إن (زيارات النعمة) تمر على البيوت الجميع، ولم تغفل أحدًا، بل كل خاطئ كان له نصيب منها..!
قيل عنه إنه كان يجول يصنع خيرًا (أع 10: 38) يفتش عن النفوس الضائعة، مهما كانت حالتها تدعو إلى اليأس. وهنا نقول قاعدة هامة وهي:
إن الله لا ييأس مُطلقًا من خلاص الناس، مهما يئسوا هُم...
الله دائمًا يعمل، ويعمل مع الكل. ليس فقط مع المريض روحيًا، وإنما حتى مع الميت الذي قد أنتن (يو 11: 39)، حتى مع اللص في آخر ساعات حياته على الأرض (لو 23: 43)، حتى مع رئيس العشارين، زكا..! ومع السامرية التي عاشت مع خمسة (أزواج)!! (يو 4: 18).
وهو يبحث عن هذه المرأة الضائعة، ويجذبها إلى التوبة...
هو الذي ذهب إلى البئر حيث تستقي. وهو الذي دبر المقابلة بحكمته، ورتب موعد اللقاء. وهو الذي جر الحديث معها، وكلهما عن الماء الحي، وهو الذي فتح الموضوع وشجعها على الاعتراف وهو الذي نطق باعترافاتها الصعبة حتى لا تحرج، وقبل منها مجرد الموافقة ولم يبال في كل ذلك بأن اليهود لا يعاملون السامريين" ولا بأن تلاميذه "كانوا يتعجبون من أنه يتكلم مع امرأة" (يو 4: 9، 27).
حقًا كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم عن محبة الله:
إن الله يجول ملتمسًا لخلاصنا، ولو دمعة تسكبها... يأخذ هل الله -قبل أن يخطفها شيطان المجد الباطل- ويجعلها سببًا لخلاصك... حقًا أنه لا يوجد أحن من قلب الله علينا... أحن منا على أنفسنا! إنه هو الذي قال: "بسطت يدي طول النهار إلى شعب معاند ومقاوم" (رو 10: 21، أش 65: 2) حتى إلى هذا الشعب المتمرد السائر وراء أفكاره، بسط الله يده، طالبًا خلاصه..! ولعل هذا يذكرنا بمثل الزارع.
لقد قبل الرب دموع المرأة الخاطئة، وقال لها مغفورة لك خطاياك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقال للمتكئين إن خطاياها الكثيرة قد غفرت لها لأنها أحبت كثيرًا. وشرح كيف أنها كانت أفضل من الفريسي...
هذه الدموع أمام الله محت كل الماضي الأثيم الذي للمرأة.
لم يذكر لها كل خطاياها القديمة، أمام هذا الانسحاق الحاضر. حقًا ما أجمل قول الرب عن خطايانا "لا أعود أذكرها".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/visits.html
تقصير الرابط:
tak.la/j7nwqak