بداية خاطئة
"رأى موسى رجلًا مصريًا يضرب رجلًا عبرانيًا من أخوته فالتفت إلي هنا وهناك، ورأي أن ليس أحد فقتل المصرى وطمره في الرمل" (خر 2: 11، 12).
إنه موقف قد يصفه البعض بالبطولة العلمانية.
ولكننا نلاحظ أن موسى هنا قد وقع في عدة أخطاء:
1 - تدخل بذاته، دون دعوة إلهية، ولا حتى بشرية.
2 - تصرف بفكرة البشرى كرجل عسكرى، معتمدًا على ذراعه البشري.
3 - استخدم العنف، وقتل إنسانًا، وقام الخطأ بخطأ.
4 - اشتغل في الخفاء في الظلام، لذلك حينما انكشف الأمر ووصل إلي سمع فرعون، "خاف موسى... وهرب من وجه فرعون، وسكن في أرض مديان" (خر 2: 14، 15).
وهكذا أخطأ موسى، وفشل وهرب.
ولكن الله لم يرفضه بسبب خطئه.
بل نظر الرب إلي غيرته المقدسة، وأعطاه فرصة لإصلاح أخطائه وتهذيب وسيلته، دون أن يرفضه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... وأدخله في مجال التدريب الروحي، إلي أن يأتي الوقت المناسب الذي يتدخل فيه الله نفسه لإنقاذ الشعب.
وهنا نرى في سلوك موسى خطأين أساسين:
خطأ في الطريق وخطأ في تحديد الموعد.
شرحنا الخطأ في الأسلوب والوسيلة والطريقة، أما عن الموعد:
ففرعون لم تكمل آثامه وكأس غضبه، لينتقم منه...
وكذلك الأمم الذين سيطردهم أمامهم، لم تمتلئ بعد كأس غضبهم.
وموسى نفسه لم يكمل وقت إعداده وتهيئته للخدمة.
وعندما يأتي الوقت المناسب، الذي يكمل فيه كل هذا، سيعمل الله بنفسه، وبقوة عجيبة، وسيستخدم موسى أيضًا.
ولكن موسى آخر غير هذا الأمير!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/wrong-start.html
تقصير الرابط:
tak.la/sf5fj85