"امتنعوا عن كل شبه شر" (1تس5: 22)
إن كان الرسول قد أمرنا، أن نمتنع عن كل شبه شر.
في مفهوم الناس، أن أي شيء: إما أن يكون خيرًا، أو أن يكون شرًا. ولكن أن يكون شبه شر، فربما لا يكون هذا مفهومًا! فلنتأمل إذن هذا الأمر:
1. يتخيل إليّ أنه من ضمن ما يدخل في هذا الموضوع، قول الرسول:
"كل الأشياء تحل لي. لكن ليس كل الأشياء توافق" (1كو6: 12).
فهذه الأشياء التي لا توافق، ليست هي شرًا خالصًا، لأنها "تحل لي". ولكن لأنها لا توافق، فهي شبه شر.
مثال ذلك: إنسان يأكل وهو سائر في الطريق، أو يمضغ لبانًا وهو جالس وسط الناس أو في اجتماع. ليس ذلك شرًا. ولكن لأنه أمر غير لائق، وقد يسبب عثرة للغير ويوقعه في الإدانة. لذلك هو شبه شر...
مثال آخر: كلام لو قاله ولد صغير، لا يعتبر خطأ. ولكن لو لفظ بنفس هذا الكلام شخصًا كبيرًا يكون أمرًا غير لائق، لا يوافق. فيعتبر شبه شر...
![]() |
2. أو يمكن أن نذكر في نفس هذا المجال، قول الرسول:
"كل الأشياء تحل لي، ولكن لا يتسلط على شيء" (1كو6: 12).
فهناك طعام أو شراب، ليس في تناوله خطية. ولكنه قد يتحول إلى عادة تتسلط، مثل شرب الشاي أو القهوة. فكلنا نشرب الشاي والقهوة. ولكن إذا أصحبت عادة تتسلط على الإنسان فلا يقوي على مقاومتها، وقد تسبب له مرضًا... حينئذ تصبح هذه العادة المسيطرة شرًا، تفقده حرية إرادته، كما تفقده صحته. ولكن في المرحلة المتوسطة السابقة لتكوين العادة المسيطرة، يعتبر هذا الشرب شبه شر. لأنه لو زاد عن حده، سيصبح شرًا. ويدخل في الاستثناء الذي ذكره الرسول "لا يتسلط عليّ منه شيء"...
أما الشاي المغلي (الأسود)، الذي يشربه بعض الأعراب، مع ضرره الواضح، فهو شر وليس شبه شر.
لذلك ابعد عن كل شيء يتحول عندك إلى عادة وتتسلط، لأن الإنسان الروحي إذا فقد حريته نتيجة لذلك، لا يكون مع فقدها على صورة الله. كذلك ابعد عن كل شيء فيه ضرر لصحتك التي هي أمانه أو وزنة، تحافظ عليها وتستخدمها للخير.
فالتدخين مثلًا، هو شر، وليس شبه شر.
لأن الضرر فيه واضح، قبل أن يتحول إلى عادة مسيطرة. فإن تحول إلى عادة تتسلط على المدخن، يكون شرًا أكبر.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
3- ابعد أيضًا عن كل شيء يكون فيه ضرر لغيرك، حتى لو لم تكن تقصد إطلاقًا هذا الضرر ولا يخطر على بالك.
وسأضرب لك مثلًا: في نصف الستينيات -وأنا أسقف- كنت في زيارة لإحدى إيبارشيات الصعيد في أسبوع نهضة. وأصبت بدور أنفلونزا، وكنت راقدًا على الفراش في حالة تعب شديد. ثم مر عليّ أحد الآباء الكهنة كبار السن يعودني في مرضي. وكانت معه سبحة، يحرك حباتها واحدة تلو الأخرى. وصدقوني -بسبب مرضي- كانت كل حبة من حبات السبحة تصطدم بحبة أخرى كأنها مطرقة على رأسي. وازداد الطرق على رأسي موالاة (تسبيح) هذا الأب الذي خجلت من أن أنبهه إلى تعبي من تحريكه لحبات السبحة: خجلًا من سنه وكهنوته من جهة. ولئلا يظن أنها رفاهية مني بعد أن صرت أسقفًا. واحتملت وأنا متعب. كان هذا بلا شك شبه شر.
4- يُذَكِّرنِي هذا بأخطاء تحدث مع البعض في زيارتهم للمرضى.
ولست أدري هل أحسب بعضها شرًا أو شبه شر.
