ولعل سبب خلط السبتيين بين السيد المسيح والملاك ميخائيل، فهو أن الله - بكونه غير مرئى لم يره أحد قط (يو 1:18) لذلك كان يظهر في بعض الأحيان كملاك، وهناك أمثلة على ذلك منها:
* ظهوره لهاجر حين هربت من وجه مولاتها، سارای فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها وقال لها ملاك الرب: تكثيرًا أكثر نسلك، فلا يعد من الكثرة (تك 16: 9، 10). وهذه طبعًا ألفاظ لا يتكلم بها إلا الله وحده، ولا يستطيع أن ينطق بها رئيس ملائكة. لذلك يقول الكتاب بعد ذلك إن سارة دعت اسم الرب الذي تكلم معها أنت إيل رئى، لأنها قالت "أههنا رأيت بعد روية" (تك 13:16) أي رأت الله.
* أيضًا في تقديم إبراهيم ابنه إسحق محرقة، قال له ملاك الرب: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عنى (تك 22:12) ونادى ملاك الرب ثانية من السماء وقال: "بذاتى أقسمت يقول الرب أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك: أبارك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي" (تك 22: 15-18). وهذا الكلام هو وعد من فم الرب ذاته، ولكنه صدر كما لو كان من فم ملاك الرب..! هنا الله يتكلم كملاك، ولكنه ليس ملاكًا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* كذلك ظهور الله لموسى النبي في العليقة حيث ظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط العليقة... "فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة... وقال... اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة. ثم قال: أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه، لأنه خاف أن ينظر إلى الله.." (خر 3: 2-6). وهنا ظهر الله كملاك بلهيب نار في وسط العليقة. ولكنه لم يكن ملاكا بل ظهر كملاك.
* في سفر القضاة أيضًا يقول الكتاب "وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم وقال: قد أصعدتكم من مصر، وأتيت بكم إلى الأرض التي أقسمت لآبائكم وقلت لا أنكث عهدى معكم إلى الأبد" (قض 2: 1). هنا ملاك الرب. ولكن الكلام هو كلام الله.
* أيضًا ظهور الرب في هيئة ملاك الرب لجدعون (قض 6: 11). "وقال له الرب أني أكون معك، وستضرب المديائيين كرجل واحد" (قض 6: 16). وبعد أن قبل منه الذبيحة خاف جدعون لأنه رأى ملاك الرب وجهًا لوجه "فقال له الرب: السلام لك لا تخف. لا تموت. فبنى جدعون هناك مذبحا للرب ودعاه يهوه شلوم" (قض6: 23، 24) أي الله سلام... وهنا أيضًا يظهر الله كملاك الرب، ويتكلم كإله.
* ونفس الوضع حينما ظهر الله كملاك الرب لمنوح وامرأته ووعدهما بأنهما سيلدان ابنا هو شمشون. فلما قدما له المحرقة، "وصعد ملاك الرب في لهيب المذبح ومنوح وامرأته ينظران، سقطا على وجهيهما إلى الأرض... فقال منوح لأمرأته نموت موتًا لأننا قد رأينا الله فقالت امرأته لو أراد الرب أن يميتنا، لما أخذ من يدنا محرقة وتقدمه" (قض 13: 20-23).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yyg2sz3