أولًا: لأننا خليقته. هو الذي منحنا هذه الحياة:
وهكذا أصبحنا له. وهذه الحياة هي أيضًا له. كان يمكن أن لا نوجد، ولكنه أوجدنًا. ومنحنا هذا الوجود، فصرنا له... إن عشنا فللرب نعيش... وبخاصة لأنه خلقنا، كشبهه، وعلى صورته ومثاله (تك 1: 26)... ولا يمكن أن نحتفظ بهذه الصورة، إلا إذا عشنا له ومعه.
ثانيًا: لأنه فدانا، واشترانا بثمن، فصرنا له.
وفى هذا يقول الرسول "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدوس الذي فيكم، الذي لكم من الله. وأنكم لستم لأنفسكم، لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو 6: 19، 20).
ثالثًا: لأننا أولاده... دُعِيَ علينا اسمه...
فينبغي أن نعيش له، لأنه بهذا "أولاد الله ظاهرون" (1يو 3: 10). يعيشون له، وبهذا لا يخطئون. لأن "كل من هو مولود من لله لا يخطئ"، "لا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله" (1يو3: 9)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إن لم نعش له، وعشنا لأنفسنا أو العالم أو الجسد أو للمادة، حينئذ سنخطئ، ولا نصير أولادًا لله... فنحن نعيش لله، لكي نحتفظ ببنوتنا له، ولكي نحتفظ بصورته. فالابن الضال قال له "لست مستحقًا مستحقًا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 19).
رابعًا: نعيش للرب، لأن هذه هي الحياة الحقيقية.
الله هو الحياة (يو 11: 25) (يو 14: 6). من يلتصق به، يلتصق بالحياة، ويكون حيًّا بالحقيقة. ومن ينفصل عنه يعتبر ميتًا، مهما كانت له حياة بالحقيقة... وقد قيل عن الابن الضال أنه -في حالة خطيته- "كان ميتًا" (يو 15: 24). وقال الرب لراعي كنيسة ساردس "أن لك أسمًا أنك حي، وأنت ميت" (رؤ 3: 1). المفروض إذن أن نفهم المعنى الحقيقي للحياة، وأنه هو أن نعيش للرب. في هذا أتذكر أنني وأنا شاب صغير كتبت مرة قصيدة عنوانها "حقًا نحن أحياء؟"
ليتنا إذن نذوق الحياة مع الرب...
كما قال المرتل في المزمور "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). الذي يذوق هذه الحياة، يشعر بلذتها، ويرى أنه حينما يعيش للرب، إنما يحيا الحياة الطيبة المُثْلَى المشتهاة، وأن ذاك أفضل جدًا (في 1: 23). بل أن هذه الحياة مع الرب هي عربون الحياة الأبدية السعيدة.
نعيش للرب هنا، لكي نستحق أن نعيش معه في الأبدية السعيدة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/live.html
تقصير الرابط:
tak.la/8jctj86