كم زارَت النعمة بيوتًا كثيرة، ووجدت أبوابها مغلقة!!
وكم قرعت النعمة على الأبواب. ولكن الأبواب لم تفتح لها!!
فماذا كانت النتيجة؟ قالت العروس "حَبِيبِي تَحَوَّلَ وَعَبَرَ. نَفْسِي خَرَجَتْ عِنْدَمَا أَدْبَرَ. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. دَعَوْتُهُ فَمَا أَجَابَنِي" (نش 5: 6). لم ترحب النفس بزيارة النعمة، فضاعت الفرصة منها.
وفي مرة أخرى، إحدى مدن السامرة أغلقت بابها في وجه الرب.
فقدت الفرصة في هذه المرة (لو 9: 52، 53) ولكن الرب عاد فافتقد السامرة ودخلها في مرة أخرى، ونالت نعمة الإيمان به (يو 4: 42) حقًا إن النعمة لا تيأس من خلاص الخطاة. قد يرفضون فتتابعهم...
كَمْ من أناس زارتهم النعمة، فلم يشعروا بها. أو شعروا وأهملوا!!
النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه (يو 1: 5) أو أن الناس "أحبوا الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19) "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 1: 11)
أنت بلا عُذر أيها الإنسان. فالنعمة تأتيك...
ولكن الأمر يتوقف عليك. تدرك مجيئها أو لا تدرك. تقبلها أو لا تقبل. تفتح لها قلبك أو لا تفتح أو لا تعمل. إن أمرك في يدك. لك الحق أن ترفض. ولكنك قد تندم، وتقول "حبيبي تحول وعبر. نفسي خرجت عندما أدبر".
النعمة افتقدت اللص على الصليب في آخر ساعات حياته.
فقبلها، وفتح قلبه لها، وآمن واعترف بإيمانه. وصرخ قائلًا "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لو 23: 42) بعكس زميله الذي كان معلقًا معه. وظل يجدف حتى هلك... ولم يَسْتَجِب كزميله الذي تأثر بما كان يحدث..!
النعمة انتشلت أناسًا كانوا كجمرات مشتعلة في النار (زك 3: 2) افتقدتهم النعمة. قد كادوا أن يحترقوا، ولكن النعمة انتشلتهم في آخر فرصة. عملت من أجلهم بقوة. وما كانوا يعملون لأجل أنفسهم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
النعمة افتقدت شاول الطرسوسي، وما كان هو يطلب النعمة!
قال له الرب "صعبٌ عليك أن ترفس مناخس" (أع 9: 5). وماذا كانت تلك المناخس سِوَى النعمة التي كانت. تنخسه فيقاومها. بعكس اليهود يوم الخمسين الذين نُخِسُوا في قلوبهم (أع 2: 37) فاستجابوا وقالوا للرسل "ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟" وتعمدوا على أن شاول لم يعد يقاوم أكثر، بل قال للرب فيما بعد نفس العبارة "ماذا تريد يا رب أن أفعل؟" (أع 9: 6).
عمل من النعمة، أن تنخس القلوب، فتتأثر.
حتى إن رفست هذه المناخس زمنًا، تعود فتستجيب...
قد تأتي النعمة لإنسان يطلبها مثل كرنيلوس قائد المئة (أع 2: 10) وقد تأتي لإنسان لا يطلبها شاول الطرسوسي. وتعمل في كل منهما لخلاص نفسه.
ولكن النعمة -كما قلنا- لا ترغم أحدًا على عمل الخير.
النعمة لم ترغم الناس أيام نوح على الدخول إلى الفلك ليخلصوا... ولم ترغم أهل سادوم على الخروج من المدينة قبل حرقها... ولم ترغم يونان على الطاعة. ولم ترغم يهوذا على أن يكون أمينًا لمعلمه وسيده...
لم تمنع الأشرار من فعل الشر. ولم ترغم أحدًا على فعل الخير. بل إن كثيرين نالوا نعمة بوفرة وسقطوا، وبعضهم هلكوا!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/refusers.html
تقصير الرابط:
tak.la/9x3zkqj