19) نتكلم حينما يفتح الله شفاهنا، فتنطق أفواهنا بتسبحته (مز 50)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ونصمت حينما نخشى الخطأ ونقول "ضع يا رب حارسًا لفمي، احفظ باب شفتي" (مز 141: 3).
كل عمل نعمله، ومن أجل الله نعمله... نعمله له، ومعه وبه...
نعمله له، لأجل ملكوته، ولمجد اسمه. ونعمله معه، في شركة الروح القدس الذي يشترك معنا في العمل، ونعمله به، أي بنعمته وقوته ومعونته، وهكذا لا يكون أي عمل من أعمالنا مستقلًا عن الله... ذلك لأننا للرب نعيش. لا لأنفسنا، ولا للعالم ولا لأهداف خاطئة كما يحدث للبعض.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/rule.html
تقصير الرابط:
tak.la/ba4whcd