مساومة
بالإضافة إلي قسوة فرعون، عدم وفائه بعهوده...
كان فرعون أيضًا رجل مساومة!
كانت الضربات شديدة عليه. وكان المطلوب منه واضحًا فدخل في أدوار من المساومة. ويقول الكتاب إنه كان "يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب" (خر 8: 29). فما هي مُخَاتلته ومساوماته؟
1 - قال: اذهبوا واذبحوا لا لهكم في هذه الأرض (خر 8: 25).
وواضح أنه كان يقدم لهم حلًا مستحل التنفيذ. لأنهم إن ذبحوا العجول أمام المصريين، وهي من عبادتهم،، فسيرجهم المصريون. وكان موسى صريحًا في رده على فرعون قائلًا "لا يصلح أن نفعل هكذا... أفلا يرجموننا؟! نذهب سفر ثلاثة أيام سفر في البرية، ونذبح للرب إلهنا".
كيف نعبد الرب في أرض غريبة (مز 137).
فدخل فرعون في المساومة الثانية وقال:
2 - أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية، ولكن لا تذهبوا بعيدًا. صليا لأجلي" (خر 8: 28). فلما زالت الضربة بصلاتهما "أغلظ فرعون قلبه يطلق الشعب" (خر 8: 32).. واستمرت الضربات...
3 - وعاد فرعون يساوم من الذين يذهبون (خر 10: 8).
إنه يسمح بأن يطلق الرجال فقط ليذبحوا للرب. أما موسى النبي فقال "نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا، بغنمنا وبقرنا. لأن لنا عيدًا للرب" (خر 10: 9)
إن موسى لا يتساهل في حق الله، ولا في حق الشعب.
الشعب كله يذهب ليعبد الرب في البرية. ورفض فرعون. وقال "اذهبوا أنتم الرجال..". وأصر موسى وهرون "فطردا من لدن فرعون" (خر 10: 11). وهنا نرى معاملة فرعون قد تغيرت. فبعد أن كان يتوسل إلي موسى أن يصلي لأجله هو وهرون، نجده الآن يطردهما من أمامه.
ولم يكن عناده في صالحه، فعادت الضربات.
واضطر فرعون أن يستدعي هذين اللذين طردهما ويقول لهما، "أخطأت... اصفحا عن خطيتى. صليا إلي الرب ليرفع عني هذا الموت". فصليا عنه، وارتفعت ضربه الجراد، وبقي عناد فرعون. فحلت ضربة الظلام...
وعاد فرعون ساوم فقال:
4 - "اذهبوا لتعبدوا الرب. أولادكم أيضًا تذهب معكم. غير أن غنمكم وبقركم تبقى" (خر 10: 24).
ولكن فرعون المساوم كان يتعامل مع موسى النبي الذي لا يقبل مساومة في الحق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقال أنه لا بُد أن تكون الأغنام والبقر معهم، لأن منها يقدمون ذبائح للرب. وأجاب فرعون بحزم "تذهب مواشينا معنا. لا يبقي منها ظِلْف. لأننا نأخذ لعبادة الرب إلهنا" (خر 10: 26).
وهكذا نجد الرجل الطيب، يتكلم بحزم، إنه تكامل الشخصية.
الإنسان الطيب الذي يتشفع في فرعون ويصلي لأجله لترفع عنه الضربات، ناسيًا أخطاءه السابقة، نراه في وقت الحزم حازمًا. لا يتساهَل. نخرج كلنا، الصغير والكبير، الغنم والبقر... لا يبقي ظِلْف. ما أحزم عبارة "لا يبقي ظِلف" يقولها موسى لفرعون الطاغية والجبار، ولا يبالي بأن يطرده فرعون من قدام وجهه، أو يهدده بالقتل.
5 - وهنا وصل غضب فرعون على موسى إلي قمته.
فرفض الطلب، وقال لموسى "اذهب عني احترس. لا ترى وجهي بعد. أنك يوم ترى وجهي تموت"، وقبل موسى هذا التهديد في هدوء وأجابه "نعمًا قلت. أنا لا أعود أري وجهك أيضًا" (خر 10: 28، 29).
وكان تهديد فرعون لموسى بالموت، هو ضد فرعون نفسه.
إن فرعون - برفضه لقاء موسى وإلا يموت، فقد شفاعة موسى النبي عنه، وفقد وساطته لدى الله، وفقد البركة والصلاة... واقترب فرعون من نهايته.
كيف كانت تلك النهاية، نهاية العناد والقسوة والمساومة، نهاية الصراع بين موسى وفرعون؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/bargaining.html
تقصير الرابط:
tak.la/g6nb27c