في قصة الخلاص نقرأ عبارة: ملء الزمان (غل4:4).
عبارة ملء الزمان معناها الحكمة الإلهية في تدبير الوقت.
ما أكثر ما يضطرب إنسان في حياته الروحية، ويقول للرب: متى أصل؟ متى أدرك؟ متى أنال؟ ولكن الرب يتخير الوقت الذي يراه أفضل الأوقات لتدبيره حياة هذا الإنسان.
قد اختار لأوغسطينوس وقتًا للتوبة، كان بعد سن الثلاثين. واختار له طريقة معينة. والطريقة التي أختارها لتوبة موسى الأسود، غير الظروف التي أختارها لتوبة مريم القبطية ولتوبة بيلاجية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
 |
إن الله لا يدبر الكل بأسلوب واحد. إنما يدبر كل واحد بما يناسبه، وفي الوقت الذي يناسبه.
تختلف التدابير والأوقات، ولكن العامل المشترك في الكل هو الحكمة، والحب والصلاح، فبهذا يتميز تدبير الله.
حينما نقرأ الكتاب وسير القديسين، نجد أن الله كان له مع كل قديس تدبير خاص يدبره به.
انظروا إلى موسى النبي كيف دبر الرب حياته منذ طفولته...
كيف أرسل له ابنة فرعون لتتبناه، كيف هذبه بكل حكمة المصريين، كيف علمه في البرية الهدوء والحلم، كيف اختاره للقيادة وأعطاه سلطانًا على فرعون، كيف زوده بالمعجزات وكلمه فمًا لفم... بتدبير خاص، يكاد يكون موسى لا شأن له فيه.
كذلك يوسف الصديق، كيف دبره الله، بالأحلام، بالضيقات، وجعل كل الشرور التي أصابته سببًا لخيره - كذلك داود النبي، كيف أختاره الرب من دون أخوته، وحل روحه عليه، وقاده بالضيقات والآلام التي كانت أنغامًا في مزاميره، التي هي أيضًا من تدبير الله لنا لنفعنا الروحي...
كل أولئك كانت حياتهم ألحانًا في قيثارة الله.
حياة كل منهم كانت وترًا خاصًا بنغمة خاصة، عزف عليها التدبير الإلهي، لتكون سيمفونية عجيبة تستمع إليها البشرية...
ما أعجب الله في تدبيره العام، وتدبيره لكل فرد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/provision-for-people.html
تقصير الرابط:
tak.la/raagm8n
