إن الله نفسه يريد أن يصطلح معك.
إنه يريد هذا الصلح، ويسعى إليه، ويبحث عنه، بكل قوته، وبكل نعمته وفعل روحه القدوس. فعلى الأقل، من ناحيتك أنت، ينبغي أن تستجيب...
إن الله يعاتب الإنسان "هلم نتحاجج، يقول الرب" (أش18:1). ويقول أيضًا "ارجعوا إلى، أرجع إليكم" (مل7:3). بل هو واقف عل الباب يقرع، ينتظر من يفتح له، ويقول "من يقبل إلى، لا أخرجه خارجًا" (لو37:6)، بل إن الله يقول في عتابه للإنسان بسطت يدي طول النهار لشعب معاند ومقاوم" (رو21:10).
تَصَوَّر أن الله يمد يده إليك طول النهار، طول العمر، يريد أن يصطلح معك، يريد أن يغسلك فتبيض أكثر من الثلج، يريد أن يسكن في قلبك، وأن تسكن في قلبه، ويقيم معك عهدًا وعلاقة...
مالك السماوات والأرض، وخالق السماوات والأرض، القادر على كل شيء، الذي فيه كل الكمالات، القدوس الذي لا حدود لقداسته، يقول "لذتي في بني آدم" (أم31:8). ينظر إلى قلبك ويقول "هذا هو موضع راحتي إلى أبد الآبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز131).
الروح يخاطب نفسك قائلًا "اسمعي يا ابنتي، وانظري، وأميلي سمعك، وانسي شعبك وبيت أبيك. فإن الرب قد اشتهى حسنك. لأنه ربك وله تسجدين" (مز10:45، 11).
من أجل هذا الصلح، أرسل الله الأنبياء والرسل والرعاة والكهنة والمعلمين والوعاظ ينادون جميعًا "اصطلحوا مع الله".
ولأجل هذا الصلح يرسل نعمته وروحه القدوس...
إنه يريد أن يصالحك، ليصلحك، بأي شرط، وبأية طريقة... لا مانع من أن يرسل إليك التجارب والضيقات، والأمراض، إن كان هذا يرجعك إليه.
وهو يفعل هذا كله، من أجلك أنت، لكي لا تهلك...
إنه يريد لك الخلاص، يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي 3:2). "لا يشاء موت الخاطئ، مثلما يرجع ويحيا" (حز18). إنه يقيم فرحًا في السماء، أن استطعت أن تصل إلى التوبة (لو17:15).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إنه يحرص عليك ويعرف أنك إن ابتعدت عنه ستضيع، لذلك يقربك إليه، لكيلا تضيع...
يعرف أنك إذا بعدت عنه، ستفقد مثالياتك، وتفقد صورتك الإلهية، وتعود ترابًا (تك19،3). وتعود مخلوقًا أرضيًا كما كنت. وتضيع... تصبح إنسانًا غريبًا عن الملكوت، وتفقد ثوب العرس، وتفقد قدسيتك وطهارتك وإيمانك... لذلك فإن الله، من فرط محبته، يحرص عليك.
حتى الكتاب المقدس، أوحَى به الله من أجلك... إنه يحكي قصة الله مع البشر، قصة سقوطهم وخلاصهم.
الكتاب المقدس، ليس هو قصة الله مع الملائكة، وليس هو قصته مع الطبيعة ولكنه قصة الله مع الناس...
أورشليم السمائية، مكان الموت الأبدي، يسميها الكتاب "مسكن الله مع الناس" (رؤ3:21). إنه اهتمام إلهي بك، وفرصة للصلح، تناسبها فترة الصوم الكبير المقدسة. فما الذي يمنعك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/god-wants-to-reconcile-you.html
تقصير الرابط:
tak.la/wbj3f36