إنها صفة من صفات الله المشهورة. حتى الناس كثيرًا ما يقفون مذهولين أمام أحكام الله ويقولون "حكمتك يا رب"!! وفي ذلك قال الكتاب:
"يا لعمق غِنَى الله وحكمته وعلمه! ما ابعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء" (رو 11: 32، 33).
إن أيوب الصديق الذي ما كان يعرف سر تجربته، وكان يجادل في ذلك... أخيرًا بعد أن تحدث الله معه، قال للرب
"علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمر... ولكني قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي لم أدركها... بسمع الأذن قد سمعت عنك. والآن رأتك عيني" (أي 42: 2- 5)
نعم أحيانًا، لا ندرك حكمة الله. ولكن علينا أن نؤمن بها، ولو لم ندركها...
من أهمية الحكمة أن الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس، سُمِّيَ أقنوم الحكمة، فقيل عنه في الكتاب إنه "قوة الله وحكمة الله" (1كو 1: 24). هذا "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إن الله الحكيم، من مواهبه الحكمة.
وهكذا فإن القديس بولس الرسول ذكر الحكمة ضمن مواهب الروح القدس، روح الله. فقال "فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة" (1كو 12: 8). وقال القديس يعقوب الرسول "وأما الحكمة النازلة من فوق، فهي أولًا طاهرة ثم مسالمة، مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة" (يع 3: 17)... ونعلم أيضًا أن إلهنا مصدر كل حكمة، قد وهب سليمان الحكمة وقال له "هأنذا قد أعطيتك قلبا حكيما ومميزا، حتى لم يكن مثلك قبلك، ولا يقوم بعدك نظيرك" (1مل 3: 12).
وورد في الكتاب إن الله هو الحكمة وعنده الحكمة.
هذا الذي قال "أنا الحكمة..." (أم 8: 12). وقيل عنه "عنده الحكمة والقدرة، له المشورة والقوة، روح المعرفة..." (أش 11: 2). وقيل إن السر المكتوم منذ الدهور "يعرف بواسطة الكنيسة بحكمة الله..." (أف 3: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/wisdom-of-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/cq48zq5