St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   pamphlet-6-ascension
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في عيد الصعود - البابا شنوده الثالث

6- الصعود والجاذبية الأرضية | جسد القيامة

 

الصعود والجاذبية الأرضية

قد يسأل البعض: هل في صعود الرب قد داس على قانون الجاذبية الأرضية؟

وللإجابة على هذا السؤال، نذكر نقطتين هامتين وهما:

أ- أن القوانين الطبيعية قد وضعها الله لتخضع لها الطبيعة، وليس ليخضع هو لها! فهل كان في الأمر معجزة إذن؟ هنا وأجيب:

St-Takla.org Image: The Ascension of Jesus Christ - from: The Rand-McNally Bible Atlas, book by Jesse Lyman Hurlbut, 1910. صورة في موقع الأنبا تكلا: صعود السيد المسيح - من صور كتاب أطلس الكتاب المقدس (راند ماكنالي)، جيسي ليمان هيرلبت، 1910 م.

St-Takla.org Image: The Ascension of Jesus Christ - from: The Rand-McNally Bible Atlas, book by Jesse Lyman Hurlbut, 1910.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صعود السيد المسيح - من صور كتاب أطلس الكتاب المقدس (راند ماكنالي)، جيسي ليمان هيرلبت، 1910 م.

ب- إنها معجزة بالنسبة إلينا نحن، إذ نرى السيد المسيح صاعدًا بجسده إلى فوق إلى السماء. ولكنها في الواقع أمر طبيعي بالنسبة إلى الجسد الممجد الذي قام به الرب.

إذن معجزة الصعود لم تكن في الإنتصار على قوانين الجاذبية الأرضية، إنما كانت المعجزة في هذا الجسد الروحاني السماوي، الذي يستطيع أن يصعد إلى فوق. إنه إذن سمو للطبيعة وليس تعارضًا معها. إنه نوع من التجلي لطبيعة الجسد...

لو أن جسدًا ماديًا صعد إلى السماء، لقلنا أن هذا ضد قوانين الجاذبية الأرضية، أما أن يصعد جسد روحاني سماوي، فهذا أمر يتفق مع سمو الطبيعة الجديدة التي يأخذها الجسد في القيامة، فيصير جسدًا روحانيًّا "لأن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله" (1كو 15: 50).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

حقًا إن جسد القيامة أو جسد الصعود: هو المعجزة.

صعد السيد المسيح إلى السماء بجسد ممجد، ارتفع منطلقًا إلى فوق لا يخضع مطلقًا لقوانين الجاذبية الأرضية.

إنه جسد ليست فيه ثقل المادة التي تجذب إلى أسفل...بل له طبيعة أخرى ممجدة يمكن أن تصعد إلى فوق.

حقًا إن السيد المسيح قد قام بجسد ممجد، أمكنه أن يخرج من القبر وهو مغلق، وأمكنه أن يدخل العلية على التلاميذ وأبوابها مغلقة (يو 20: 19-26)، ولكن التلاميذ لم يتيقنوا من مجد جسده هذا، لأنهم ظنوه خيالًا، ثم لأنهم جسوه، ولأنه تنازل فأكل معهم (لو 24: 37-43).

أما في الصعود فدخلوا في عمق الإيمان بهذا الجسد الممجد، الذي جذب أنظارهم إلى فوق، حتى قال لهم الملاكان "ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء" (أع 1: 11).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

معجزة الصعود هي تحول الجسد المادي إلى جسد روحاني، جسد سماوي، جسد ممجد، يمكنه أن يصعد إلى فوق. وهذا ما سوف يحدث لنا أيضًا في القيامة، حينما "نتمجد معه" ونقوم "في عدم فساد"، "نقوم في قوة" "في مجد" (1كو 15: 42-44). الأحياء على الأرض في وقت القيامة، سوف يتغيرون في لحظة، في طرفة عين، عند البوق الأخير "ويلبس هذا المائت عدم موت" (1كو 15: 52-53). "ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 4: 17)...

والرسول يبشرنا بأن الرب "سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (في 3: 21). أي أننا سنقوم بجسد ممجد.

ويشرح هذا الأمر بالتفصيل في اصحاح القيامة (1كو 15) كيف أن جسدنا المائت سيلبس عدم موت، والفاسد سيلبس عدم فساد. وسنخلع الجسد الترابي الحيواني، لنلبس جسدًا نوارنيًّا سماويًّا... (1كو 15: 41-50).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-6-ascension/gravity.html

تقصير الرابط:
tak.la/3bwbz6t