إن كنت تحب نفسك حقًا، حاول أن تبنيها من الداخل، من حيث علاقتها بالله، والمحبة التي تربطها بالكل. بأن تنكر ذاتك ليظهر الله في كل أعمالك. وتنكر ذاتك لكي يظهر غيرك. وتصلب ذاتك لكي يحيا الله فيك. وتقول "مع المسيح صلبت، لكي أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). وهكذا تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات (غل 5: 24).
تقهر ذاتك، وتغلب ذاتك... وبهذا الانتصار على النفس، تحيا نفسك مع الله. الذي يقودك في موكب نصرته (2كو 2: 14). وهنا تكون المحبة الحقيقية للنفس أما المظاهر العالمية من عظمة وشهرة. لذة ومتعة وحرية خاطئة، فلن توصلك إلى البناء الحقيقي للنفس.
المهم أن تجد نفسك في الله، وليس في العالم.
تجدها لا في هذا العالم الحاضر، وإنما في الأبدية.
تبني نفسك بثمار الروح (غل 5: 22، 23). التي تظهر في حياتك. وذلك بأن تكون غصنًا ثابتًا في الكرمة الحقيقية يعطي ثمرًا، والرب ينقيه ليعطي ثمرًا أكثر (يو 15: 1، 2)... أي ينقيه من الشهوات والرغبات المهلكة للنفس، التي يجب أن تبغضها لتحيا مع الله، واضعا أمامك قول الرب:
"ومَن يبغض نفسه في هذا العالم، ويحفظها إلى حياة أبدية" (يو 12: 25).
وهنا كلمة "يبغض نفسه" تعني يقف ضد رغباتها، ولا يطاوعها في كل ما تطلب، ولا يجعلها تسير حسب هواها، بل يقمعها ويستعبدها (1كو 9: 27)... حتى بهذا تتطهر من كل دنس. وتكون هذه هي المحبة الحقيقية للنفس.
والعجيب أن هذا النوع يفتخر بنفسه ويقول في تحطيمه للغير: أنا إنسان مُقَاتِل I am a fighter علما بأن الهدم أسهل من البناء. وكما يقول المثل "البئر الذي يحفره العاقل في سنة، يمكن أن يردمه الجاهل في يوم".
هناك أشخاص يظنون أنهم يحققون ذواتهم بالحرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/build.html
تقصير الرابط:
tak.la/9spaf9a