لا شك أن الأربعين سنة التي قضاها كراعي غنم في البرية قد غيرت الكثير في نفسه. وعلي الأقل أعطته مجالًا للهدوء وللتأمل، وللجلوس مع النفس، وفحص الأمور بتفكير أعمق.
وهذه السنوات الطويلة، لا بُد قد أعطته أيضًا نضوجًا في العمر، وفي الروح، ولم يعد له الاندفاع الأول الذي كان في شخصيته حينما تدخل وقتل المصري...
كذلك لا تنسى تأثير بعده عن القصر الملكي، وعن حياة الرفاهية والغنَى، وعما في القصر من أحاديث وسياسات وتدابير...
ولكن الأهم من هذا كله الإعداد الإلهي، وعمل الروح فيه خلال تلك الفترة...
كان الله يستخدم كل هذه الوسائط الخارجية: البرية، الهدوء، البعد عن القصر، ونضوج السن، طبيعة عمل الراعي... لكي يشكل مختاره، من الداخل، بالصفات التي تؤهل روحيًّا لرسالته التي سيقوم بها.
وإذا بنا بعد هذه الفترة، أمام موسى جديد "خليقته جديدة ".. تنطبق عليه العبارة التي قالها الرسول في (2 كو 5: 17):
الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا.
أختفي موسى الأمير ساكن القصر، وظهر موسى الراعي رجل البرية.
فما هي إذن عناصر الجدة التي ظهرت في شخصيته وصفاته؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/new-man.html
تقصير الرابط:
tak.la/4tsanxr