عندما تخطئ تفقد عشرة الله، وتدخل في خصومة معه.
أخطر ما في الخطية، هو أنك تدخل في خصومة مع الله.
إن الخطية لها نتيجتان، هلاك نفس الإنسان، وإغضاب الله. لذلك فقد كانت الذبائح في العهد القديم، تعبر عن هذين الغرضين كليهما، كما نقرأ في سفر اللاويين.
كان الغرض من (المحرقة) هو المصالحة مع الله، وإرضاء عدله.
لذلك فلقد كانت الذبائح في العهد القديم، تعبر عن هذين الغرضين كليهما، كما نقرأ في سفر اللاويين.
كان الغرض من (المحرقة) هو المصالحة مع الله، وإرضاء عدله.
لذلك قيل عنها أكثر من مرة إنها "رائحة سرور للرب" (لا1)، ولأجل هذا ذكرت كأولى الذبائح في سفر اللاويين، ولم يكن أحد يتناول منها لأنها خاصة بالله وحده... تظل النار تشتعل فيها حتى ذبيحتا الخطية والإثم، ترمزان إلى خلاص الإنسان من الموت الذي هو عقوبة خطيته، وهكذا كان خروف الفصح.
والسيد المسيح على الصليب، قام بالعملين: كمحرقة، صالح الله مع الناس. وكذبيحة خطية حمل خطايا الناس وفداهم وخلصهم.
إن ما ينبغي أن يشغل قلبك هو الصلح مع الله، لا تكن كالعبد الذي لا يهمه سوى الخلاص من العقوبة، وإنما كن كالابن الذي يهتم قبل كل شيء بإرضاء أبيه.
قُلْ له: المهم عندي يا رب، هو رضاك وبركتك: أريد أن أصطلح معك، واستعيد سكناك في قلبي. ليست النجاة من العقوبة هي التي تشغلني، بل محبتك وعشرتك.
لا تهمني ذاتي، أهلك أم أخلص، إنما تهمني محبتك. إنني أسعى إلى مصالحتك، وافعل بي بعد ذلك ما تشاء.
لا تظنوا أن كل خطية آدم هو الأكل من الشجرة، إنما قبل كل شيء أنه أنفصل عن الله. أحب نفسه أكثر من الله، وأطاع زوجته أكثر من الله، ونفذ نصح الحية أكثر من الله. وبهذا انفصل عن الله قلبيًا وعمليًا...
ومظهر هذه الخصومة، اختفاء آدم من وجه الله، اختفاؤه خلف الشجرة لما سمع صوت الرب. وحلول الخوف في قلبه محل الحب، وهكذا بدأ يهرب من الله...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
مشكلتك في خطيتك أنك تظن نفسك تخطئ ضد الناس، أو ضد نفسك، أو ضد المبادئ، بينما الحقيقة المرة هي أنك تخطئ إلى الله. ولهذا قال داود النبي:
"إليك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز50).
إنه لم يخطئ إلى أوريا الحثي، أو إلى عفته الخاصة، إنما قبل كل شيء أخطأ إلى الله، وكانت خطيئته ضد الله هي التي تملأ فكره وتزعجه، حتى قال للرب "إليك وحدك أخطأت".
الخطية موجهة أصلًا إلى الله. وهكذا عندما عرضت الخطية على يوسف الصديق، قال "كيف أخطئ وأفعل هذا الشر العظيم أمام الله؟!" (تك9:39). إن الخطية مخالفة لله، ومقاومة له، وتمرد عليه، وترك لمحبته لأنه قال "مَنْ يحبني يحفظ وصاياي" (يو14:15) (يو15:14، 21، 23).
والخطية أخطر من كونها مخالفة لله. إنها عداوة لله. وهكذا يقول الرسول "محبة العالم عداوة لله" (يع4:4)... هي انفصال عن الله:
لأنه أية شركة للنور مع الظلمة، ولا للمسيح مع بليعال (2كو14:6-15)...
إنك عندما تخطئ تفقد الشركة مع الله. لا تستطيع أن تقول إنك في شركة مع الروح القدس أو مع الطبيعة الإلهية، وأنت في حالة الخطية!! لذلك قيل عن الابن الضال إنه ترك بيت أبيه...
إنها فقدان للدالة مع الله، وفقد للعشرة الإلهية والحب الإلهي. كما قال الرب لراعي ملاك كنيسة أفسس: "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ4:2).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/sin-is-a-rivalry-with-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/cg7mdxy