St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث

4- المحبة الحقيقية

 

والمحبة الحقيقية لها قوتها ولا تنهار.

يقول الكتاب "المحبة قوية كالموت... مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارًا" (نش 8: 6، 7) ويقول الرسول "المحبة لا تسقط أبدًا" (1كو 13: 8). لهذا فكل فضيلة تؤسس على المحبة، تكون راسخة. وكل علاقة تُبْنَى على المحبة تبقى قوية ولا تتزعزع.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ولهذا قال الرب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26).

إن الله يريد القلب، يريد الحب، وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية. فالعبادة الخالية من الحب، قد رفضها الله. وقال "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (أش 29: 13)، (مت 15: 8). وقال للشعب الذي يصلي ويقدم ذبائح، بينما لا يحب الله ولا القريب (لا تعودوا تأتون إلى بتقدمه باطلة. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي، صارت على ثقلًا، مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش 1: 13- 15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية.

St-Takla.org Image: The Revelation to Saint John the Apostle صورة في موقع الأنبا تكلا: رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي و الرسول

St-Takla.org Image: The Revelation to Saint John the Apostle

صورة في موقع الأنبا تكلا: رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي والرسول

وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18). وقد ذكر لنا الرب مثل السامري الصالح، وكيف كانت محبته عملية، فيها الاهتمام والعناية والإنفاق (لو10). والله نفسه -تبارك اسمه- محبته لنا عملية، فيها الرعاية الكاملة. خلق كل شيء أولًا من أجلنا، ثم خلقنا بعد ذلك لنتمتع بأعمال عنايته. ولا يزال يرعانا. وفي عمل الفداء نقرأ عبارة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل..." (يو 3: 16). وأيضًا "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8).

إذن فالمحبة التي لا تعبر عن ذاتها علميًا، ليست هي محبة حقيقية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومحبتا لله، يجب أن نثبتها علميًا بحفظ وصاياه.

فالله لا يقول فقط "يا ابني أعطني قلبك" إنما يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناك طرقي) (أم 23: 26).

والسيد المسيح يقول (انتم أحبائي، إن فعلتم ما أوصيتكم به) (يو 15: 14) أن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، واثبت في محبته (يو 15: 10) والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني (يو 14: 21).

فلا تقل إني أحب الله، بينما أنت تكسر وصاياه.

هوذا القديس يوحنا الرسول يقول "مَن قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله" (1يو2: 4-5) (كل من يثبت فيه لا يخطئ لم يبصره ولا عرفه) (1يو 3: 6). فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة (1 يو 5: 3).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والمحبة لها صفات تميزها، شرحها الرسول:

فقال (المحبة تتأنى، وترفق، المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدًا) (1كو 13: 4- 8).

ألستُ ترى معي أنها منهج طويل شامل، وإن تناولناه بالتفصيل نقطة نقطة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المحبة لا بُد أن تشمل محبة الخير

ففعل الخير وحده لا يكفي، وربما لا يكون فضيلة. فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف... وهناك من يفعل الخير لمجد أن ينال عنه مديحًا من الناس أو مكافأة... ومن يفل الخير رياء لمجرد حب المظاهر. وغيره قد يفعل الخير وهو متذمر في قلبه. فظاهر شيء. وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا.

وأما الإنسان الفاضل فهو الذي يحب الخير، حتى إن لم تساعده إمكاناته على فعله. وإن فعل الخير لا يقصد من وراءه مكافأة. بل يجد لذة في فعل الخير، ويعمل ذلك حب... الدافع الأساسي الذي يدفعه هو محبة الخير.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إن نَقُصَت هذه المحبة، تنتج رذائل كثيرة:

نقص المحبة يوجد البغضة والكراهية. وقد تتسبب عن ذلك أيضًا الشماتة والفرح بالإثم. وقد قال الكتاب "لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17).

ومن نتائج نقص المحبة أيضًا: الغضب والحقد. وقد يتطور الأمر إلى الشتيمة والضرب والقتل، والإدانة والتشهير وإشاعة المذمة. ومن نقص المحبة أيضًا الحسد والكبرياء والتعالي، وعدم الاحتمال، والقسوة...

أما نقص المحبة من جهة الله، فيظهر في أمور عديدة منها إهمال الصلاة والكتاب والكنيسة، وعد الشعور بالوجود في حضرة اله، وعدم الفرح بالسماء...

كذلك محبة العالم، دليل على نقص المحبة نحو الله.

يقول القديس يعقوب الرسول: "محبة العالم هي عداوة لله" (يع 4: 4). ويقول القديس يوحنا الرسول: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. وإن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 2: 15، 16).

وتدخل في محبة العالم أيضًا: محبة المال، ومحبة المجد الباطل، ومحبة المادة ومحبة الذات. وكل هذه ضد محبة الله وضد محبة الخير.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/true.html

تقصير الرابط:
tak.la/h4chqgt