عُدْ وَنَجِّ نفسي.
كونه يطلب من الرب أن يعود، معناها أنه شاعر بالتخلي، شاعر أن تالله قد بعد عنه، فارقه، وقد اغترب هو عن الله. وأن الله لا يعمل معه. لذلك يقول:
عُدْ وَنَجِّ نفسي. عظامي المضطربة، فلتبق مضربة. فليس الجسد هو الذي يتبعني بالأكثر. ولكن ماذا عن نفسي المنزعجة جدًا. أعطها شيئًا من السلام، وشيئًا من التعزية، ولا تترك نفسي هكذا في انزعاجها.
إنك في تجربة أيوب الصديق، سمحت للشيطان أن يضرب جسده، ولكنك منعته من جهة نفس أيوب فلا يمسها... (أي2: 6). وأنا نفسي قد انزعجت جدًا. عد ونج نفسي.
إنه شاعر بالتخلي وبالغربة عن الله، وكأنه يقول له:
أين يا رب محبتك الأولي؟ أين تعزياتك القديمة؟
أين وجهك، لماذا صرفته عني، فصرت قلقًا.
ولعل هذا ما شعر به أيوب أيضًا في وقت مذلته، فقال: "يا ليتني كما في الشهور السالفة، وكالأيام التي حفظني الله فيها. حين أضاء سراجه على رأسي، وبنوره سلكت في الظلمة ورضا الله على خيمتي... إذ غسلت خطواتي باللبن، والصخر سكب لي جداول زيت..." (أي29: 2-6).
هكذا داود يقول: عد يا رب.
عُد إلى علاقتك معي، كالأيام التي اخترتني فيها من بين كل أخوتي، وأرسلت صموئيل النبي ليسكب علي من دهن المسحه، فيحل على روحك القدوس. 1صم16: 13)... والآن عد ونج نفسي وأحيني...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بين كل حين وآخر يقول: يا رب... لأنه لو لجأ إلى أحد آخر لا يجد عونًا، ولا عزاء ولا رجاء.
وهذا كان منهج داود باستمرار. إنه يقول في مزمور آخر " الرب لي معين، وأنا أري بأعدائي. الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر. الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء" (مز118: 7-9).
إنه يقول للرب (أحيني). فلماذا؟ يقول:
"لأنه ليس في الموتى مَنْ يذكرك، ولا في الجحيم من يعترف لك".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/do-not-rebuke-me-in-your-anger/return-deliver-me.html
تقصير الرابط:
tak.la/3mbr5k9