نسلم حياتنا لتدبيره
ما أجمل أن نسلم حياتنا لله لكي يدبرها بنفسه.
هكذا كانت حياة شعب الله في القديم خاضعة لتدبيره في كل شيء. سواء في العبادة، أو القيادة، أو الحركة. كان هو ملكًا على الناس يدبرهم بمشيئته، ويرسل لهم من يحمل تدبيره إليهم. لذلك عندما طالب الشعب بأن يكون له ملك، قال الرب لصموئيل، إنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي قد رفضوا"...
كان طلبهم ملكًا، هو مطالبة بالاستقلال عن الله وتدبيره...
ولما كانوا يبتعدون عن تدبير الله، كانوا يفشلون...!
إبراهيم أبو الآباء، لم ينفعه تدبيره البشري في اختيار هاجر أو قطورة، فبتدبير الله، بإسحاق يدعى له نسل.
حَسَنٌ للإنسان أن يدخل مع الله في وحدة المشيئة وفي وحدة العمل، ويسلم نفسه تمامًا للتدبير الإلهي.
وحياة التسليم هذه تستلزم الثقة الكاملة بحكمة التدبير الإلهي ومنفعته، والإيمان بخيرية العمل الإلهي، والإيمان بأن التوقيت الذي يضعه الله هو أفضل توقيت.
والثقة بالتدبير الإلهي، والرضا به، إنما يدخلان الإنسان في حياة السلام والطمأنينة بل أيضًا في حياة الفرح والشكر...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ليتنا نصلي كل حين أن يدبر الله حياتنا.
هو يتولاها، ولا يتركنا لتفكيرنا، ولا يتركنا لحكمتنا، وكما قاد الشعب في البرية، يقودنا في كل خطوة.
وعلينا أيضًا ألا نشك، مهما كانت الظروف الخارجية، ولا نتذمر على تدبير الله، بل نقول "لتكن مشيئتك".
ما أعجب هذا، أن ليس فقط يتولى حياتنا ويدبرها، بل أنه يدبر حياتنا قبل أن نولد، بل قبل أن يحبل بنا، كما قال لأرمياء النبي "قبلما صورتك في البطن عرفتك... جعلتك نبيًا للشعوب" (أر4:1، 5).
بنفس الوضع كان الله يدبر حياة يوحنا المعمدان وعمله ورسالته، قبل أن تحبل به أليصابات. وبولس الرسول يقول "لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته... لأبشر به بين الأمم..." (غل15:1، 16).
إن كان الأمر هكذا، فلنفرح ونسر بتدبير الرب...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/surrender-to-gods-management.html
تقصير الرابط:
tak.la/zc5k3py