St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   pamphlet-5-annunciation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب عيد البشارة - البابا شنوده الثالث

14- احملوا بشارة مفرحة

 

لتكن في فم كل واحد منكم كلمة مفرحة يقولها للناس، وبشارة طيبة يحملها إليهم.

احملوا كلمة طيبة لكل من هو في ضيقة أو مشكلة. كلمة دعاء، أو كلمة نصيحة مفيدة. قولوا للكل إنه يوجد مفتاح لكل باب مغلق، بل قد توجد عدة مفاتيح... وأن الله عنده حل لكل مشكلة، بل عدة حلول. قولوا إن شاء الله سوف تحل هذه المشكلة. وإن شاء الله سوف تنتهي هذه الضيقة. وذكّروا الناس بقول الكتاب:

"كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله" (رو 8: 28).

لا تكن ملامحكم معبسة. ولا تعطوا الناس فكرة مخيفة عن الله، وفكرة سوداء عن التدين الذي لا تذكرونه إلا بالبكاء والدموع! بحيث كل من يراكم يقول "استر يا رب"! ولا يرى إلا لافتة مكتوب عليها "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3)... إن كآبة الوجه تكون في المخدع، وأنت تحاسب نفسك على خطاياك. ولا تكون أمام الناس، وباستمرار!

St-Takla.org Image: Greeting, happy new year, holiday, new year icon - Religious and celebration symbols - used with license. صورة في موقع الأنبا تكلا: تهنئة، احتفال بالعام الجديد، عام ميلادي جديد، عام سعيد - رموز دينية وأعياد - مُستخدمة بتصريح.

St-Takla.org Image: Greeting, happy new year, holiday, new year icon - Religious and celebration symbols - used with license.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تهنئة، احتفال بالعام الجديد، عام ميلادي جديد، عام سعيد - رموز دينية وأعياد - مُستخدمة بتصريح.

اجعلوا البشاشة إحدى صفاتكم المحببة، التي تجذب الناس إلى الدين.

بشاشتكم هي بشارة مفرحة، تشعر الناس بأن الدين يحمل سلامًا في القلب. ويذكرهم بقول الرسول "افرحوا في الرب كل حين. وأقول أيضًا افرحوا" (في 4: 4).

لم يكن عمل السيد المسيح فقط، هو الخلاص الذي قدمه بدمه على الصليب. إنما كان يحمل فرحًا لكل من يقابله. ولعل هذا يظهر في قول الكتاب عنه إنه:

"كان يجول يصنع خيرًا..." (أع 10: 38).

كان يوزع الخير على الناس. وكل من تقابل معه نال منه خيرًا. أليس هو القائل: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم " (مت 11: 28). وأنت أيضًا ليكن لك هذا الأسلوب الذي للسيد المسيح.

إن لم تستطع أن تقدم الخير عملًا، فقدمه قولًا، كبشارة طيبة.

حتى أن الناس يستبشرون بك. كما قال داود النبي عن أخميعص بن صادوق: "هذا رجل صالح، ويأتي ببشارة صالحة" (2 صم 18: 27). لذلك لا تعقد الأمور أمام أحد من الناس، مهما كانت حالته سيئة... بل في وسط الظلمة، افتح له طاقة من نور، طاقة رجاء. واحذر من أن تسبب يأسًا لأحد. أو تجلب ضيقة لنفسه.

لتكن نفسك من النفوس المريحة. كل من يستمع إليك يستريح.

إن النفوس المريحة تستطيع أن تريح غيرها. ودائمًا يلجأ الناس إليها ليستريحوا... لا بكلام الملق أو مجرد مجاملة، بل بالروح والحق، وبتعليم جميل من الكتاب ومن سير القديسين. بعكس نفوس أخرى تعقد الأمور. ومن يجلس إليها، يخرج وهو يردد المزمور "كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه..." (مز 3: 2). مثلهم مثل أصحاب أيوب الصديق، الذين قال لهم "معزون متعبون كلكم" (أي 16: 2).

إن مجرد الملامح المريحة، تريح الناس.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

كما يطلب المصور من الناس أن يبستموا قبل تصويرهم، لكي تكون ملامحهم مريحة ومقبولة. ومثلما نرى طفلًا مبتسمًا، يشع النور من وجهه، فيفرحك وتبتسم أنت أيضًا... إن الشخص الذي يرى رئيسه ملامحه متجهمة، يهرب من لقائه ولا يتوقع خيرًا. أما إن قابله ببشاشة أو بابتسامة، فإنه يرى أن بشاشته تحمل بشارة طيبة.

ليكن كل من يراكم يستبشر خيرًا، ويسعد أنه بدأ يومه بوجوهكم البشوشة.

حتى دون أن تقولوا له خبرًا طيبًا... إنما مجرد لقياكم يكون في حد ذاته بشارة مفرحة... قولوا للناس: إن الله قد خلق الإنسان ليسعد. وحينما خلقه وضعه في جنة. ويريد له بعد الموت أن يذهب إلى فردوس النعيم. إذن يا رب، فليكن لنا كقولك.

القلب المملوء بالرجاء، دائمًا توجد في قلبه بشارة مفرحة.

فالرجاء الذي في قلبه، ينقله تلقائيًا إلى الناس. والفرح الذي في قلبه، والذي يظهر تلقائيًا في ملامحه، ينتقل أيضًا إلى غيره. وما أجمل ما قاله أحد الآباء للقديس الأنبا أنطونيوس "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبي"...

حتى في وسط الضيقات، لم يفقد الآباء فرحهم. وفي ذلك يقول بولس الرسول عن نفسه وعن شركائه في الخدمة "كحزانَى، ونحن دائمًا فرحون... كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء..." (2 كو 6: 10).

بشارة مفرحة هي قول الرب "كل شيء مُستطاع للمؤمن" (مر 9: 23).

وهكذا قال بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13). البشارة المفرحة التي تحملها للخاطئ، ليست في أن يستهين بحالته. وإنما بأن نقول له إن الله قادر أن يخلصه من خطيته. وعليه أن يبدأ بالتوبة، والنعمة ستساعده...

في أول سقطة للبشر. وفيما الله يعاقب الإنسان قدم له بشارة مفرحة.

فقال له إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية (تك 3: 15). عجيب هذا: وعد بالخلاص في نفس لحظة العقوبة. وهكذا جاء السيد المسيح من نسل المرأة، مولودًا من امرأة تحت الناموس، ليفدى الذين تحت الناموس (غل 4: 4-5) ويسحق رأس الحية.

نعم. هذه هي بشارة الميلاد المفرحة: "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو 2: 11).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-5-annunciation/bring-good-news.html

تقصير الرابط:
tak.la/45k38w6