وأحيني من أجل رحمتك.
نعم. من أجل رحمتك. وليس من أجل استحقاقي، ولا من أجل توبتى، ولا من أجل صلاتي، ولا من أجل دموعي. أحيني من أجل رحمتك. من أجل أنك حنون وطيب.
إنها حجة قوية يتمسك بها داود، وهي رحمة الله...
لو أن داود تمسك باستحقاق توبته، لقال بذلك غير محدودة ومهما تبت فتوبتك محدودة...
لكنه حينما يتمسك برحمة الله، فالله لاحمته واسعة. داود يدرك هذا تمامًا. فحينما خير بين ثلاث عقوبات، بعدما أخطأ وعد الشعب، قال داود " أقع في يدي الله، ولا أقع في يد إنسان، لأن مراحم الله واسعة" (2صم 24: 14).
يقول له: وأنت يا رب، فإلي متى؟
كلمة: (يا رب) كررها كثيرًا في هذا المزمور:
يقول: يا رب لا تبكتني بغضبك...
ارحمني يا رب فإني ضعيف.
اشفني يا رب فإن عظامي قد اضطربت.
وأنت يا رب، فإلي متى؟
وفي آخر المزمور يقول: لأن الرب قد سمع صوت بكائي. الرب سمع تضرعي. الرب لصلاتي قبل...
سبع مرات في مزمور يضم عشر آيات فقط.
حقًا إن اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق ويتمنع" (أم18: 10).
الله دائمًا يتدخل في الوقت المناسب. نظن نحن أنه أبطأ، ولا يكون الأمر كذلك.
ونظن أن الله قد نسيتنا، أو أنه قد اختفي عنا. ويصرخ القلب قائلًا " أسرع وأعنى" (مز70: 1، 5). بينما ما نراه إبطاء، ما هو إلا إنتظار الوقت المناسب للعمل من أجلنا.
كان الشعب يئن من بئر العبودية، وكان الله يري ويشفق. ولكنه يصبر ويقول لا أخرجكم الآن... لماذا؟ لأن " كأس الأموريين ليس كاملًا" (تك15: 16). لم يمتلئ بعد كأس الغضب على أعدائكم. سيأتي الوقت الذي أطردهم أمامكم، وبالنسبة إليهم في استحقاق وعدل. وحينئذ تكون " كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله ". (رو8: 28).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
نقول له: وأنت يا رب إلى متى؟ ونحن واثقون تمامًا أنه لا بُد سيأتي...
ولو في الهزيع من الليل (مت14: 25)، ولو في اليوم الرابع لموت لعازر (يو11: 17). إنه سيأتي. سيأتي سريعًا ولا يبطئ (رؤ3: 11). إذن " انتظر الرب، تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب ". مز27: 14). ليس بنفس منزعجة، وإنما تقو. كن متشددًا. تقو بالأيمان.
يتابع داود مزموره، فيقول للرب: ليس في الموتى مَنْ يذكرك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qc34r7k