St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   dialogue-with-god
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حوار مع الله، ومقالات منتقاه - البابا شنوده الثالث

39- أسباب تعب الأعصاب

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

1- المرض الجسدي
2- الإرهاق الجسدي
3- الأطعمة
4- الألوان
5- الموسيقى
6- نوع الطباع
أخطاء الآخرين
7- الكلام المُتْعِب
8- أنواع من الجدال
9- الإهانة
10 - الإحراج
11- العناد
12- النكد
13- الأحزان والضيقات
14- الاضطهاد
15 - أنواع من الناس
16- التسلط
17- الضغوط الخارجية
18- الإلحاح
19 - متاعب الأذكياء
20- عدوَى تعب الأعصاب

كثير من الناس يظنون أن تعب الأعصاب خاص فقط بخطية الغضب. على اعتبار أن النرفزة مشتقة من كلمة Nerve بمعنى عصب.

على أن هناك أسبابًا كثيرة لتعب الأعصاب نذكر منها:

 

1- المرض الجسدي:

فأحيانًا يحدث أن بعض العظام في الجسد تضغط على أحد الأعصاب، فيتألم. مثال ذلك بعض أمراض العمود الفقري. إذ قد يضغط العظم على الـSciatic Nerve الذي يمتد ما بين أواخر الفقرات القريبة من الحوض حتى القدم فيشعر الإنسان بألم وتعب في الأعصاب يسمونه Sciatica أي عرق النسا.

كذلك قد تتعب الأعصاب في أمراض الأسنان، إذ امتد السوس إلى العصب. ويحتاج الأمر إلى عملية خاصة لأطباء متخصصين في علاج العصب في الأسنان.

 

2- الإرهاق الجسدي:

إذا كان الإنسان مرهقا جدًا من التعب، يكون في حاجة إلى الراحة أو إلى النوم. وتكون أعصابه غير محتملة أي نوع من الجدل. وتكون المناقشة معه في هذه الحالة عبارة عن ضغط على أعصابه قد لا يحتمله. ويظهر أمام غيره أنه ضيق الصدر.

لذلك نصيحتي لكل زوجة أنها لا تضغط على زوجها في مناقشة وهو مرهق، ولا تدخل معه في جدل أو تلح عليه وهو في مثل هذه الحالة. وإن حدث ذلك، وثار عليها أو انتهرها، أو رفض الحديث معها، فلا تتهمه بالشدة أو الجفاء. إنما تلوم نفسها لأنها كلمته وهو مرهق عصبيا، وفي وقت غير مناسب.

كذلك على أي مرؤوس ألا يطلب من رئيسه طلبا وهو مرهق. فقد لا يستجيب لطلبه أو يرفض سماعه. ليس لأن الطلب غير سليم، وإنما بسبب الإرهاق. ولو تم العرض في وقت آخر، لأتى بنتيجة...

إن الله يعلم بمضار الإرهاق وبحاجة الجسد إلى راحته، لذلك منحنا وصية الراحة يومًا في الأسبوع، لأجل صالحنا. وهكذا قال الرب:"إنما جُعِلَ السبت لأجل الإنسان، وليس الإنسان لأجل السبت" (مر2: 27).

وقد وضع الرب للإنسان أعيادا يفرح فيها (لا 23). وفي العيد والفرح تستريح الأعصاب بالإضافة إلى المناسبة المقدسة.

 

3- الأطعمة:

هناك فرق كبير بين الطعام النباتى والطعام الحيوانى، بالنسبة إلى الأعصاب.

فالنباتيون بصفة عامة يكونون أكثر هدوءا من آكلى اللحوم. وبخاصة الذين يأكلون لحمًا بدمه، فإن أعصابهم تثور بسرعة. ولذلك فإن الرب عندما سمح بأكل اللحوم لأول مرة، منع أكل اللحم بدمه. فقال -بعد رسو فلك نوح- "كل دابة حية تكون لكم طعامًا، كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحمًا بحياته لا تأكلوه" (تك9: 3-4).

