الفصل الثالث: المحبة الضارة
محبة تسبب ضررًا
لا شك أن المحبة هي الفضيلة الأولى في المسيحية. وقد جعلها السيد المسيح علامة للمسيحيين فقال "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض" (يو 13: 35). والقديس بولس فضل المحبة على الإيمان والرجاء فقال "هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة" قال "إن المحبة لا تسقط أبدًا" (1كو 13: 13، 8).
ومع ذلك فقد توجد محبة ضارة. ويذكرنا هذا بقصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي، حين أحضروه إلى رومية، لكي يُلْقَى إلى الأسود الجائعة فتأكله. فلما عرف ذلك المسيحيون في رومية، أرادوا أن يخطفوه لينقذوه من الموت، فأرسل لهم القديس أغناطيوس رسالة روحية مؤثرة، منعهم من ذلك قائلًا:
"أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررًا".
لقد وصل إلى نهاية المطاف في غربته في هذا العالم، وعما قليل سينال إكليل الشهادة ويصل إلى الفردوس ولكنهم بخطفهم له -ولو بعامل المحبة- سيعطلون مسيرته عن الوصول إلى تلك المتعة الروحية، التي تنتظره بعد الاستشهاد... فتكون محبتهم له ضارة روحيًّا.
ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بعيدة عن الروح، أو تتصف بالذاتية، أو متعارضة مع محبة الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/harm.html
تقصير الرابط:
tak.la/5smxh8p