مريض في مستشفى. وهو في حالة تعب. والكلام معه يتعبه ويجهده. ويزوره أحد معارفه أو أصدقائه ويتكلم معه وهو لا يدري أن الكلام يتعبه. ويكون ذلك شبه شر. فإن أتعب المريض أو أضره فعلًا، يتحول إلى شر. ويكون من نوع الخطايا التي نطلب عنها المغفرة في صلاة الثلاثة تقديسات: التي فعلناها بغير معرفة، أو الخطايا الخفية.
أو مريض في مستشفى يحتاج في مرضه إلى كمية من الأوكسجين، وربما يركبوا له في حجرته أجهزة للأوكسجين... ويزدحم محبوه في غرفته بالمستشفى، وطبعًا يتنفسون، فيأخذون كمية من الأوكسجين، ويتركون له كمية من ثاني أوكسيد الكربون... وهكذا يضرونه وهم لا يعلمون أو لا يقصدون. ويضطر الطبيب أن يخرجهم من حجرة المريض، وهم واقعون في شبه الشر. وإن كانوا قد أضروا بالمريض فعلًا، يكون ما قد فعلوه شرًا، على الرغم من قصدهم الطيب ومحبتهم للمريض.
5- مثال آخر لشبه الشر: إنسان كثير الإلحاح.
وتسألني هل الإلحاح شر. أقول لك: هو في حد ذاته ليس شرًا إن كان في حدود المعقول. ولكن قد يزداد الإلحاح إلى درجة تتعب الأعصاب. فيضطر الذي يلح عليه، ويقول له: كفى أرجوك. لقد عرفت ما تطلب أو ما تقصد. ويصرفه بعد أن يكون - على الأقل- قد وقع في شبه الشر.
6- ومثال الإلحاح، كثرة الشروحات أو تكرار الكلام.
التي تكون بدرجة مملة أو مزعجة، وبخاصة في موضوعات لا تحتاج إلى الشرح الكثير والتكرار الكثير في مسائل أصبحت واضحة تمامًا. وبخاصة لو كان السامع شديد الذكاء، ويدرك مايقال له من أول جملة. ويكون التكرار والشروحات ضغطًا على أعصابه وإضاعة لوقته...
ويسألون هل التكرار أو الشرح شرًا في ذاته؟ أقول: ليس هو شرًا. ولكنه يتحول إلى شبه شر. وإن زاد يصير شرًا.
7- مثال آخر: هو زيارة صديق عزيز، على غير موعد.
بسبب الدالة والمحبة جاء إلى زيارتك في وقت لا يعرف فيه هل هو مناسب أم لا؟ وهل تستطيع أن تتفرغ له أم لديك ما يشغلك! ويجلس، وتطول الجلسة. وأنت متضايق، وبسبب المحبة لا تستطيع أن تظهر ضيقك. ويبدو أنه لم يضع حدًا لنهاية زيارته. ويبدو أن زيارة هذا الصديق العزيز قد دخلت في شبه الشر. وإن طالت وأتعبتك وأضاعت وقتك، تتحول إلى شر...
وبالمثل المكالمات التليفونية، بغير موعد، وبغير وقت محدد.
يا ليتنا نضع قواعد فيما بيننا للزيارات، وللمكالمات التليفونية ومدى طولها، وبخاصةً لو كانت الزيارات في مواعيد امتحانات الطلبة، وهم يحتاجون إلى كل دقيقة، وإلى جو هادئ في البيت لا ضجيج فيه بسبب الضحك وعلو الصوت.
مثال مشابه: إنسان مع ضيوف له في بيته أو في مكتبه، يتحدثون في أمور هامة. ثم يرن جرس التليفون. ويظل المتكلم يتحدث في موضوعات طويلة ولا يعبأ بالاجتماع وما يدور فيه، أو لا يعرف. ولا يسأل هل صاحب التليفون مشغول أو غير مشغول. من أجل كل هذا يضطر البعض إلى اتخاذ اجراءات لمنع الاتصال التليفوني في أوقات معينة.
هناك أمور ربما لا تدركها، ولا تعرف هل تضر أو تضايق الطرف الآخر. ولكنها أمور تحتاج إلى حساسية وإلى ذكاء لكي تدرك.
وإلا فإنك تدخل في شبه الشر، أو تصبح غير مقبول في مثل معاملاتك هذه مع الآخرين.
8- من شبه الشر أيضًا ما تعثر به غيرك، ولو عن غير قصد.
إن كانت العثرة في أمور واضح فيها الشر، فهي شر واضح. ولكن إن كان ذلك في أمور غير واضحة الشر، مثل موضوع أكل ما ذبح للأوثان، وتعرف له القديس بولس الرسول. وقال فيه "إن كان لحم يعثر أخي، فلن آكل لحمًا إلى الأبد، لئلا أعثر أخي" (1كو8: 13). وبرر ذلك بالاهتمام بما أسماه (ضمير الآخر) (1كو10: 29).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
9- أمور تدخل في شبه الشر أيضًا، مثل تأخير دفع الأجور.