لذلك عجبت في زيارتى لبعض البلاد، من أنهم يقدمون أحيانًا لحمًا فيه دم. والذي لا يريد ذلك عليه أن يطلب لحمًا مستويا تمامًا well done. إن آباءنا الرسل في أول مجمع مقدس عقدوه بشأن قبول الأمم، قالوا للأمم "لا نضع عليكم ثقلًا أكثر غير هذه الأمور الواجبة: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم والمخنوق والزنا" (أع 15: 28-29). فالامتناع عن الدم شيء رئيسي.

صدقوني، حتى بالنسبة إلى طعام الوحوش في حديقة الحيوان، يحرصون أن يبعدوهم عن الدم لئلا يزدادوا وحشية ويصعب ضبطهم. ولهذا من الخير تقديم لحوم مسلوقة ليأكلوها...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

St-Takla.org Image: Getting to the core problem: Cutting the bad tree: unbelief, deception, strife, anger, lust, dishonesty, envy, blasphemy, malice, intemperance, selfishness, covetousness, evil speaking. - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894. صورة في موقع الأنبا تكلا: الدخول في جوهر المشكلة: قطع الشجرة السيئة: عدم الإيمان، الخداع، الصراع، الغضب، الشهوة، عدم الأمانة، الحسد، التجديف، الحقد، عدم الاعتدال، الأنانية، الطمع، الكلام الشرير. - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

St-Takla.org Image: Getting to the core problem: Cutting the bad tree: unbelief, deception, strife, anger, lust, dishonesty, envy, blasphemy, malice, intemperance, selfishness, covetousness, evil speaking. - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الدخول في جوهر المشكلة: قطع الشجرة السيئة: عدم الإيمان، الخداع، الصراع، الغضب، الشهوة، عدم الأمانة، الحسد، التجديف، الحقد، عدم الاعتدال، الأنانية، الطمع، الكلام الشرير. - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

4- الألوان:

هناك ألوان مثيرة للأعصاب، وبخاصة اللون الأحمر. ولهذا قال الشاعر فؤاد بليبل في وصفه لحجرة امرأة زانية:

في غرفةٍ حمراءَ تحسبُ أنّها         قد ضُرِّجتْ بدمِ العفافِ المُهدَرِ

أما اللون الأخضر فهو مهدئ للأعصاب. ولذلك تحرص الدول الراقية على أن تكون المناطق السكنية محاطة بمساحات خضراء green area مع كثرة الحدائق.

 

5- الموسيقى:

الموسيقى على أنواع، منها ما هو مهدئ، وما هو مثير. ومنها ما ينقل إلى جو حالم، أو إلى جو روحي. منها الموسيقى الصاخبة، والموسيقى الدينية. وقد كان الموسيقى الشهير بتهوفن يعزف لحنًا يجعل السامع يثار، وآخر يهدئه، وهكذا يتلاعب بمشارعه كما يشاء. ومن المعروف أن موسيقى الجيش تلهب المشاعر، وتثير العواطف، وتوقظ الأعصاب وتشدها.

فاختر لنفسك لونًا من الموسيقى يشيع الهدوء في نفسك.

 

6- نوع الطباع:

يقسمون الطباع إلى الناري والهوائي والترابي والمائي. فالنوع الناري هو أكثرها ثورة وجرأة، وأقربها إلى الإثارة والاستثارة.

حتى بين الشعوب -وليس فقط الأفراد- يقال إن الشعب الفلانى بارد بطبعه. حتى في فكاهاته، تكون فكاهاته باردة! ويقولون عن شعب آخر أنه (زربون) أي يثور بسرعة. فحسب نوعية الطبع تكون الأعصاب في تعبها أو راحتها...

 

أخطاء الآخرين:

إن بعض أخطاء الآخرين قد تثير الأعصاب أو تتعبها. ولا أريد أن أعطي رقمًا لهذه النقطة، إنما سوف أُرَقِّم تفاصيلها.

