طفولته
نشأ هذا القديس في بيئة كلها تعب ومشقة، لا توحي بأن هذا الطفل سيحيا حياة روحية بل لا توحي بأنه سيحيا على الإطلاق!
نشأ في شعب مذلول، مسخر بأيدي أعدائه، في عهد فرعون ظالم قاس، أذل هذا الشعب وثقل عليه... ونشأ موسى في بيئة وثنية، أو على الأقل لا تعرف الله الحقيقي، وغارقة في تعدد الآلهة... ومع أنه كان من أسرة كهنوتية، أو صارت كهنوتية فيما بعد، إلا أنه:
كان عمل الكهنوت معطلًا في ذلك الحين...
لا ذبائح ولا مذابح، ولا ممارسات طقسية... بل كان القصد من خروجهم من أرض مصر فيما بعد، أن يعبدوا الرب "كما أرسل الله إلي فرعون قائلًا "أطلق شعبي ليعبدوني.." (خر 7: 16). أي أنهم كانوا في مصر غير قادرين على عبادته...
وكان موسى وأسرته وكل شعبة غرباء في أرض مصر.
ومن هنا كانت الوصية "لا تنس إضافة الغرباء، واذكر أنك كنت غريبًا في أرض مصر" (عب 13: 2)، (تث 10: 19).
ونشأ موسى وهو معرض للموت منذ ولادته.
كان قد صدر أمر من فرعون بقتل كل الذكور الذين يولدون للعبرانيين (خر 1: 16). وكان موسى واحدًا من هؤلاء الأطفال المحكوم عليهم بالموت وقت ولادتهم. فهكذا صدر الأمر للقابلتين...
أكانت هذه بداية لحياة طفل تبشر بخير؟! أم كانت هذه البداية توحي بنهاية للطفل منذ ولادته؟!
ولكن الله لا يهتم بالبدايات، إنما بالنهايات كيف تكون.
وصدق الحكيم حينما قال "نهاية أمر خير من بدايته" (جا 7: 9).
من الجائز أن تكون البداية صعبة ومتعبة، ومع ذلك تكون النهاية طيبة للغاية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولنضرب لذلك مثلًا بيوسف الصديق: ما أصعب البداية: فتي صغير يلقيه أخوته في بئر فارغ، ثم يبيعونه عبدًا للإسماعيليين، ويصير عبدًا في بيت فوطيفار، وعلي الرغم من أمانته تلفق ضده تهمة ظالمة، ويلقي في السجن، ويستمر فيه فترة كفاعل إثم!!.. ومع نظرنا إلي النهايات نجدها عجيبة!!
كل البدايات في قصة يوسف الصديق أوصلته إلي نهاية مجيدة.
فقد جعله الله أبًا لفرعون، وسيدًا لكل بيته، ومتسلطًا على كل أرض مصر" (تك 45: 8). وصار الثاني في المملكة، وأمكنه أن ينقذ مصر بل المنطقة كلها من المجاعة. وبارك الله ابنيه، وصارا سبطين من الأسباط الإثني عشر. ورأى أباه أخيرًا ونال بركته واعتذر له اخوته، وسجدوا عند قدميه.
وعلي الرغم من البدايات المتعبة، فإننا نرى النهايات الطيبة بالإيمان. وهكذا قصة موسى تبدأ بالإيمان.
وهكذا يقول القديس بولس الرسول في شرحه لقصة موسى "بالإيمان موسى بعدما ولد، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهما رأيا الصبي جميلًا.، ولم يخشيا أمر الملك. بالإيمان لما كبر أبي أن يدعي ابن ابنة فرعون.." (عب 11: 23، 24).
إن قصة مولده، كانت إذن قصة إيمان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/childhood.html
تقصير الرابط:
tak.la/92wgd94