المحبة الكلية، هي الله نفسه.
الله هو الحب الكلي. الحب الذي لا يُحَد، الذي كله قداسة. لذلك من ليس فيه حب، ليس الله فيه. ولذلك فإن أولاد الله مشهورون بالمحبة، لأن الله يسكن فيهم وفي شرح كل ذلك، قال القديس يوحنا الرسول "الله محبة. ومَن يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه (1 يو 4: 16).
المحبة موجودة منذ الأزل، واستمرت قبل الخطية.
أزلية المحبة واضحة لأن الله محبة، والله أزلي. ومن محبة الله لم يشأ أن يكون وحدة، لذا من جوده وكرمه أوجد مخلوقات تحيا معه. فخلق الملائكة قبلنا. وكانت المحبة تربط الملائكة بعضهم ببعض. وكما قال أحد الآباء "لو وقف عسرة آلاف من الملائكة معًا، لكان لهم جميعًا رأي واحد"... وكما كان الملائكة يحبون بعضهم بعضًا هكذا كانوا يحبون الله أيضًا (وقبل خطية إبليس) ولذلك يقول داود النبي في المزمور (باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمرة عند سماع صوت كلامه) (مز 103: 20).
وهكذا كانت المحبة هي الأصل في العلاقات الإنسان الأول.
كانت المحبة كاملة بين الله والإنسان قبل الخطية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكانت المحبة بين آدم وحواء طاهرة نقية، فيها التعاون والثقة. بل كانت المحبة كائنة بين آدم والحيوانات. لا هو يصيدها، ولا هي تؤذيه... وفي ظل المحبة لم يكن يوجد الطبع الوحشي والافتراس في صفات بعض الحيوانات، بل كان الكل أليفًا... وكان آدم يحب الحيوانات، ويسميها بأسماء.
ونفس الوضع تكرر في قصة أبينا نوح والفلك. حيث كان الفلك يعي جميع الحيوانات، وهو الذي ادخلها إليه، وكان يرعاها فيه.
إذن المحبة هي الأصل، والبغضة دخيلة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/eternal.html
تقصير الرابط:
tak.la/ttw288x