 

7- الكلام المُتْعِب:

وهو على أنواع: من إطالة الكلام بدون داع، بطريقة مملة تتعب الأعصاب. أو التكرار مما لا يحتمله الذهن، أو كثرة المقدمات دون الدخول في الموضوع إلا بعد إرهاق السامع. أو شرح المفهوم والواضح، كما كان المتكلم يتهم السامع بضيق الفكر أو ضحالة المعلومات.

 

8- أنواع من الجدال:

ليس كل إنسان في مناقشاته، فهناك نوع من النقاش مثير للأعصاب. منه المغالطة في الكلام. ومنه (المقاوحة)، واصرار المتكلم على ترجيح رأيه مهما كان مخطئا! وهنا يدخل في لون من (المغالطة) يكون غير مقبول، بل هو مثير. وقد يمتزج الجدال بالكذب، وإختلاق الأسباب. وهكذا يقول الرسول:"والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالمًا أنها تولد خصومات" (2تي 2: 23).

 

9- الإهانة:

قليلون جدًا هم الذين يحتملون الإهانة، لأنها تثير الأعصاب، وبخاصة عند أي إنسان متمسك بكرامته. وربما يحتملها الإنسان من الخارج، فلا يخطئ ولا يرد بالمثل. لكنه قد يكون مثارا من الداخل.

ويدخل في موضوع الإهانة: الإتهام الظالم، والكلام الموجع. مثلما فعل أصحاب أيوب الصديق. حتى أنه قال لهم "حتى متى تعذبون نفسي وتسحقونني بالكلام؟! هذه عشر مرات أخزيتموني. لم تخجلوا من أن تحكروني" (أي 19: 3). "تحفرون حفرة لصاحبكم! ارجعوا، لا يكونن ظلم" (أي 6: 27، 29).

وقد تكون الإهانة على شكل نوع من (المزاح الثقيل) غير المقبول، الذي يخرج عن حدود المزاح، ويتحول إلى لون من الاستهزاء، أو التحقير والاستهانة بكرامة السامع. وقد تشتمل الإهانة على (إغاظة) أو إثارة.

فعلى الإنسان أن ينتقى الألفاظ في حديثه مع غيره.

وربما تكون الإهانة بغير كلام: بالحركات أو الإشارة أو الملامح.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

10 - الإحراج:

الإحراج يتعب الأعصاب. وقد يكون ذلك بتقديم سؤال صعب الإجابة، أو بجر السامع إلى موضوع لا يريد الحديث فيه، أو يحرجه الخوض فيه. وقد يكون الإحراج بكشف أسراره أو أخباره.

ويزداد الإحراج وتعب الأعصاب إن كان مقصودًا، أو كان أمام الناس، أو أمام مجموعة معينة يجرحه الإحراج أمامها.

 

11- العناد:

إن كانت مخالفة الأمر متعبة للأعصاب، فلا شك أن استمرار العصيان يكون متعبًا بالأكثر. أما إن أخذ العصيان شكلا من التمرد أو العناد المقصود، فإنه يكون مثيرا للأعصاب، لأنه يدل على التحدى والاستهانة. وبخاصة لو صدر من شخص من المفروض فيه أن يخضع وأن يطيع.

وما أكثر ما يجره العناد من نتائج خطيرة، وبالذات في نطاق الأسرة، كلما تكرر العناد وضاقت الأعصاب عن احتماله. وقد يؤدي إلى خلافات ربما تصل إلى التقاضي في المحاكم. وبالإضافة إلى العناد في محيط الأسرة. فإنه في نطاق العمل، قد يؤدي إلى فصل موظف من وظيفته، إذا ضاقت أعصاب رئسيه عن احتمال ذلك العناد المتكرر في مخالفة أوامره.

 

12- النكد:

النكد متعب للأعصاب. لأنه ضغط مستمر عليها، وبخاصة لو ازداد، أو أصبح طبيعة في بعض الأشخاص! أو لو كان ذلك في نطاق الأسرة يعكر سلامها باستمرار، ويفقدها الهدوء والاستقرار. وقد يضطر الزوج إلى البعد عن بيته، وقضاء الوقت مع اصدقائه في النادى أو في مراكز النشاط المتعددة هربا من النكد في البيت.

