St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   moses-pharaoh
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب موسى وفرعون - البابا شنوده الثالث

13- عناصر الجدة في حياة موسى

 

عناصر الجدة

 

1 - تحول من موسى الذي يندفع إلي العمل بلا دعوة.

إلي موسى الذي يدعوه الله، فيعتفي من الدعوة.

وجه الله إليه الدعوة عدة مرات، وفي كل مرة يتهرب منها ويقدم أعذارًا، حتى غضب الله من هذا الرفض المستمر (خر 3: 1 إلي 4: 14).. بينما كان الله يدعوة إلي عمل طالما اشتهاه هو من قبل، ودفع نفسه إليه. فما السبب الذي جعله يعتفى الآن؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2 - لقد تحول من موسى الواثق بقدراته.

إلي موسى الذي يقول "مَنْ أنا؟"

في الأول كان يثق بنفسه، وبانه يقدر أن يخلص العبراني من المصرى. وقد فعل ذلك في عملية فردية... كما كان يظن أنه يقدر أن يقضى بين اثنين متخاصمين من العبرانيين (خر 2: 11 - 13). أما الآن فأنه يقول للرب (مَنْ أنا حتى أذهب إلي فرعون وحتى أُخْرِج بني إسرائيل من مصر) (خر 3: 11).

إذا وصل الإنسان إلي عبارة "مَنْ أنا؟"، يكون قد وصل إلي عنصر التواضع اللازم للخدمة.

وما كان موسى يستطيع أن يقول "من أنا؟!" وهو في القصر! لأن الأجابة كانت واضحة "أنا ابن ابنة فرعون. أنا الأمير. أن القوى الذي يستطيع".. أما الآن، فإنه استطاع بعد الإعداد الروحي أن يقول "من أنا؟!". لقد أراحه الله من الإعتداد بالنفس...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Moses receiving the rod from God, Coptic art: "And Moses took the rod of God in his hand." (Exodus 4:20). صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي يتسلَّم العصا من الله، فن قبطي: "وأخذ موسى عصا الله في يده" (الخروج 4: 20).

St-Takla.org Image: Moses receiving the rod from God, Coptic art: "And Moses took the rod of God in his hand." (Exodus 4:20).

صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي يتسلَّم العصا من الله، فن قبطي: "وأخذ موسى عصا الله في يده" (الخروج 4: 20).

3 - تحول موسى أيضًا من الإنسان الذي يستخدم العنف والقتل، إلي إنسان حليم جدًا...

قيل عنه فيما بعد "وكان موسى حليمًا جدًا، أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3).

حقًا إن صفة الوداعة، والحلم لازمه للقائد والراعي، وما كان ممكنًا أن يستخدم الله موسى، وهو يضرب ويقتل ويطمر الجثة في الرمل (خر 2: 12).

في هذا التغير الذي تحول إليه موسى، نقول أكثر من هذا:

 لقد تحول موسى من إنسان يغضب ويقتل، إلي إنسان يهدئ غضب الله!!

غضب الرب على بني إسرائيل لما صنعوا لهم عجلًا مسبوكًا، وسجدوا له عبدوه، فقال لموسى "رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن أتركني ليحمي غضبى عليهم وأفنيهم" فتضرع موسى وقال "لماذا يا رب يحمي غضبك على شعبك.." (خر 3: 7 - 12).

معني هذا أن الله قد غضب... وموسى ما كان قد غضب بعد، وبقي يهدئ غضب الله...

ولما رأى الشر العظيم الذي صنعة الشعب، ووبخهم هم وهارون. ولكنه ظل مع ذلك يشفع فيهم أمام الله، ويقول له "قد أخطأ هذا الشعب خطية عظيمة...والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامنحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 31، 32).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4 - لقد اكتسب في فترة الأعداد: الحنو والأحتمال.

فاستطاع أن يحتمل شعبًا صلب الرقبة متمردًا، سنوات طويلة في البرية، يقودهم في رفق، ويشفع في أخطائهم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- بل شفع أيضًا في مريم لما أخطأت إليه وتكلمت عليه فعاقبها الله، فطلب إلي الله من أجلها (عد 12: 1، 13).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5 - وتحول من موسى الذي تهذب بكل حكمة المصريين. إلي موسى الذي يقول أنا ثقيل الفم واللسان.

لقد شهد لعلمه سفر أعمال الرسل (أع 7: 22). ومع ذلك لما أراد الله أن يرسله، أجابة بقوله "لست أنا صاحب كلام، منذ أمس، ولا أول من أمس، ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10).

بدأ موسى يشعر بضعفه، وأنه ليس أهلًا للمسئولية. وصار هذا الشعور هو أكبر مؤهلاته...

لم يستخدمه الله كما كان -وهو أمير- يثق أنه قادر على حل المشكلات، وعلي قضاء بين الناس!! لأنه كان في ذلك الحين يعتمد على قوته وكفاءته، ولا على الله... كان في ذلك الوقت يوصل كلمته إلي الناس، لا كلمة الله.

 أما الآن -وهو يشعر بضعفه- فإنه محتاج إلي قوة الله لتعمل فيه، وتعمل به...

حاليًا، وهو ثقيل الفم واللسان، يحتاج إلي كلمة الله يضعها في فمه، فينقل إلي الناس كلمة الله. ينقلها إلي فرعون، كما ينقلها إلي الشعب...

وهكذا بدأت قصة دعوته، وبدأت معها قصة الخروج.

وحينئذ تراءى له الله...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/diligent.html

تقصير الرابط:
tak.la/t485yph