طبيعي أن الله يعرف كل خطية نرتكبها، سواء بالقول، أو بالفعل، بالفكر، أو بجميع الحواس. كما قال قال القديس يوحنا في رؤياه: "وانفتحت أسفار... ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" (رؤ 20: 12). كما قال القديس بولس الرسول "لأنه لا بُد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو 5: 10).
فما معنى "إن كنت للآثام راصدًا"، بينما الكل مسجل ومرصود؟
إن الله كلي المعرفة، ولا يخفى عليه شيء. إذن فهو يعرف ويرصد. وهو الذي وضع الضمير في الإنسان الذي يرصد أعماله، وبالأولى الله. وهو أيضًا القدوس الذي لا يقبل الخطية، والعادل الذي لا يتساوَى أمامه الطيب والخبيث.
إذن ما المقصود بقول المرتل: إن كنت للآثام راصدًا يا رب...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أي إن كنت ترصد الآثام لتعاقب عليها... تخرنها لتديننا بها.
إن كنت كذلك، فَمَنْ يثبت؟! كلنا خطاة. كلنا في الموازين إلى فوق. إن حاسبتنا، فسوف يستد كل فم. وكما فم. وكما يقول المرتل للرب في مزمور آخر: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك. فإنه لا يتزكى قدامك أي حي" (مز 143: 2).
أنت لا ترصد الخطايا، بل تمحوها بالمغفرة.
إنه كالطيب يرصد الأمراض لكي يعالجها، وليس لكي يوبخ المريض عليها. كل علل المريض واضحة أمامه، ولكن لكي يخلصه منها. وهكذا أنت أيضًا قلت "لم آت لأدين، بل لأخلص". إن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص" (لو 9: 56). وجاء يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 19: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-compline/if-you-mark-iniquities.html
تقصير الرابط:
tak.la/g8dvf6a