وإذا استمر النكد في الأسرة، فربما يؤدي إلى الانفصال أو الطلاق، أو البحث عن الراحة الفكرية والعصبية بأنواع وطرق شتى، حتى تستريح الأعصاب من تأثير النكد عليها.

ويشبه الشخص النكدى إلى حد ما، الشخص الكشرى، الذي لا تستريح الأعصاب إلى مجرد رؤية ملامحه المقطبة، وبخاصة لو تحول ذلك إلى طبع دائم عنده. بحيث أن من يراه في أحد الأيام، يصلي قائلًا: سترك يا رب. اجعل هذا اليوم يمر على خير"!

 

13- الأحزان والضيقات:

إنها قد تتعب الأعصاب إن تراكمت وتعددت، بحيث ما يفيق الإنسان من ضائقة، حتى تلاحقه ضائقة أخرى. وكما يقول الشاعر(1):

تأتي المصائب حين تأتي دفعة     وأرى السرور حين في الفترات

ولهذا فإن من تلاحقه المتاعب، يحتاج إلى كلمة تعزية تريح أعصابه، وتريح نفسيته. أو عليه أن ينساها بقدر إمكانه، ولا يداوم التفكير فيها. لأن هذا يشكل ضغطًا على أعصابه...

أو يحيا في حياة الرجاء، وانتظار تدخل الله، الذي يحول الشر إلى خير، أو يصنع للتجربة حدودًا من جهة الزمن، ومن جهة الشدة. وفي هذا يقول الرسول "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو 10: 13).

 

14- الاضطهاد:

وقوع الإنسان تحت اضطهاد، يتعب أعصابه، وبخاصة أيضًا لو استمر، وأصبح منهجًا للتعامل. كما يحدث أحيانًا من استاذ لأحد تلاميذه بحيث يفقده النجاح أو التفوق، أو إن حدث من رئيس تجاه أحد مروسيه: في التعيين أو الترقية، أو المعاملة، أو ما يكتبه عنه من تقارير تؤثر على وضعه الوظيفي، أو قد تضطره أحيانًا إلى الاستقالة أو البحث عن عمل آخر، لكي يريح أعصابه من احتمال الضغط المستمر عليها في معاملة مهينة أو قاسية، أو في إذلال دائم وظلم مستمر.

 

15 - أنواع من الناس:

ليس كل إنسان مريحا في تعامله، أو مترفقا أو لطيفا. فهناك أنواع من الناس يؤدي التعامل معها إلى تعب الأعصاب. بل قد يوجد أناس من النوع الذي يقال عنه إنه لا يطاق!

من ذلك النوع: المخادع إذا انكشف خداعه، وظهر أنه يقود غير في طرق ضارة غير ما يظهر منه. كذلك المرائي، ومن يقال عنه إنه بوجهين! وأنه يعمل معك ومع أعدائك في نفس الوقت. ويظهر لك أنه صديق بينما هو عكس ذلك. كذلك هناك نوع من الناس متقلب ولا يثبت على حال. وكما يقول المثل "معاهم معاهم، عليهم عليهم".

كذلك مما يتعب الأعصاب: النوع الغامض الذي لا تدري كنهه تمامًا ولا تعرف حقيقته وحقيقة ما يدبره! وقد قيل:"لا يتعب المرأة الزوج الذي يتكلم ويخطئ في كلامه، بقدر ما يتعبها الرجل الساكت الذي لا تعرف ما في داخله!".

كذلك يتعب الأعصاب الإنسان الملتوي، في شخصيته وفي تصرفاته. ليس هو صريحا، ولا يسير على منهج واحد ولا بسياسة واحدة! وحتى في طريقة كلامه، قد يتكلم بطريقة لا تعرف فيها قصده ولا خططه. وإنما يدور بك في سبع طرق، تخرج منها وأنت لا تعرف أية الطرق هي المقصودة!!

 

16- التسلط:

مَن يتعامل مع إنسان متسلط تتعب أعصابه: سواء في محيط الأسرة أو العمل، أو حتى في محيط الخدمة أو الكنيسة...