لقد أمر الرب بعدم تأخير دفع أجرة الأجير له. فقال "في يومه تعطيه أجرته، ولا تغرب عليها الشمس، لأنه فقير وإليها حامل نفسه. لئلا يصرخ عليك إلى الرب، فتكون عليك خطية" (تث24: 15).
لأن البعض قد لا يبالي، ويقول أدفع له أجرته اليوم أو باكر أو بعد باكر وهو لا يدري مدى حاجه الأجير الفقير إلى السرعة في استلام أجرته. إن الكتاب قد اعتبر هذا التأخير خطية (تث24: 15). فعلى الأقل في بعض الحالات غير المقصودة وغير الخطية تعتبر شبه شر.
10- وبنفس المنطق تأخير دفع المساعدة لفقير.
حيث يقول الكتاب "لاتقل لصاحبك: اذهب وعُد غدًا فأعطيك، وموجود عنك" (أم3: 28). أنت لا تدري مدى احتياجه، ومدى ما يقاسيه إن تأخرت عليه. يكون هذا التأخير منك شبه شر. وقد يتحول إلى شر.
11- ويدخل في شبه الشر أيضًا: التشدد في الثمن للبيع والشراء.
فقد يكون في هذا ضرر للبائع أو للمشتري يحتمله مضطرًا. ولا يظن المتشدد في الثمن أنه قد ارتكب شرًا، لأن الصفقة تمت بموافقة الطرف الآخر (المضطر) ولكنه شبه شر.
وبالمثل الطبيب الذي يفترض مبلغًا ضخمًا لإجراء عملية.
وكل صاحب مهنة: محاميًا أو محاسبًا أو مدرسًا، ومن شابه ذلك، يقوم بنفس التشدد في فرض أجر لعمله...
وقد يدعي صاحب هذه المهنة أنه لم يُرغم الذي يدفع له على التعامل معه! ولكن بإذنه إن كان يثق بكفاءة صاحب هذه المهنة في عمله، وهو غير قادر على الأجر، ويدفعه مضطرًا.
إن استغلال مواهبك وقدراتك بهذا الشكل، هو شبه شر، وإن قلت: هذه أسعار السوق، نقول قد تكون أسعار السوق فيها شر.
12- من ضمن الأشياء التي تدخل في شبه الشر: أشياء ليست شرًا في ذاتها، ولكنها قد تنتهي إلى شر...
مثال ذلك علاقة تبدو بريئة في أولها. ولكنها بالوقت والاستمرار تنتهي بخطيئة! وكان الأجدر البعد عن الخطوة الأولى منها.
ويذكرنا هذا الموضوع بقول الكتاب "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم14: 12) (أم16: 25)... إن الشيطان قد لا يحارب الإنسان بشر صريح، ولكن يستدرجه بشبه الشر.
لذلك يحتاج الأمر إلى حكمة وإفراز، وتمييز المواقف وما تنتهي إليه الأمور على المدى الزمني وتدخل الشيطان فيها...
13- التأخر في المواعيد، قد يدخل أيضًا في شبه الشر.
وقد يصل إلى أن يكون شرًا. سواء التأخر في بدء الميعاد، أو التأخر في إنهائه. فأنت لا تدري من تتأخر معه ما هي ارتباطاته الأخرى ومسئولياته، وما توقعه فيه من حرج...! وربما تخرج من الموعد، وأنت مبتهج وتقول: كم كانت جلسة لطيفة!! وأنت غير عالم بما نتج عن تأخيرك من مشاكل...
لذلك أولاد الله ينبغي أن يسلكوا بتدقيق. وينظروا إلى كل أمر من جميع زواياه، وبكل توقعاته.
14- من شبه الشر: كلمه قد لا تحمل كذبًا أو خطيئة في حرفية ما تقول، ولكنها في حقيقتها شبه كذب أو خدعة.
كأن يكلمك أحدهم في التليفون، ويقول لك أريد أن أتحدث مع فلان. فتقول له: اطلبه بعد ساعة. وأنت تعرف تمامًا أنه لا يكون موجودًا بعد ساعة! هذه خدعة. هي شر، مع أن عبارة (أطلبه بعد ساعة) ليست كذبًا.
كل شخص يعرف القصد مما يقول -ولو كان صدقًا- ولكن سامعه لا يدري ما هو ذلك القصد. والله الذي يعرف النيات والخبايا، يعرف مقاصد الناس ويحكم عليها...
