St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   pamphlet-10-angels
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الملائكة - البابا شنوده الثالث

19- الشيطان كان من الكاروبيم وسقط ومعه ملائكة كثيرين

 

الشيطان

لم يخلقه الله شيطانًا. لكنه كان واحدًا من الكاروبيم. وبسقوطه صار شيطانًا أي مقاومًا ومعاندًا لله.

قال الله عنه أنت الكاروب المنبسط المظلل" (حز 28: 14، 16).

وقال في صفاته "أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة، وكامل الجمال" "أقمتك على جبل الله المقدس. كنت بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خُلقت، حتى وجد فيك إثم" (حز28: 12، 14-15). إنها مأساة في السقوط!

هكذا كانت مرتبته العالية وصفاته المجيدة، إلى أن سقط.

St-Takla.org           Image: Lucifer, the Morning Star, the Fallen Angel صورة: لوسيفر، زهرة بنت الصبح، الملاك الساقط

St-Takla.org Image: Lucifer, the Morning Star, the Fallen Angel

صورة: لوسيفر، زهرة بنت الصبح، الملاك الساقط

وقد سقط هذا الكاروب (الشيطان) عن طريق الكبرياء.

وقصة سقوطه وردت في سفر اشعياء النبي، بقول الكتاب عنه وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السماوات. أرفع كرسي فوق كواكب الله... أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلي" (أش 14: 13-14). وقيل عنه في سفر حزقيال النبي "قد ارتفع قلبك لبهجتك. أفسدت حكمتك لأجل بهائك" (حز 18: 17).

وبسقوط الشيطان، أسقط معه كثيرة من الملائكة.

وصار أولئك من قواته وجنوده. صاروا شياطين مثله، مقاومين لله. ولقبهم الكتاب باسم "أجناد الشر الروحية" (أف6: 12). وكان منهم بعض الرؤساء والسلاطين.

على أن الكتاب لم يذكر أن أحدًا قد سقط من طغمة العروش (الكراسي) لأنهم يرمزون إلى الحلول الإلهي، ولا من طائفة السارافيم، لأنهم يمثلون التسبيح والحب الإلهي من اسمهم الذي يعني المتقدون بالنار، أي المشتعلون (بالحب).

وبسقوط الشيطان فقد محله في السماء ونزل إلى الأرض.

وفي ذلك يقول سفر الرؤيا "وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين. وحارب التنين وملائكته ولم يقووا. فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء، فطُرح التنين العظيم الحية القديمة، المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طُرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته" (رؤ12: 7-9). تصدى له رئيس الملائكة ميخائيل بجيش من الملائكة الأبرار وهزمه، وطرحه من السماء إلى الأرض، مع ملائكته الأشرار.

وبسقوط هؤلاء الملائكة -وهم أرواح- تلقبوا بعد ذلك بالأرواح النجسة (مت10: 1)، أو بالأرواح الشريرة (أع 19: 12). وأحيانًا بالأرواح المضلة (1 تي 4: 1).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وإن كان الشياطين بسقوطهم قد فقدوا نقاوتهم، إلا أنهم لم يفقدوا طبيعتهم كملائكة وما لها من قوة.

ظهرت قوة الشيطان مثلًا في تجربته لأيوب الصديق. إذ استطاع أن يُسقط نار من السماء، فأحرقت الغنم والغلمان. واستطاع أن يثير ريحًا شديدة جاءت من عنبر القفر وصدمت زوايا البيت حيث كان بنو أيوب يأكلون، فسقط البيت على الغلمان فماتوا (أي 1: 16، 19).

وأستطاع الشيطان أيضًا أن يضرب أيوب بقُرح رديء من باطن قدمه إلى هامته. فأخذ شقفة يحتك بها (أي 2: 7-8).

كما أن شيطانًا اعترض جبرائيل الملاك 21 يومًا، وهو ذاهب لإنقاذ دانيال النبي، وعطله إلى أن أعانه ميخائيل رئيس الملائكة (دا 10: 12-13).

وشياطين كورة الجدريين (لجيئون) أمكنهم الدخول في الخنازير، واغرقتها في البحر (لو8: 33).

كذلك تظهر قوتهم في السحر، ومعاضدة أعمال السحرة.

كما أن الشيطان له عمل في الخداع والتضليل.

كما قال القديس بولس الرسول "لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو 11: 14). وله في هذا المجال قصص عديدة مع القديسين: مثال ذلك أنه ظهر مرة لأحد آباء البرية وقال له "أنا جبرائيل الملاك أرسلت إليك"، فرد عليه القديس باتضاع: "لعلك أرسلت إلى غيري وأخطأت الطريق. أما أنا فإنسان خاطئ لا استحق أن يظهر لي ملاك". للاستزادة يمكن أن تقرأ كتابنا (حروب الشياطين).

وقد قال الرب عن الشيطان أنه "كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44)

وأعمال آخر كثيرة عملتها الشياطين إذ صرعت كثيرًا من البشر، ولذلك أعطى الرب لتلاميذه سلطانًا أن يخرجوا الشياطين (مت10: 1). وعلى الرغم من قوة الشيطان أعطانا الرب سلطانًا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو (لو 10: 19).

وفي كتاب حياة القديس أنطونيوس (الذي كتبه القديس أثناسيوس) توجد عظة طويلة قالها عن ضعف الشياطين.

ولعل أخطر ما سيقوم به الشيطان هو مساعدته للمقاوم (ضد المسيح) Anti Christ الذي سيسبب الارتداد العام في آخر الزمان. هذا الذي قال عنه القديس بولس الرسول "الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" " الذي سيبيده الرب بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه" (2تس 2: 8-10).

أما نهاية إبليس فهي البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.

وفي ذلك يقول سفر الرؤيا "وإبليس الذي كان يضلهم، طرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب. وسيعذبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين" (رؤ 20: 10).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-10-angels/satan.html

تقصير الرابط:
tak.la/cdsm38t