إن الزوجة تتعب أعصابها من الزوج المتسلط الذي يحد حريتها ويقيدها، في دخولها وخروجها، وفي كلامها، وفي مصروفات البيت أيضًا... وفي كل أتصالاتها. كذلك فإن الأب المتسلط يتعب أعصاب أبنائه، بكثرة أوامره ونواهيه. وتدخله تدخلًا متعبًا في كل تصرفاتهم، بحيث يريد أن يحركهم هم وأمهم بالريموت كنترول.

وكذلك يتعب الأعصاب التعامل مع رئيس متسلط في أي مجال. لا يعطي حرية للحركة، ويريد أن يكون كل شيء يإذن وبتصريح منه. مع كثرة الأوامر الغامضة غير المفهومة، أو الأوامر العشوائية غير المدروسة، أو الأوامر المتناقضة، أو المثاليات الخيالية صعبة التنفيذ، مع الإصرار على تنفيذها! مع التهديدات المستمرة لمن يخرج عن نطاقه المغلق!

 

17- الضغوط الخارجية:

الضغوط بلا شك أمر متعب للأعصاب، لأنها ضد راحة الإنسان الداخلية، وضد حريته. وقد تكون أيضًا ضد ضميره، أو ضد إمكانياته في التنفيذ. سواء كانت هذه الضغوط من كبير على صغير أو العكس... كأن يضغط ابن على أبيه في مصروفات فوق طاقته، أو في الموافقة على طلب لا يستطيع الموافقة عليه.

أو أن تضغط زوجة على زوجها في أمر هو غير موافق عليه. وذلك بطريقة البكاء حينًا، أو بالغضب حينًا آخر، أو بتوسيط الأقرباء أو الأصدقاء حينًا ثالثًا... فتتعب أعصابه بهذه الضغوط.

وقد تتعب الإنسان ضغوط أخرى من جهة الظروف المحيطة. كبعض الضغوط المالية أو الاجتماعية، أو ضغوط السوق كما يحدث مع رجال الأعمال.

 

18- الإلحاح:

الإلحاح يتعب الأعصاب باعتباره لونًا آخر من الضغوط...

ولا ننسى أن الإلحاح هو أكثر شيء أتعب شمشون الجبار، وجعله يكشف سره لنسائه. وكان ذلك بالنسبة لكشف سر قوته لدليلة. إذ يقول الكتاب "ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم، وألحت عليه، ضاقت نفسه إلى الموت، فكشف لها كل قلبه..." (قض 16: 16-17).

كذلك بالنسبة إلى أحجيته التي كشفها لزوجته التي من امنه، إذ "بكت لديه السبعة الأيام... وكان في اليوم السابع أنه أخبرها لأنها ضايقته" (قض 14: 17).

 

19 - متاعب الأذكياء:

للأذكياء مستوى مرتفع في العقل والفهم والتصرف، قد يتعب أعصابهم الاصطدام بمستوى أقل منهم بكثير. كأن يتعاملون مع شخص بطيء الفهم، أو عديم الفهم، أو غبي، أو سيء التصرف... إن أخطأ في الفهم أو في التنفيذ. لذلك نرى بعضًا من الأذكياء يكثرون الانتهار لمساعديهم أو العاملين تحت أمرتهم. وهؤلاء أيضًا تتعب أعصابهم من أوامر الأذكياء ومن ردود أفعالهم.

 

20- عدوَى تعب الأعصاب:

الشخص الذي يتعب عصبيًّا، قد ينتقل تعبه إلى غيره، بالعدوَى.

فإذا ثار أو انفعل، قد ينقل ثورته أو انفعاله إلى غيره. وإن تمرد على معاملة أو أمر، قد ينقل تمرده إلى غيره.

لذلك فإن معاشرة الهادئين، قد تنقل هدوءهم إلى معاشريهم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: هناك نص آخر للشعر يقول: "تأتي المكاره حين تأتى جملةً، وأرى السرور يجيء في الفلتات"! وهو شعر للإمام الشافعي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/dialogue-with-god/nervous-exhaustion.html

تقصير الرابط:
tak.la/7td763q