15- يدخل في شبه الشر أيضًا بعض المواقف السليبة.
التي لم تفعل فيها خيرًا ولا شرًا. ولكن أمام الضمير كان يجب أن تأخذ موقفًا إيجابيًا. كأن تقف صامتًا في موقف ما، كان يجب أن تتكلم. إن الكتاب يقول "من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يفعل، فتلك خطية له" (يع4: 17). فإن كان هذا ينطبق على بعض الأمور الهامة جدًا والخطيرة. فعلى الأقل في بعض الأمور البسيطة يكون الموقف السلبي شبه شر.
16- من الأشياء التي تدخل أيضًا في شبه الشر: الوقت الضائع.
أو على الأقل بعض الوقت الضائع. فالوقت وزنة في يديك، ينبغي أن تفعل بها خيرًا. ولكن لأنك قد لا تستطيع أن تستغل كل الوقت في عمل الخير. وتحتاج إلى وقت تقضيه في ترويح Relaxed، بلا عمل... فعلى الأقل بعض الوقت الضائع بلا سبب جوهري، هو شبه شر.
تقول: أنا لم أعمل في هذا الوقت أي شيء خاطئ...
نقول لك: وأيضًا لم تعمل فيه أي شيء نافع. هو شبه شر.
هنا نتذكر قول الكتاب:
"كل الأشياء تحل لي. ولكن ليس كل الأشياء تبني" (1كو10: 23).
إذن الأشياء التي ليست للبنيان تعتبر شبه شر. فهي ليست شرًا في ذاتها، لأنها "تحل لي". ولكن لأنها لا تبني، فهي شبه شر.
أيضًا بنفس الوضع الأفكار الباطلة أو التافهة، التي ليست هي خيرًا ولا شرًا. ليست تفكر فيها في خطية، ولا في بر. ولكنها نوع من الضياع للوقت والطاقة. هي شبه شر. وقد يستغل الشيطان هذا الوقت فيحول عقلك إلى فكر شرير، ولو بالتدريج!
17- من ضمن الأشياء التي تبدو كشبه شر. وربما تتحول إلى شر: من يقوم بنشر أو تعليم أفكاره الخاصة، وليس عقيدة الكنيسة.
وقد لا تكون في حد ذاتها شرًا. ولكنه بتعود هذا الأمر، قد يتحول إلى بدعة أو خطأ عقيدي. وكثير من الهراطقة بدأوا بهذا الأسلوب، ثم تحولوا إلى الانحراف في العقيدة. كما قال معلمنا يعقوب الرسول "لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم. لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع3: 1-2).
18- من الأشياء التي تدخل في شبه الشر: المرحلة المتوسطة التي تنتقل فيها المشاعر والأفكار من الخير إلى الشر.
لأن أفكار الإنسان لا تنتقل فجأة إلى الشر، بل قد توجد مرحلة متوسطة هي شبه الشر. ومن أمثال ذلك بعض الأحلام الخاطئة التي لا نحكم عليها بأنها خطيئة، لأنها لا تدخل في إرادة الإنسان ووعيه. ولكنها شبه شر. وربما لأنها نتجت عن تخزين سابق كان شرًا...
فإذا استيقظت وتذكرت الحلم، وتلذذت به، يعتبر هذا شرًا واضحًا. كذلك إذا تابعت الحلم ورفضت أن تستيقظ. لأن الشخص الروحي إذا مر بعقله الباطن حلم خاطئ، لا يحتمله، فيستيقظ.
19- هناك نوع آخر من شبه الشر، هو وقوف النمو.
من المفروض في الحياة الروحية، أن ينمو فيها الإنسان باستمرار. فإن وقف نموه، وتجمد عند وضع معين، فإنه يدخل حينئذ في شبه الشر. وربما يدركه الفتور فيقع في الخطية. ولهذا ينبغي أن يحترس الإنسان جدًا، إذا توقف نموه الروحي. ويضع أمامه قول الرب: "كونوا أنتم أيضًا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت5: 48).
20- نقطة أخيرة أقولها في هذا الموضوع وهي قول الكتاب:
" لا تكن بارًا كثيرًا، ولا تكن حكيمًا بزيادة" (جا7: 16).
هنا لم يرتكب شرًا واضحًا. ولكن سيره في مستويات أعلى منه أو فوق احتماله، يدخل في شبه الشر. وبخاصة لو سلك في درجات روحية عالية بدون استشارة، مما يعرضه إلى المجد الباطل، أو إلى ضربات يمينية من الشيطان!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/dialogue-with-god/likeness-of-evil.html
تقصير الرابط:
tak.la/p9yhm9d